آخر الأخبار

مهرجان إفران الدولي يعود في دورته السابعة: الفن والتراث في قلب رسالة بيئية وتنموية

[بلادي نيوز]24 يوليو 2025
مهرجان إفران الدولي يعود في دورته السابعة: الفن والتراث في قلب رسالة بيئية وتنموية

هيئة التحرير :beladinews.ma

بعد ست دورات بصمت على نجاحات نوعية من حيث التنظيم، البرمجة، والحضور الجماهيري، يعود مهرجان إفران الدولي هذه السنة ليتألق من جديد في نسخته السابعة، وذلك خلال الفترة الممتدة من 23 إلى 26 يوليوز 2025، تحت شعار لافت: “الماء منبع الحياة ورهان التنمية”.

تنظم هذه التظاهرة المتميزة من طرف جمعية منتدى إفران للثقافة والتنمية (AFICED)، بشراكة مع عمالة إفران، والمجلس الإقليمي، والجماعة الترابية لإفران، ومجلس جهة فاس-مكناس، في سعي جماعي لجعل الثقافة رافعة للتنمية المستدامة، وفضاءً للنقاش والتحسيس بالقضايا الحيوية التي تهم المواطن والبيئة على حد سواء.

كما جرت العادة، افتتحت فعاليات المهرجان بعرض استثنائي في ساحة التاج، تصدره عرض جماعي ضخم بعنوان “سنفونية أحيدوس” بمشاركة أكثر من 300 فنان وفنانة، في احتفاء جماعي بالتراث المغربي الأصيل، وإبراز لتنوع الموروث الفني الذي تزخر به منطقة الأطلس المتوسط.

تميز الافتتاح بحضور رسمي بارز تقدّمه السيد عامل إقليم إفران، مرفوقًا بوفد هام يضم شخصيات مدنية وعسكرية ومنتخبين، مما يعكس انخراط السلطات المحلية الفعلي في دعم مثل هذه المبادرات الثقافية والتنموية، وحرصها على إنجاح التظاهرة بما يليق بإشعاع الإقليم ومكانته الوطنية.

في إطار السهرات الكبرى، استقبلت منصة ساحة التاج الفنانة الشعبية “الدودية” والفنان الأمازيغي “أحوزار”، اللذين ألهبا حماس الجمهور الغفير الذي قدّر عدده ما بين 75 ألفًا و90 ألف متفرج. تفاعل الحاضرين كان كبيرًا، في أجواء احتفالية جسدت عشق الجمهور المغربي للفن الأصيل وتعلقه بجذوره الثقافية.

تميزت برمجة المهرجان بمزيج ثري يجمع بين السهرات الفنية الرفيعة والأنشطة الثقافية والبيئية الهادفة. وتم تنظيم كرنفالات للأطفال، وأمسيات شعرية بالأمازيغية بمشاركة شعراء من المنطقة، خصصوا قصائدهم للتحسيس بأهمية الماء، وحماية الغابات، والحفاظ على نظافة المواقع الطبيعية.

ضمن فقرة خاصة بالتراث الغذائي المحلي، نُظمت مسابقة وطنية لفن الطبخ المغربي، ركزت على أطباق “سمك التروتة” الذي يُعد من المنتجات المميزة للمنطقة، في خطوة تهدف إلى الترويج للمؤهلات الفلاحية والبيئية التي تزخر بها إفران.

حمل المهرجان بُعدًا بيئيًا عميقًا من خلال يوم دراسي حول “الاقتصاد في الماء”، خُصص لتبادل الخبرات حول ترشيد الموارد المائية، كما تم تنظيم معرض فلاحي مصغر بمشاركة فلاحين رواد في مجال السقي المستدام، قدموا تقنيات مبتكرة وفعالة في مواجهة التغيرات المناخية والتصحر.

لم تغب الرياضة عن فعاليات المهرجان، حيث تم برمجة مسابقات وأنشطة رياضية متنوعة في كرة القدم، والكرة الطائرة، والرماية، بمشاركة فرق محلية وشباب من مختلف جماعات الإقليم، في أجواء تنافسية وتعليمية تعزز روح المواطنة والتعاون.

في وفاء لهويته المجالية، شهدت الدورة السابعة مشاركة تفوق 90% من الفرق والمواهب المنحدرة من إقليم إفران، دعمًا للكفاءات الشابة وإبرازًا لثراء المنطقة الثقافي والفني. وقد جرى توزيع الفعاليات على منصتين رئيسيتين: ساحة التاج وقاعة المناظرات، مع مواكبة إعلامية وطنية ودولية واسعة.

شهدت هذه الدورة تنظيمًا إعلاميًا احترافيًا أشرف عليه الإعلامي المتميز السيد الخولاني محمد، الذي واكب مختلف مراحل التظاهرة وسهر على التنسيق بين ممثلي وسائل الإعلام الوطنية والدولية. وقد ساهم هذا الإشراف المحكم في إبراز صورة المهرجان وتوثيق لحظاته البارزة بشكل متميز، ما عزّز إشعاعه خارج حدود الإقليم.

أثبت مهرجان إفران الدولي، مرة أخرى، مكانته كموعد سنوي بارز يجمع بين الترفيه والتوعية، وبين الفن والتنمية. ولعلّ أبرز عوامل نجاحه تكمن في التنظيم المحكم، والتنسيق الفعال بين مختلف الشركاء، والانخراط القوي للسلطات المحلية، مما يجعله نموذجًا يُحتذى به على مستوى المهرجانات الجهوية والوطنية.

الاخبار العاجلة