آخر الأخبار
المغربية أمينة الدحاوي تتوج بذهبية التايكواندو في ألعاب التضامن الإسلامي بالسعودية مكناس تحتفي بعيد الاستقلال بتدشين مشاريع شبابية وتنموية جديدة بقيمة تفوق 6 ملايين درهم تنغير: مهرجان جديد يجمع الذكاء الاصطناعي بالفنون والتراث في أول تجربة من نوعها محسن الأكرمين: يحلل بنيات الذاكرة الحاضرة والنسيان بمدينة مكناس. ديو حي يشعل منصة مهرجان "عيطة بلادي": عبد الله الداودي ومنال بن شليخة يبهران الجمهور بأداء مشترك لأغ... خبراء وصيادلة يناقشون الأمراض التعفنية والوعي الصحي في المؤتمر الوطني بمراكش فيدرالية ناشري الصحف بجهة الشرق تنتخب مكتبها الجديد وتدعو لإصلاح شامل لواقع الصحافة الجهوية الدكتور علي شاي صوت مدني يعيد للتراث مكانته المستحقة بإقليم كلميم مكناس: توقيف ثلاثة متورطين في اعتداء بالسلاح الأبيض بعد انتشار فيديو صادم على مواقع التواصل الفقيه بن صالح تقدم برنامجا ثقافيا واجتماعيا غنيا بمبادرة من المجلس الجماعي وبمشاركة الكفاءات المحلي...

محسن الأكرمين: يحلل بنيات الذاكرة الحاضرة والنسيان بمدينة مكناس.

[بلادي نيوز.ma17 نوفمبر 2025
محسن الأكرمين: يحلل بنيات الذاكرة الحاضرة والنسيان بمدينة مكناس.

BELADINEWS.MA

ما أجمل أن تقطن بين أحضان مدينة ذاكرتها تنام تهورا في شمس قيض، ولا تستيقظ إلا عند الاستحقاقات الانتخابية. دوما كانت ذاكرة المدينة تفيق مع الفزع الملازم، وسقوط الصومعة التي تم بها تعليق (الحجام) !!! أو فزع آخر من جرائم تماثل فعلة (مجينينة) !!!، ومرات عديدة التلاشي مع مآسي الأحداث الطارئة وبالتمويه التسربي. فما أسوأ !!! التذكر حين تُمْسي ليلا، وقد تنام ذاكرة المدينة في سهو منسي في الحفر الليلية، ونحن لا نزال نُشغل عقولنا بالتراخي الرخو حتى لا تموت المدينة بالحتمية والفجائية. إنها بحق الأحلام المبتورة عن ذات المدينة ونحن، والتي تحمل كل مثيرات الأضواء الزائفة، وملونات فقاعات نصب الفخاخ المميتة بين الفاعلين السياسيين !!!
لم يبق لنا بالجمع إلا أن نستغرب من شيء واحد، أن مدينة طيعة بالعفوية، منذ أن كان القدر سيدا في مسقط رأسي بين أسوارها الأميرية. ومهما كانت غرابة الاستدلالات بالذاكرة المفقودة للمدينة المتسامحة موضعا بديلا عن المدينة الفاضلة، فالأمل والحلم في التغيير بات سيد الحديث، ومنه كانت البدايات وختم نهايات الانتظار التي لا تنتهي لا في ساحة ولا في ميدان !!!
منذ الزمن الماضي القريب كان جزء من الأحلام المبتورة للمدينة الطيعة، يسارع الوقت المتدفق على نحو من التهور والفهلوة بالبحث عن المنقذ (المهدي المنتظر) والذي لن يبارك حضوره لهذه المدينة اللانهضوية !!! وخلافا لمحطة (غودو) الأخيرة، فقد طال أمد الانتظار عن التنمية الموعودة، وعن عودة ابتسامة الحياة للمدينة عبر التمكين الكلي لا الجزئي. لكن الأدهى من ذلك، فقد كانت أحلام ذاكرتنا جميعا تلتصق بالماضي، وتصنع منه الرمزية (الذهبية)، وتلقي باللوم على الحاضر والمستقبل ( المصدي) الذي لم يقدر حتى أن يرمم ويأهل جزء صغيرا من ماضينا القريب بالتشريف والذكر والتوظيف الأمثل بالامتياز والتفرد.
التشكيك في النيات الحسنة القابلة لسنن التغيير، اختلط مورده بذاكرة مدينة اليقظة بالنميمة السياسية، وتم تعويم رؤية الفساد على وجه تربها، حتى بتنا نحارب الفساد بالشفوي والإضمار !!! فكل الوعود الجميلة التي واعدونا بها، باتت حتى هي من الاستدلالات الفاسدة المرتخية، ولم يبق لنا من صحتها غير الدعاء وراء الإمام وقول: (آمين) !!!
فحين قال الإمام في خطبة الجمعة المضغوطة بالرسمية: اللهم امحق الفاسدين، نقول جماعة وراءه: (آمين)، يقول الإمام: اللهم شتت شملهم، نقول : (آمين). يقول الإمام: اللهم احرق مالهم وزرعهم وعلل ذاتهم، نقول جماعة وراءه: (آمين). يقول الإمام: اللهم حاسبهم حساب نار الآخرة المحرقة، نقول : (آمين). يقول الإمام: اللهم حرك ملفات المحاسبة والمساءلة من أين لك هذا بمحاكم المالية !!! يسكت الجميع وبالصوت الخافت يقولون: (آمين) وبدون تكرارها ثلاث مرات !!! ونحن نعلم علم اليقين أن صدقات الفاسدين تقيهم من دعاء الإمام الرسمي، لأنه يستفيد من هباتهم غير المرئية للجميع!!!
كل ضروب التشويش وتعطيل التنمية بمدينة الذاكرة المنسية، تعطل حتى عيوننا من الإبصار في الأفق الجميل المبتسم بالسعادة. ولم يبق لدينا غير الحق الوحيد في استرجاع الثقة الموؤودة في قدرتنا على إقرار عقاب الصناديق الانتخابية، ولكن تخوفاتنا ” أن أبناء عبد الواحد واحد ومن رحم حليمة يولد السياسي المنبطح والمهرول نحو منافع الفساد …” !!!. لم يبق لدينا إذا غير المشاركة وليس المقاطعة البئيسة السلبية التي تجعل من صغير القاسم الانتخابي يتسيد المشهد السياسي العقيم، ويماثل في خرجاته (دُونْ كِيشُوتْ) المعارض والمشاكس والمتسابق نحو الامتيازات !!!
حقيقة غير مراوغة بفنية (سفسطائي)، أن ذاكرة المدينة لا تطيق فهم الكليات الواجبة للتغيير، ووضع استدلالات البدائل الحقيقة والفزعة، بل فهمنا في حدود ظل الذوات المنكسرة في ذات غروب باهت في الأداء والأثر، والوقوف عند الحقائق السهلة المختلطة بفساد الاستدلال (الحلال والحرام)، والتبعية الموغلة في لحظات الانبطاح والهرولة نحو الاقتيات من فتات بقايا الريع (الحلال) للأسياد والفاسدين المتسيدين.
ذاكرة مدينة منسية، تُنتج بالحصرية الحذلقة في النزق (والنزوقية)، في ظل غياب أسس ما ذكر في دستور المملكة من الكلمات دالة ومليحة (الحكامة/ الديمقراطية/ التشاركية/ العدالة/ للمواطن الحق في… / العدالة الاجتماعية/ الرفاه للجميع/ المناصفة/ الكرامة/ العدالة المجالية…). فحين تغيب الأخلاق والقيم عن السياسة والتدبير وفق أنظمة الحكامة، نكون نتفحص الانتقاد الثنائي (الأغلبية والمعارضة) في فكر سياسي عبثي لا يلزمه التغيير، ونحن نعلم أنها كل تلاسنات (اللايفات) مُغرضة ومفبركة لدغدغة المشاعر اللينة الصامت !!! ويمكن أن يصبح المعارض بالأمس أبكما .وأخرسا وغبي الفهم حين يتربع على كرسي الأغلبية متسيدا !!!
هي مسألة ذاكرة مدينة تصيد في بحيرة مستنقع لا سمك تنموي فيها ذي تمكين. ومن حمية استحضار الذاكرة المنسية حتى ولو بالجزئية لا الكلية، كان لزاما من البدايات محاربة الاستدلالات المغرضة بمدينة الأعاجيب، حتى لا يصاب الجميع بداء النسيان و الفشل المفرط في التقادم بالذاكرة الداخلية والبرانية، ولما لا فقد ينعكس بمتوالية (ادفع) نحو نكوص الثقة في المستقبل، والجمود الذي يريد تحنيط حتى الأسوار والقصبات، ويبخس كل رؤية تحديث للتمكين الحضاري.

الاخبار العاجلة