تزامنا مع اليوم الدولي لمكافحة العواصف الرملية و الترابية و الذي يصادف 12 يوليوز من كل سنة أصدرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ، بيانا جديدا كشفت من خلاله عن الأضرار المتزايدة التي تحدثها العواصف الرملية و الترابية على الصحة العامة و الأنشطة الإقتصادية على المستوى العالمي .
و في هذا الإطار شددت المنظمة ، على ضرورة تعزيز أنظمة الرصد و التنبؤ و الإنذار المبكر للتقليل من آثار هذه العواصف ، مؤكدة أن سوء إدارة الأراضي و المياه و التدهور البيئي و الجفاف عوامل تساهم بشكل كبير في تفاقم ظاهرة الغبار المحمول جوا .
و في سياق متصل ، أفاد البيان بأن أكثر المناطق تعرضا للغبار المحمول لمسافات بعيدة هي أمريكا الجنوبية و البحر الأبيض المتوسط ، و بحر العرب ، و منطقة البحر الكاريبي و شمال المحيط الأطلسي الإستوائي ، ووسط شرق الصين ، و خليج البنغال .
يدخل سنويا ما يقارب 2.000 مليون طن من الرمال و الغبار إلى الغلاف الجوي ، و تنتج صحاري شمال أفريقيا والشرق الأوسط أزيد من 80٪ من هذا الغبار ، و يمكنه السفر عبر القارات و المحيطات لمسافات شاسعة تصل إلى عدة آلاف من الكيلومترات ، و بحسب النشرة السنوية للغبار المحمول جوا ، يتأثر نحو 330 مليون شخص في أزيد من 150 دولة من هذه الظاهرة .
و في سياق متصل ، تعرض 3.8 مليار شخص أي مايقرب من نصف سكان العالم لمستويات من الغبار تتجاوز عتبة السلامة بين عامي 2018 و 2022 ، حسب مؤشر جديد طورته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية .
في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها ، قدرت خسائر التعرية الغبارية و الرياح بنحو 154 مليار دولار خلال عام 2017 ، حسبما أفادت به دراسة أمريكية ، مقدمة بذلك نبذة عن التكاليف الاقتصادية المرتفعة للعواصف الرملية ، و قد استشهدت المنظمة بهذه الدراسة مؤكدة على ارتفاع التكلفة الحقيقية للظاهرة في ظل غياب تقييمات شاملة على المستوى الوطني .
و مما يظهر التأثيرات العميقة لهذه العواصف على الصعيدين الاجتماعي و الاقتصادي ، نجد مثلا الأثار السلبية التي ألحقتها العاصفة الغبارية الشتوية الاستثنائية التي ضربت منطقة الشرق الأوسط قبل سنوات و أدت إلى تأجيل فعاليات عامة ، و إلغاء رحلات جوية و إغلاق المدارس بكل من شبه الجزيرة العربية و قطر و الكويت و العراق .
و في سياق متصل ، فقد أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة الفترة من 2025 إلى 2034 عقدا لمكافحة العواصف الرملية و الترابية .
دنيا البغدادي : beladinews.ma