أقلام حرة

مكناس والتَّحَنْقِيزْ السياسي … بمتوالية ادْفَعْ…

محسن الأكرمين.

يقولون: زادت الحركة ركودا في ظل مجلس مكناس الجديد !! ففي جلسة مصغرة حضرتها مع رفقة من الأصدقاء أُثِير حديث التنمية بمكناس، حيث كانت جل الأجوبة تجتمع حول (الحركة ناعسة). لم أستغرب من حكم القيمة لا النوعية فالجميع بات يردد هذه اللازمة وكأنها أضحت مقياسا للنقد والمعارضة، ولكني استغربت للأمر من جانب أن من أجالسهم أغلبيتهم من صناع القرار بمجلس الجماعة !! وهم من ينوبون عن الساكنة في تنشيط انفصالات وخصامات جلسات المجلس، وتحريك ( تحنقيز وتشيار) مكناس الحار!!
نعم (الحركة ناعسة) باختلاف التموقع داخل مجلس الجماعة، بين مستشاري الحظوة والمهام الكبرى (أهل الحل والعقد)، ومستشاري (التحنقيز) والمعارضة (بلا..بلا…) وفي التصويت رفع الأيدي !!. (الحركة ناعسة) ليس قول بسبق (الغرابة) فهي (ناعسة منذ استيقاظ أصحاب الكهف)، وقد لا نعلق كل الاخفاقات عند بوابة هذا المجلس (مجلس الشتات) الذي يبدو منذ البداية إلى النهاية (تالف) والله يَدِيرْ الخير لهذه المدينة، فيما إذا خرج حزب الاستقلال من الأغلبية!!
فحين تبحث عن علامات (ناعسة) تعترضك الأسباب الكبرى المتضمنة في تحصيل الموارد المالية، تصطدم بميزانية مُرتقبة لسنة 2024 تفوق الإمكانات والتوقعات التقديرية، تجد أن دعم المال العام الوطني لمكناس غائب ومغيب، تقف أن حلبة الصراعات السياسية باتت تستعصي في الحلول، رغم الرعاية اللصيقة من مؤسسة العامل، وتخفيض مستويات الخلافات (آخرها محاولات كف فريق حزب الاستقلال بالمجلس من الخروج من الائتلاف).
إنها مكناس التي لا تفلح بتاتا في بناء تنمية تُعَادل انتظارات الساكنة ( مثلا أكادير 9 أنفاق أرضية)، إنها المدينة التي لازالت تنتظر حلحلة في مصالحها الإدارية التابعة للجماعة وتنوع الاختيارات على أساس تجويد فعالية أداء المهام !! إنها مكناس التي لم تستطع أن تستلهم أدوار (الجماعة المواطنة الترافعية) وتشجع المقاربات المبدعة في التسيير الشفاف، لا في صناعة زوايا الدعم (شَدْنِي وَلاَ نْطِيحْ !!) وأيدي العجين (لَفْطِيرْ)!! إنها مكناس التي لا ينعكس التدبير العقلاني والواقعي على أنماط نماء الشأن المحلي، وعلى مجموع الساكنة الطيعة الطيبة المنتظرة في الزمان والمكان.
نعم، حين تغييب رؤية تدعيم الاقتصاد المحلي من التدهور المستمر!! حين لم تستطع رئاسة جماعة مكناس، خلع لباس الموظف السامي والانكباب على قضايا القرب والتصويب والتقويم الموضعي لآليات الاشتغال الميداني. حين باتت المدينة لا تمتلك مشاريع كبرى للتدشين في أعياد وطنية مجيدة. حين بات مجمع القصر البلدي تعشش فيه الرطوبة وبات مشهده مأساويا، والترميم أصابه مثل برنامج تثمين المدينة العتيقة. حين تغيب ثقافة التقييم الذاتي (الافتحاص الداخلي والخارجي) والتدقيق لمنافذ الترسبات غير السليمة في أداء مهام وأدوار مجلس الجماعة، حين بتنا مثل صديقي السياسي نقول : (الحركة ناعسة بمدينة مكناس) ونؤمن بها إيمانا قويا، ولم نقدر على صناعة التغيير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرة + أربعة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار