حين يختلط الفكر والادب، ورحيق من الفلسفة القديمة، وشمة من الحداثة(البعدية)، ونمذجة من وضعيات اجتماعية ، من تم قد يحدث انسجام النص بالتلاحم والتطعيم، وقد يتوتر ويثور في وجه ناظم تعامد تناص والذي لا يشابه المحكاة (الواقعية والمثالية) ولا التطهير (النقد البنائي) … هو النص الأدبي المشحون والملغوم الذي أقدمه لكم كوجبة قابلة للتفكير…. مودتي لكل الأصدقاء والصديقات اين ما كانوا وأين ما وجدوا …. فرأيي قابل للمناقشة والتعديل
فكرت وقوفا، ولم أقدر البتة الإجابة وتناول عمق تساؤل بسيط ومحير: كيف تتجنب سقطة من صدمة الحياة؟ فكرت في تحليل ملفوظات التساؤل بعقلية التفكيك والتركيب، لكن أعترف لكم بفشلي فقد ضاعت مني صفة حال المنهج التاريخي، وآليات التوفيق وبناء تعامد التناص. أتلفت حتى أنساق المنهج البنيوي، وفي الأخير لزاما تقلص تفكيري مساحة بينة، وبدت تشع مني تخوفات مُدْركات مخاطر عدم اليقين، والمرتبط بتأكيد الحلول الاجتماعية: كيف تتجنب الفشل وصدمة الحياة؟
حقيقة مُرَّة، فقد كنت أحمل مجموعة من أضرار متراكمة، ومتلاشية على الصعيد النفسي، وكذا أضرار هشاشة على مرمى رؤية إحساس العين بأثر تكرار الصدمات والسلوكيات المتفحمة . هنا رأيت أن سقطة الصدمة يمكن أن تتناسل بأكثر حرية، وبالاستمرارية التكاثرية غير المحصنة لا بالأخلاق، ولا بالقانون، وهي نفسها من تُفْسِدُ عليَّ حلاوة الاختيار، والتفتيش عن مسالك التسوية الجديدة.
حين فكرت قُعُودا تناولي الاطمئنان أنفة، وفرملة التوقف الإجباري عند رؤية علامات الخطر المحدق بتحذير ثان (انتبه): إياك أن تثق في النتيجة الفردية (الواحدة)، فهي تتلهى بالمشاعر تعبا واستهلاكا، وقد تتلاعب بالفرضيات وبالنتيجة، وطبعا لن تفيض باكتساب الأحاسيس مُتْعة ورِفْعة!! هنا أعلنت أن الثقة في الاعتقاد المتموج توازي فرز أحكام المطلق والمتشابه، لكني عدت نحو قُعودي البدائي، وأنا أُمَانع تشتيت رؤيتي وفق أصول التأويل بالرأي، ومدى صدق نتائج العقل والقياس، لكن صدمة الحياة أوصلتني أني لن أقدر على تحديد الفرق بين السبب والعلة، فبالأحرى استخلاص الأحكام القطعية لسد ما سد الخبر.
لِكُل مِنَّا (كَاوِية) حَمِئَة اكتوى منها يوما ما كَيا ثقيلا أو خفيفا. فاحترقت المشاعر والأحاسيس دموعا، وبات مثل من لُسِعَ من الجحر مرتين. لكل مِنَّا ذكريات توازي مخطوطات غير مصنفة من فلسفة الحياة، تُقَايس حكاية (بودا) القديس الذي لا يؤمن بحظ العثرة، بل كان (بودا) يؤمن إيمانا قطعيا بالنتيجة الطيعة بالهدوء والارتخاء النفسي، وضبط التوجس الفيضي في حلم المستقبل. من فلسفة الحياة (الحداثة البعدية) عندما نتحرر من أوات (آهات) المعاناة التي بدواخلنا، تنفرج قيمة الحياة، وتتزين طيعة مثل عرائس سماء ممطرة، وهنا تحلو الأيام زينة وبسرعة هدوء نتف الثلج المتساقطة بين السماء والأرض. هي التجارب الاجتماعية العالمية التي علمتنا أن الضغط عندما يزيد، يولد الانفجار الفيزيائي العشوائي. هي خبرات فلسفة (بودا) في الحياة التي علمتنا أن قوما مِنَّا يرغبون في سماع الانفجار المدوي، ومنه تزيد أعمارهم امتدادا، وتتسلط أيديهم تحكما في رقاب العباد والفضاء.
نهاية قد تتفحم المشاعر السلبية، وقد تترك الأحاسيس مُسممة وتَنْتظر ساعة النهاية الأبدية، وقد يُضحي الشعور الفطري البدائي يتسلل نحو تقمص الرفض من ذات تجاه الذوات الأخرى. ونحن في غفلة من التحولات ذات التكتونية الاجتماعية، والخالقة لبؤر التوتر الزلزالية.
من صدمة الحياة البسيطة والمتماسكة، حين تنظر في عيون الناس البسطاء تجد أن (التلفة) تلفهم بالشَدِّ. تقف أنهم في سباق زمن الجري عن (طرف من الخبز) وفي حرب مع (الكاوية) العالقة ببدايات صدمة الحياة. فالغلاء الفاحش أصاب ونهب، وبات المواطن البسيط يُغالب العيش، ومحاولات التأقلم مع الأوضاع الجارفة، وهو لا يدري جَرْيا تُجاه ذاك المستقبل المجهول، لكن خبراء التخطيط النفسي يقولون : أبشروا فالخير أمامكم، وما عليك إلا الصبر والتحمل، وتجنبوا التَّضَمُّرَ !! (إلى صَبَرتُو تَاكْلُوا الزرع لِي ما حرثوا…) ولكن يجب أن يكون جوابكم الجماعي مثل تَرْدُيد الكورال الطيع (صَابْرِينْ صَابْرِينْ… صَابْرِينْ).