محسن الأكرمين.
تأتي دورة 7 ماي2024، في ظل مجموعة من التحولات التي يحضر فيها التهجين السياسي بامتياز. يحضر فيها تغير المواقف بين عشية وضحاها ونبرة الخطابات الحادة واللينة والرخوة، حتى أننا بتنا لا نعرف الصادق من الكاذب، وحدود المخادع السياسي، ومن يكذب عن المدينة !! دورة (باردة) قد لا تحتاج إلى ذاك الجيش العرمرم من مستشاري ومستشارات المجلس (61)، فهي بالكاد تتضمن نقاطا خارج سطر التنمية بمدينة مكناس، ولا تدعو إلى مناقشات عميقة وحارقة.
صحيح، أن كل نقاط الدورة تهم مجالات اجتماعية واقتصادية (الأثمنة التقديرية) والأكرية، ويمكن أن تُجمع بسرعة العقد ونهاية الختم وبلا نقاشات مستفيضة. فهذه الدورة تتطلب فقط (المصادقة والموافقة) و تواجد العدد الكمي لنصاب الحضور، وكفى السياسيين شرَّ قتال المتكلمين، وجُمرة من السفسطائيين الجدد. من التخمينات الحكيمة أن تمرَّ الدورة بلا (احْرِيقْ الرَّاسْ) والذي حتما لا طائل منه، غير تناول جرعة مزدوجة من وصفة (الباراسيتامول/ Paracétamol) السياسي المهدئ لألم تدني تنمية بالمدينة. يكفي الدورة حضور السيد الرئيس ونوابه الشداد الغلاظ في الكلام المنمق وفقه القانون الجماعي، ومن المستحب حضور حتى مقرر الجلسة، وقد ينتهي الجلسة والحوار بالكلام (الحلو)، ونقاشات (قَطَعْتْ كلامك بالسمن والعسل) !!
هي وضعية مكناس ما بعد الملتقى الدولي الفلاحي بالمغرب، ونهاية موسم جني البرسيم والباكور غير الناضج (الفَطِيرْ)، وتسويق الصورة المليحة ليس للمدينة حتما (رواق المدينة !!)، بل للوجوه التي ألفت (التَّبْنَادْ) وابتسامة التصفيقات، والمصافحة بالصور التسويقية، والحديث عن تنمية غائبة بالمدينة العريقة في التاريخ.
دورة 7 ماي، سيغيب عنها بامتياز تلك الوجوه (المشاكسة) في النقد والانتقاد، والتي غالبا ما تؤثث القاعة الكبيرة للأوقاف ( وحتى هذه القاعة الأنيقة لا تصلح بتاتا لإجراء دورات مجلس جماعي/ عيب في علو المنصة والصوت والإنارة). دورة ستشهد أكبر غياب ما بعد التوقيع على محاضر الحضور، وقراءة أسماء الاعتذارات بسبب وبدون سبب. وقد يتم الانسحاب الطوعي إلى محج المقاهي (اللامعة بالإنارة التي تفتقدها المدينة للتلميع وتنكيت المستملحات السياسية) في ساحة (كورنيت) القديمة (عبد الكريم الخطيب)!! وفتح صفحات من كتاب ( ونقد كتاب تبليس السياسة والسياسيين بمدينة الجدال والبوليميك السلبي) !!
من التكهنات، تلك التدخلات الإقحامية في نقاط نظام وانتظام، لطرح الميز الذي ناله ممثلو الساكنة (أعضاء مجلس جماعة مكناس !!) في الملتقى الدولي الفلاحي بالمغرب (د16). سيتم الحديث عن أسباب الإقصاء، وتغيير التموقعات داخل زمن الملتقى (من اليسار إلى اليمين/ ومن الوسط إلى اليمين أو إلى أقصى اليسار). سيتم الحديث عن بطاقات الدعوات المجانية (الريع حلال)، والتي كانت توزع بمعايير القرب والانبطاح والهرولة والطلب بالملتمس والانتظار !! سيتم الحديث في نقاط مختلفة وبالتعويم بعد إحاطة الرئيس الورقية، عن دعوات العشاء، والتسابق لنيل بطاقة شرفية لتناول ما لذ وطاب من الأكل. سيتم الحديث عن البعض مثل (قطط الموائد) كما يستشهد بها النقابي الفذ عبد الله مشكور، ونحن لا نعلم من المقصود من الدلالة اللفظية (لزعلوك مكناس الحار) !! سيتم الحديث عن الإقصاء والغبن، وغياب تجاوب الرئيس المباشر عبر هاتفه، حيث كان خارج التغطية في اللحظات الحرجة من الملتقى الفلاحي.
المهم لنترك ممثلينا الموقرين والموقرات بالمجلس (يَنْفُضُوا مَا بِقلُوبِهِمْ من فيض غيض)، والذين هم بالتبعية جزء من (عَرَامِ) هذا الفيض، ولكن المصادقة (كَايْنَة) والخروج عن سرب رفع الأيدي قليل بقلة الحضور المعارض والرزين، والمواقف التي لا تتلون بألوان الدورات !! وفي الغالب أن تنتهي جلسة دورة (7 ماي 2024) قبل رفعها ليس للصلاة وإنما للغذاء، وتناول (بسطيلة) لكل من لم يتناولها في عشاء الملتقى الفلاحي، وبهذا تكون أسرع دورة خلال هذه الولاية العجيبة بالمتناقضات الفوضوية.