آخر الأخبار

دراسة علمية… هكذا يؤتر الجفاف على المخزون السمكي عالميًا

[بلادي نيوز]22 يناير 2025
دراسة علمية… هكذا يؤتر الجفاف على المخزون السمكي عالميًا

في ظل التغيرات المناخية المتسارعة، يواجه المخزون السمكي في العالم تحديات غير مسبوقة، تهدد دورة حياة العديد من أنواع الأسماك، سواء في المياه البحرية أو العذبة. هذه التحديات تمتد من ارتفاع درجات حرارة المياه إلى نقص هطول الأمطار والجفاف، مما يؤثر على النظم البيئية المائية وعلى استدامة هذه الموارد الطبيعية الحيوية.

التغير المناخي وتأثيره على دورة حياة الأسماك
تشير دراسة حديثة أجراها باحثون من معهد ألفريد فيجنر، مركز هيلمهولتز للبحوث القطبية والبحرية في بريمرهافن بألمانيا، ونشرتها مجلة ساينس الأمريكية،  أن تأثير ارتفاع درجات حرارة المياه على دورة حياة الأسماك أكثر خطورة مما كان متوقعًا. الدراسة، التي شملت تحليل حوالي 700 نوع من الأسماك البحرية وأسماك المياه العذبة في مناطق مناخية مختلفة، حذرت من أن ارتفاع درجات الحرارة يهدد التكاثر الطبيعي لما يصل إلى 60% من الأنواع السمكية، خاصة تلك ذات الأهمية الاقتصادية والتجارية، مثل سمك القد الأطلسي، والسلمون الأحمر، وأسماك رياضية مثل أبو سيف والبراكودا.

مخاطر ارتفاع درجات حرارة المياه…

أظهرت الدراسة أن الأسماك في مراحلها الحياتية المختلفة تتأثر بدرجات متفاوتة. الأجنة، التي تفتقر إلى خياشيم كاملة تمكنها من امتصاص الأكسجين، تكون الأكثر تأثرًا، تليها الأسماك الجاهزة للتزاوج. أما الأسماك البالغة خارج موسم التكاثر، فتتمتع بقدرة أعلى على تحمل الارتفاع في درجات الحرارة. وأوضح الدكتور فليمنج دالكه، المؤلف الرئيسي للدراسة، أن زيادة كتلة الجسم أثناء التكاثر تتطلب كمية إضافية من الأكسجين، مما يجعل الأسماك أقل قدرة على تحمل ارتفاع درجات الحرارة.

سيناريوهات مستقبلية مقلقة…

بحسب الدراسة، إذا استمرت انبعاثات الغازات الدفيئة بمعدلاتها الحالية، فمن المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة بمقدار 5 درجات مئوية أو أكثر بحلول نهاية القرن، مما سيؤدي إلى اضطراب مناطق التكاثر التقليدية لـ60% من الأنواع السمكية. هذا السيناريو قد يدفع الأسماك إلى الهجرة إلى مناطق جديدة أو تغيير مواسم التكاثر، وهو أمر قد يؤدي إلى اختلالات كبيرة في السلاسل الغذائية البحرية والنظم البيئية.

الأسماك في المياه العذبة: معاناة أكبر…

تعاني الاسماك من صعوبة كبيرة في التكيف مع التغيرات المناخية بالخصوص الجفاف ، حيث أن موائلها محدودة جغرافيًا ولا يمكنها الهجرة عند إرتفاع درجة الحرارة إلى أعماق أو مناطق أكثر برودة. الجفاف وانخفاض منسوب المياه يزيدان من تركيز الملوثات، ويؤديان إلى نقص الأكسجين، مما يعرض حياة الأسماك للخطر.

توصيات وحلول..
للحفاظ على الثروة السمكية وضمان استدامتها، طالب الباحثون باتخاذ إجراءات جذرية للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة والالتزام بحدود الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية. من شأن هذا الحد أن يقلل عدد الأنواع السمكية المهددة إلى 10% فقط. كما دعت الدراسة إلى تعزيز الجهود الدولية لفهم تأثير التغيرات المناخية والجفاف على الأرصدة السمكية ووضع استراتيجيات تكيف فعالة، تشمل حماية موائل الأسماك وتعزيز الأنظمة البيئية المائية.

جرس إنذار من الطبيعة للعالم …

تُعد هذه الدراسة جرس إنذار للعالم بشأن التأثير المدمر لتغير المناخ والجفاف بصفة عامة  على المخزون السمكي، والذي يشكل مصدر غذاء لمليارات البشر. اتخاذ خطوات فورية للحد من الاحترار العالمي والحفاظ على النظم البيئية المائية هو السبيل الوحيد لتجنب كارثة بيئية تهدد التوازن البيئي والأمن الغذائي العالمي.

تأثير الجفاف على الثروة السمكية…

أكد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، السيد أحمد البواري، خلال جلسة برلمانية أمس، أن الأسماك تتأثر بالجفاف ونقص هطول الأمطار، حيث يلعب المطر دورًا حيويًا في تحسين الظروف البيئية للبحار والمسطحات المائية. وأشار الوزير إلى أن هطول الأمطار  على البحار يساهم في تكتر الاسماك .

حسب عدة دراسات ومنها الدراسة الحديثة التي  أجراها باحثون من معهد ألفريد فيجنر، مركز هيلمهولتز للبحوث القطبية والبحرية في بريمرهافن بألمانيا، ونشرتها مجلة ساينس الأمريكية  ، أكدت ان تساقط الامطار على  المحيطات يعزز من صحة النظم البحرية من خلال تجديد المياه وزيادة مستويات الأكسجين، مما يدعم الحياة البحرية، بما في ذلك الأسماك. حيث تؤكد الدراسات أن المطر ينقل المغذيات من اليابسة إلى البحر، مما يغذي السلاسل الغذائية المائية ويُحدث توازنًا بيئيًا ضروريًا لنمو الأسماك وتكاثرها. كما أن نقص الأمطار الناتج عن الجفاف يؤدي إلى تدهور جودة المياه، وانخفاض مستويات الأكسجين، وزيادة تركيز الملوثات، ما يُهدد حياة الكائنات البحرية.

ومع ذلك، للأسف، هناك بعض الأطراف والصفحات المشبوهة التي لا تستند إلى البحث العلمي في تعليقاتها وانتقاداتها. همها الأول هو المعارضة السطحية دون الإلمام بحقائق الأمور أو الرجوع إلى المصادر العلمية الموثوقة. هذه المواقف لا تخدم المصلحة العامة ولا تساهم في النقاش العلمي البناء وتوعية الرأي العام بخطورة التغيرات المناخية ، بل تسعى فقط لإثارة الجدل عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي دون أسس علمية.

إن الإشكالية الحقيقية تكمن في ضرورة تعزيز الوعي البيئي ونشر الحقائق العلمية الدقيقة حول تأثير التغيرات المناخية والجفاف على الثروة السمكية، خاصة في ظل التحديات المناخية التي تهدد مستقبل الأمن الغذائي العالمي. لذلك، لا بد من مواجهة هذه الانتقادات غير المبررة بالحقائق العلمية وبمزيد من الجهود التوعوية التي تخدم الاستدامة البيئية وتدعم جهود المسؤولين في الحفاظ على مواردنا الطبيعية.

#مقال علمي للزميل عادل العربي من مجلة المحيط الفلاحي ..

الاخبار العاجلة