في ظل الجهود المتواصلة لتعزيز الأمن الغذائي وضمان استدامة سلاسل الإنتاج، استقبل وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات السيد أحمد البواري، يوم الاثنين 23 دجنبر 2024، بحضور المدير العام ومديري المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية ، ومدير تنمية سلاسل الإنتاج ، وفداً من المجلس الإداري للفيدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن ، يتكون من الرئيس والكاتب العام ورؤساء الجمعيات المنضوية تحت لوائها (جمعية مصنعي الأعلاف المركبة (AFAC)، والجمعية الوطنية لمنتجي الكتاكيت بالمغرب، بالإضافة إلى الجمعية الوطنية لإنتاج بيض الاستهلاك ، و الجمعية الوطنية لمنتجي لحوم الدواجن ، و الجمعية الوطنية للمجازر الصناعية للدواجن ..
استعراض شامل للوضعية الراهنة
شكل هذا الاجتماع فرصة لاستعراض الوضعية الحالية لقطاع الدواجن بالمغرب، خاصة في سياق الاستعدادات لشهر رمضان 1446، حيث يزداد الطلب على منتجات الدواجن وبيض الاستهلاك. وقدم المهنيون تقييمًا مقارنًا لأداء القطاع بين سنتي 2023 و2024، أبرزوا فيه التطورات الإيجابية التي شهدتها واردات وإنتاج أمهات الكتاكيت، والتي سجلت زيادات ملحوظة في جميع الأصناف.
أرقام تعكس دينامية القطاع
تميز قطاع الدواجن خلال سنة 2024 بتحقيق نتائج مشجعة، حيث بلغت واردات أمهات كتاكيت اللحم 3.468 مليون وحدة بزيادة قدرها 14% مقارنة مع سنة 2023، بينما ارتفعت واردات أمهات كتاكيت الديك الرومي بنسبة 4%. أما إنتاج كتاكيت صنف اللحم فقد سجل نموًا بنسبة 5%، في حين حقق إنتاج لحوم الدواجن 735,000 طن، بزيادة قدرها 6%.
تحديات وآفاق مستقبلية
رغم الإنجازات، لا يزال القطاع يواجه تحديات أبرزها ارتفاع أسعار منتجات الدواجن بسبب زيادة الإقبال عليها، فضلاً عن تأثير الوسطاء على الأسعار. وفي هذا الصدد، دعا المهنيون إلى تطوير منظومة التجميع، وتعزيز النظم الإيكولوجية المندمجة، وتأهيل المجازر التقليدية والرياشات لتلبية الطلب المحلي وتحسين جودة المنتجات.
من جهة أخرى، ناقش الاجتماع مسألة التبعية للخارج فيما يتعلق بتزويد السوق بأمهات الكتاكيت، مع طرح فكرة إنشاء ضيعات لتربية أجداد دواجن التوالد (grands parentaux)، كخطوة استراتيجية نحو تحقيق السيادة الغذائية الوطنية.
التزام الوزارة بدعم القطاع
أكدت وزارة الفلاحة استعدادها لتقديم الدعم اللازم للاستثمارات المستقبلية في سلاسل إنتاج الدواجن، في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز السيادة الغذائية وتلبية احتياجات السوق المحلية. كما ذكّرت الوزارة بالمبادرات الحكومية التي شملت إعفاء واردات الكتاكيت اليوم الواحد من الرسوم الجمركية، وتصنيف قطاع الدواجن ضمن القطاع الفلاحي، مما منح مربي الدواجن امتيازات ضريبية ساهمت في تحسين مردودية القطاع.
رؤية متفائلة لمستقبل القطاع
يظل قطاع الدواجن أحد الركائز الأساسية للأمن الغذائي بالمغرب، إذ يعكس الأداء الإيجابي خلال سنة 2024 الالتزام الجماعي بتطوير هذا القطاع الحيوي. ومع استمرار العمل المشترك بين الوزارة والمهنيين، يبقى الأفق واعدًا لتحقيق المزيد من الإنجازات وضمان استدامة الإنتاج لمواجهة التحديات المستقبلية في إطار استراتيجية “الجيل الأخضر ” الطموحة .