آخر الأخبار

هل حقيقة سيضع مهرجان عيساوة بمكناس المدينة والإنسان في قلب التنمية؟

[بلادي نيوز]23 يوليو 2025
هل حقيقة سيضع مهرجان عيساوة بمكناس المدينة والإنسان في قلب التنمية؟

متابعة للشأن المحلي بمكناس محسن الأكرمين.

حقيقة يجب التنصيص عليها بالواضح، حيث لم يكن مهرجان مكناس (عيساوة مقامات وإيقاعات عالمية) وليدة وعي الصدفة الفجائية، ولا العفوية التقريرية (القص واللصق)، بل كان التحضير له قيد التحدي والتأني (مؤسسة العامل)، وكذلك نتيجة قارة لكسب تراكمات نوعية في مجال الثقافة والفن والتنشيط والترفيه بالمدينة، ولما لا الدخول نحو معادلة صناعة الصورة الحصرية التي تماثل مكناس بالتمييز والتردد، وكذا الملمح الثقافي والفني والحضاري.
قد يكون مهرجان عيساوة في الدورة (الخامسة) من الرهانات الكبرى التنموية الذي دخلت بها مدينة مكناس بقوة وجرأة في عالم متغير من الذكاء الاصطناعي، وقد باتت فيه المعرفة بضاعة نافدة لمن يُحسن صناعة إشعاعها، وتسويقها بثراء التراث المادي واللامادي الذي تحتضنه مدينة السلاطين ( مخرجات تثمين المدينة العتيقة لمكناس).
كثيرا ما أجعل قلمي ينأى عن الخوض في مجموعة من المهرجانات بمدينة مكناس !!! لكني اليوم أبصرت نورا من الاحتفالية الرزينة والنظيفة الممكنة، والعمل على الرقي بالثقافة والفن قُدما، وفي محاولات عقلانية للقفز عن كل ما آل إليه واقع مدينة مكناس، بقدر التراكمات الطويلة من التراخي !!! اليوم أحسسنا أن المدينة تعمل على صناعة علامة حصرية دائمة وملازمة، تحتفي بالفن والثقافة والموروث الحضاري (الشفهي/ البصري)، وتجعل تراثها في قلب المجتمع والدولة والعالم.
بصدق قد يكون مهرجان عيساوة رئة تنموية بليغة المقاصد، وصورة واعدة (لمكناس الجديد)، هذا التمثل غير انحيازي، بل هو من مرجعية دور الثقافة والفن في خلق أنشطة دينامية وتنمية تفاعلية. نعم، وبكل المقاييس المعلومة، فالمدن قد سبقتنا عبر أشواط فسيحة في اعتبار مهرجاناته الكبرى (أوكسجين تنفسها)، ولعبت كليا على توجيه الطاقات، وتلاقح الخبرات الفنية والثقافية، ولما لا تفريغ الشحنات السلبية للاحتقان (نموذج ما فعله طوطو في مهرجان موازين الرباط) !!!
قد ننتظر بالبينة، وبإحصاء المعقولية والمصداقية الأثر النوعي/ الكمي الذي قد يحدثه ويحققه مهرجان (عيساوة) على الصعيد المحلي والجهوي والوطني. وفي هذا الصدد نؤكد على أن أدوار المهرجانات تكون أولا في تنظيم فضاءات المدن بالتزيين والجمالية، وثانيا في تحريك العجلة الاقتصادية، حتى أن بعضا منها (… في قلب صناعة المواطنة، وتحديث الذهنيات، ومواكبة مشروع المجتمع الحديث…/ إدريس القري كتاب عتبات في الجماليات البصرية).
بصدق ننتظر من مهرجان (عيساوة) صورة مدينة مكناس الجمالية في المخيال الشعبي والوطني، وفي الحاضر والمستقبل. ننتظر نوعا من الإبداع والفن الراقي بالتنوع، وتلاقح في المثاقفة الكونية، وكذا الوعي التام بأدوار المهرجانات في تحريك عجلة التنمية والتحديث. نعم هي البداية الأولية التي تكون في قلب اهتمامات المعادلة السياسة العمومية في رؤية التنمية، وفق تصنيف الأقطاب الكبرى والتي تتمثل في الرياضة والفن والثقافة والإنسان والقيم والأرض…
قد نواجه نوعا من الانتقاد الذي قد يكون هجينا نوعا ما !!! والمتسرع في أحكام القيمة دون قراءة تامة لأفكارنا، على اعتبارات متنوعة أن المهرجانات ما هي إلا نوع من:” التسلية/ الترف التنموي/ الإلهاء عن المشاكل الكبرى للمدينة/ هدر الزمن السياسي والاجتماعي/ هدر المال العام…”، لكنا نقرر بأننا إن أحسنا استغلال أيام مهرجان (عيساوة) وغيرها بالوجه الأمثل، فإن المدينة قد تكون في زمن الاستراتيجيات التنموية المعتمدة من طرف الدولة، باعتبار مكناس فضاء متنوعا من الثقافات والإرث الحضاري والعمراني.
من حسن الخطاب المبدئي عن مهرجان (عيساوة) تسويق القيم الكونية النبيلة، وبرمجة الجماليات التحديثية والتنموية لتفتح وتحرير الطاقات والقدرات، وتنوير مناطق العتمة من تاريخ مكناس… كل هذا وغيره قد يصنع نوعا من الثقة في تحرير الاستثمار والاقتصاد، والتأكيد الأكيد على الاستقرار المؤسساتي بالمدينة، وبرؤية السلم الاجتماعي، ومعالم الأمن العامة.
ومن معلوم البديهيات أن تبقى لدينا عدة ملاحظات عالقة، وتتعلق بمنظومة الثقافة والإبداع والاختيارات الكبري !!! وكذا بمنظومة القيم والذاكرة الجماعية المشتركة !!! لكن اليوم قد نشهد تغذية جمالية للذوق في منصة الافتتاح (باب منصور)، قد نبحث عن ابتكارية وإبداع في القدرات العامة، واستثمارا لجمالية الإرث اللامادي بمكناس، وإشعاعا في قيم التنظيم الجماعي في مدينة تعتز بتعدد الهويات (المنفردة)، و تنصهر برفق في هوية وطنية كبرى مشركة، وثقافة عريقة تنتظر المزيد من الدعم والبنيات الأساسية والتثبيت التنموي.

الاخبار العاجلة