بلادي نيوز,ma
استقبلت مدينة مكناس يوم السبت 22 نونبر 2025 وفد المؤتمر الدولي للصحافة السياحية “FIJET 2025″، الذي يكتسي أهمية كبرى بالنسبة لمستقبل مكناس السياحي، ورهانها على جلب الاستثمارات واستقطاب أكبر عدد ممكن من السياح من خلال التعريف بمعالمها وإبراز مختلف مقوماتها السياحية. وقد واكبت “بلادي نيوز.ma”، التي كانت حاضرة في هذه الجولة، عن كثب برنامج المؤتمر الذي تميز بالتكامل والغنى من خلال برمجة مدروسة لعدد من المحطات بهدف إبراز العمق التاريخي للعاصمة الإسماعيلية والتعريف بثراء موروثها العمراني والثقافي والروحي. ويأتي هذا البرنامج في سياق جهود المدينة لتعزيز إشعاعها السياحي وإبرازها كوجهة قادرة على استقطاب المهنيين والفاعلين الدوليين في المجال السياحي.وانطلقت الجولة الاستكشافية بزيارة بانورامية للمدينة من محيط فندق ترانس أطلانتيك، أتاحت للوفد تكوين رؤية شمولية عن البنية التاريخية والعمرانية التي تميز مكناس، قبل الشروع في استكشاف أبرز معالمها. وشملت الجولة المرور بعدد من الأبواب التاريخية الشهيرة، من بينها باب بردعين و باب تلت فحول و باب الخميس، في مسار يعكس تنوع التحصينات العريقة التي شكلت هوية المدينة عبر الزمن. كما توقف المشاركون عند ضريح الشيخ الكامل، أحد أهم المعالم الروحية ذات الحضور القوي في الذاكرة الصوفية المغربية.وواصل الوفد مساره عبر حي الملاح، أحد النسيج الحضري الأقدم في المدينة العتيقة، ثم اتجه نحو باب بني محمد و صهريج السواني، قبل بلوغ فضاء القصبة – سراج بعمقه الهندسي الذي يختزل ملامح التخطيط الإسماعيلي. وتصل الجولة إلى إحدى محطاتها المركزية عند ضريح المولى إسماعيل، الباني الأكبر للعاصمة الإسماعيلية ومهندس نهضتها المعمارية. بعدها انتقل المشاركون مشياً نحو باب منصور لعلج و ساحة الهديم، اللذين يشكلان معاً قلباً نابضاً للمدينة القديمة وفضاء يلخص تعددية تجليات الذاكرة المحلية.وتوقف الوفد بعد ذلك لتناول وجبة الغداء بفندق Z، قبل استئناف البرنامج خلال الفترة المسائية بفندق الداليا، حيث قدم مندوب السياحة السيد الخمليشي عرضاً مؤسساتياً سلط الضوء على الرؤية الجهوية لتطوير القطاع السياحي. وعقب ذلك تدخل رئيس المجلس الإقليمي للسياحة بمكناس السيد أمين بنونة وكذلك السيد رؤؤف الاسماعلي رئيس جماعة المشور الستينية، الذي قدم قراءة تحليلية لمؤهلات مكناس ومشاريع تثمين تراثها المعماري والثقافي، وذلك في إطار مقاربة تنموية تراهن على تعزيز جاذبية المدينة. كما تخلل اللقاء عرض شريط وثائقي يقدم صورة مركزة عن الرأسمال التراثي والحضاري للعاصمة الإسماعيلية.وتوج البرنامج بزيارة الموقع الأثري وليلي، المصنف ضمن التراث العالمي لليونسكو، والذي يمثل إحدى أهم الحواضر الرومانية في شمال إفريقيا. ولقد منح هذا المسار للزوار فرصة الانغماس في تجربة تزاوج بين عمق التاريخ وجمالية المشهد الطبيعي بسهل سايس، قبل أن يتجه الوفد بعدها للعودة إلى مدينة فاس.ومن خلال هذا البرنامج النوعي، تقدم مكناس نفسها كمدينة ذات حمولة حضارية استثنائية تجمع بين الأصالة العمرانية والدينامية الثقافية، وتؤكد حضورها بصفتها أحد الفضاءات المغربية القادرة على استقطاب المبادرات الدولية الوازنة في المجال السياحي، بما يرسخ موقعها على خارطة السياحة العالمية.









