Beladinews.ma
في أجواء مفعمة بروح المواطنة والانخراط في دينامية التنمية المجالية، واحتفالًا بـالذكرى السادسة والعشرين لاعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله عرش أسلافه المنعمين، أشرف السيد عامل إقليم بولمان، صباح يوم الثلاثاء 22 يوليوز 2025، على حفل إعادة فتح المسبح الرياضي بمدينة ميسور، بعد استكمال أشغال التأهيل والصيانة الشاملة التي همت مختلف مرافقه وتجهيزاته.
وقد حضر هذا الحدث الهام وفد رسمي وازن، ضم ممثلين عن المصالح الأمنية، ورؤساء المصالح اللاممركزة للدولة، إلى جانب عدد من المنتخبين والفاعلين المحليين، في مشهد جسّد الانخراط الجماعي في دعم البنيات التحتية ذات البعد الاجتماعي والتربوي، وتثمين الفضاءات العمومية الموجهة للفئات الناشئة.
المسبح، الذي يعود اليوم إلى الحياة بعد سنوات من التوقف، يُعد أحد أهم الفضاءات الترفيهية بالمدينة، ويكتسي أهمية خاصة في سياق ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف وافتقار المدينة لبنيات مماثلة. وقد شملت عملية التأهيل إصلاح منظومة التصفية، وتجهيز المرافق الصحية، وتأمين الفضاء الداخلي، وتحسين شروط الولوج، وتنظيم خدمات الاستقبال والسلامة.
وتم بهذه المناسبة توقيع اتفاقية شراكة وتعاون بين المديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والفرع الإقليمي للجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية، تهدف إلى تفعيل برامج التأطير الرياضي والتربوي خلال فترة الصيف، واستغلال المسبح في تأطير التلاميذ وتنمية مهاراتهم البدنية في بيئة آمنة وموجهة.
وتأتي هذه المبادرة في إطار مقاربة تنموية شاملة، ترتكز على إعادة الاعتبار للمرافق العمومية، وتعزيز العدالة المجالية والاجتماعية، وتوفير خدمات القرب لفائدة الأطفال والشباب، لا سيما المنحدرين من الأحياء الشعبية والفئات الهشة. كما تهدف بشكل مباشر إلى الحد من ظاهرة السباحة العشوائية في البرك المائية والوديان، وما يرافقها من مخاطر تهدد أرواح الأطفال واليافعين خلال فترة الصيف، وذلك عبر توفير بديل آمن ومؤطر يراعي شروط الوقاية والسلامة.
من جانب آخر، ساهم فتح المسبح في خلق عدد من فرص الشغل المؤقتة لفائدة شباب المدينة، خاصة في مجالات الحراسة والإنقاذ والصيانة، ما يشكل رافعة اقتصادية محلية، خصوصًا في سياق موسمي يعرف ندرة فرص التشغيل المؤقت
وقد عبّر عدد من الفاعلين المحليين عن ارتياحهم الكبير لهذه المبادرة التي تعكس جدية المقاربة التي تنهجها عمالة الإقليم في تثمين الرأسمال البشري، وتشجيع التنشئة المتوازنة، من خلال خلق فضاءات للتربية عبر الترفيه، وغرس قيم المواطنة والانضباط والنظافة الجماعية في نفوس الناشئة.
في الختام، يأتي هذا الحدث في سياق وطني مفعم بالاعتزاز والولاء، احتفاءً بعيد العرش المجيد، وفي ظل التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى الاهتمام بقضايا الشباب، وتقريب الخدمات الأساسية من المواطنين، وحماية الطفولة من كل أشكال الهشاشة والمخاطر الموسمية، وتجسيدًا للرؤية التنموية التي تجعل من المرفق العمومي رافعة للكرامة والعدالة والعيش المشترك .
كادم بوطيب
