آخر الأخبار

هل أصبحت مكناس مؤشراً دالا على الفشل الثقافي؟

[بلادي نيوز]14 سبتمبر 2024
هل أصبحت مكناس مؤشراً دالا على الفشل الثقافي؟

محسن الأكرمين.

حين نتكلم عن الفعل الثقافي الراقد (الراكد) بمكناس، يظهر لنا من بين ثنايا أضواء الركح الضبابي من يدافع عن الأداء الثقافي بالمدينة، وبامتياز الفعل والأداء والأثر، وكأنه الكفيل الوصي الذي يستوعب فهم التخطيط الثقافي العام. لن أتحدث اليوم عن ثقافة (الريع حلال)، و لا عن الدعم السخي (الثقافي) الذي تتلقاه بعض الجمعيات المحضوضة، ولا عن بيت حكامة (المساءلة والمحاسبة) ومن أين لك هذا؟ و لا عن التنافي في المسؤوليات الوظيفية والمهام المدنية. لن أتكلم عن (الشكلايين الجدد) والذين يبحثون فقط عن المبني للمجهول !! ولكني سأفصل القول في منتوج ثقافة رخوة بمكناس، وعن تلك الوقاحة التي ترتبط أساسا بالذوات والتفكير وعن (كل إناء ينضح بما فيه !!)، هي سلسلة مقالات آتية تتسم بوضع البدائل الممكنة.
دائما، ما سجلنا في منهج تحليلنا الفصل بين الثقافة والمثقفين (وأشباه المثقفين !!)، ولن أدخل البتة في معارك (ليست من عاداتي الأخلاقية) مع بعض من يعتبرون أنفسهم حماة الثقافة بسبب “الخبث المسبق والأمنيات التدميرية” !! وهذا ما أوصاني به صديق (مهني صحفي). فالفعل الثقافي بمدينة مكناس يعكس مدى الارتجالية العامة، ومستويات من التدبير المنغلق في رسم خارطة طريق لثقافة استهلاكية.


يقولون: مكناس ليست على استعداد للحوار مع الناقد (المعارض)، وليست على استعداد لتقبل الرأي والرأي المضاد، فالشأن الثقافي بالمدينة يدبر من قبل فئة الموالاة بتحالف كفيف مع الذين يخوضون الحروب بالوكالة، والردود بلا أخلاق مهنية ترتقي بهم ضمن معقوفتين إلى صنف(المثقفين). فالمؤشرات المواضيعية لدور الثقافة في رافعات التنمية تغيب تماما بالمدينة، ويحضر بالموازاة مع ذلك، ثقافة المهرجانات ذات النفقات العمومية من (المال العام)، والتي لا تسجل أي أثر على معيشة الساكنة والمدينة، ولا تستهدف تغيير السلوكيات الاستعراضية السلبية.
إن غياب مساهمة الثقافة في الناتج المحلي بالمدينة التنموي، حركة دالة على الفشل في تدبير الحقل الثقافي بمكناس وبامتياز العلامة، فنحن نبحث عن ثقافة للتماسك الاجتماعي (لا ثقافة الجسد) و(الإلهاء) في زمن الوقت البدل الضائع !! بالطبع الأكيد، المدينة في حاجة إلى المعارف والمهارات الرزينة (المهارات من أجل التنمية المستدامة)، في حاجة إلى بيئة عيش اجتماعية سليمة، والقدرة على الصمود في وجه التغير المناخي، في أمس الحاجات إلى الازدهار وسبل كسب الرزق وتحقيق (الرفاه للجميع/ النموذج التنموي).
فإذا كان مثقفو الموالاة لا يخوضون في العمليات التشاركية للتنشيط الثقافي بالمدينة، ولا يقدرون على صناعة علامة حصرية لثقافة تساهم بشكل مستعرض ومتشابك في تحقيق أهداف التنمية التكاملية بالمدينة، وبأضعف الأيمان التوافق مع (برنامج عمل الجماعة 2022/ 2027)، فإن الأمر يعدو إلى غياب فهم ” الاتجاهات ومواكبة المعارف الجديدة للمهرجانات الناجحة “!!
من تم نعتقد بالجزم، تنامي غياب الحكامة والتدبير الاستراتيجي للثقافة بمدينة الثقافة !! فمشكلة الثقافة بمكناس ليست قضية أفكار، بل هي قضية أسلوب حياة وسلوك اجتماعي لمن يدبر الحقل الثقافي بالمدينة !! فالثقافة في جوهرها ثمرة المجتمع مع سند توليفة الاستجابة لمقتضيات أنماط الحياة (المادية واللامادية)، وهي كذلك “العلاقة التبادلية” بين الفرد و (الأخلاق/ الجمال/ المنطق…) في إطار تربوي / سلوكي.
فإذا كانت عمليات مفارقة الوعي و” التلاعب العشوائي بالمتناقضات ” الثقافية بالمدينة ركيزة للتخطيط، فإن عمليات تثبيت رهانات (الثقافة الاستهلاكية الرخوة) باتت هي العملة السهلة في صناعة الفرجة والتنشيط بأشباه برمجة فقرات بعض المهرجانات أو( شبه مهرجانات)!! و أخيرا، تنبيه صادق من ضوء المحاذير الأحمر، يكفي المدينة من سلسلة الثقافية الرخوة، وتجميدها ضمن قوالب جزئية رديئة، والتي حتما تحمل سوء فهم التمييز بين عمليات الترفيه والتنشيط وأسس المهرجانات، وبين سلسلة بناء مواطن قادر على التفكير الريادي، وليس على (تحريك الجسد) !!!

الاخبار العاجلة