هيئة التحرير : beladinews.ma
في كلمة مؤثرة خلال أشغال المجلس العام للتنمية الفلاحية، أكد الدكتور جواد بحاجي، رئيس المجلس، على أهمية الزراعة الحرجية كخيار استراتيجي للتنمية في القارة الإفريقية، مسلطًا الضوء على تحديات الحوكمة والتوسع، ومقترحًا رؤى عملية لتجاوز العقبات وتحقيق نتائج مستدامة.
استهل الدكتور بحاجي مداخلته بتوجيه الشكر والتقدير لأستاذه ومعلمه، السيد علي، على جهوده البارزة في قيادة المجلس العام، مشيرًا إلى فخره بتولي المسؤولية خلفًا له، ومؤكدًا أن الاستمرارية في العمل ترتكز على الاعتراف بالجهود السابقة والبناء عليها.
الزراعة الحرجية: أولوية تنموية شاملة
أوضح الدكتور بحاجي أن الزراعة الحرجية تحتل مكانة مركزية في السياسات الفلاحية، نظرًا لدورها الحيوي في تنظيم الدورة المائية، والتخفيف من آثار التغير المناخي، وتحقيق الأمن الغذائي والطاقي، وخلق فرص الشغل، خاصة لفائدة صغار المزارعين والمجتمعات القروية.
وأضاف أن المناظر الطبيعية والغابات تُعد عنصرًا محوريًا في التوازن البيئي، ما يجعل من الزراعة الحرجية أداة استراتيجية ينبغي تعزيزها وتطويرها من خلال برامج متكاملة وشاملة.
تجارب وبرامج ميدانية واعدة
أشار الدكتور بحاجي إلى برنامجين رئيسيين في الزراعة الحرجية تم عرضهما خلال الجلسة: الزراعة الجبلية، وبرنامج الشبكات السريعة للتثبيت. وأكد على ضرورة إدماج ممارسات جديدة داخل هذه البرامج، مثل غرس الأشجار والشجيرات داخل البساتين، داعيًا إلى تنفيذ هذه الخطوات بطريقة مدروسة تراعي السياق البيئي والاجتماعي.
حوكمة وتنسيق مؤسسي فعال
في سياق حديثه عن الحوكمة، نبّه الدكتور بحاجي إلى تعدد المتدخلين في المجال، معتبرًا أن “كثرة الطباخين تفسد الطبخة” إذا لم يُحسن التنسيق بينهم. ودعا إلى تقوية التعاون بين الفاعلين المؤسساتيين، وتعزيز دور الساكنة القروية، وتمكينها من لعب دور قيادي في المشاريع الفلاحية.
كما شدد على ضرورة إشراك جميع المعنيين ليس فقط في مرحلة بلورة السياسات، بل أيضًا خلال مراحل التنفيذ والتقييم، مبرزًا أهمية اعتماد مقاربات تشاركية وتفاعلية.
التوسع: بين الضرورة والتحفظ
تناول الدكتور بحاجي موضوع التوسع في البرامج الزراعية، واصفًا إياه بأنه “مصطلح مخيف” إن لم يُرافق بالدراسة والتخطيط. وأوضح أن التوسع يجب ألا يكون هدفًا في حد ذاته، بل وسيلة لتحقيق التنمية، شريطة احترام خصوصيات كل منطقة وضمان توفير الإمكانيات التقنية والبشرية اللازمة.
نحو مقاربة تكاملية وتعددية
ختم الدكتور بحاجي مداخلته بالتأكيد على أن نجاح أي مشروع فلاحي رهين باعتماد مقاربة تقوم على القصدية، والتكامل، والتعددية. ودعا إلى وضع السياسات الزراعية انطلاقًا من احتياجات الفلاحين، مع ضمان إدماج الأسر والمجتمعات في كل مراحل المشروع، واعتماد منهجية تبادلية لتقاسم التجارب وقصص النجاح.
رسالة أمل ورؤية مستقبلية
جاءت مداخلة الدكتور جواد بحاجي لتشكل خارطة طريق واضحة المعالم، تنطلق من الميدان وتستشرف المستقبل، في سبيل بناء نموذج زراعي إفريقي resilient، عادل، ومستدام.