في مشهد يعكس عمق الروابط التاريخية وقوة التفاهم المتبادل بين المملكة المغربية والمملكة الإسبانية، شهدت العاصمة الرباط، مدينة الأنوار، صباح يومه الخميس 12 دجنبر 2024، لقاءً رسميًا بمقر السفارة الإسبانية، جمع بين السيد خوسيه ماريا دافو كابرا، المستشار الثقافي والعلمي للسفارة الإسبانية، ووفد عن مؤسسة طنجة الكبرى للعمل التربوي والثقافي والاجتماعي والرياضي برئاسة السيد عبد الواحد بولعيش، مرفوقًا بالسيد محمد وهبي العروسي، والسيد مراد بنكيران، والسيد حمزة الوكولي.
هذا اللقاء، الذي ترأسه المستشار الثقافي نيابة عن السفير الإسباني بالمغرب، لم يكن مجرد لقاء بروتوكولي، بل كان مناسبة لتجديد الإلتزام المتبادل بقيم الدبلوماسية الموازية بإعتبارها جسرًا حيويًا للتفاهم والتعاون والتبادل السوسيوثقافي في مجالات مختلفة. حيث إستمع المستشار الإسباني باهتمام بالغ إلى عرض تفصيلي حول المبادرات الطموحة للمؤسسة وبرامجها المتنوعة والغنية؛ الفنية، الثقافية، الاجتماعية، التربوية والرياضية، معبرًا عن “تقديره العميق” للدور المحوري الذي تتميز به المؤسسة في تعزيز القيم الثقافية والإجتماعية المشتركة بين الشعبين.
كما أكد السيد المستشار أن مثل هذه المبادرات لا تقتصر فقط على تحقيق أهداف محلية، بل تحمل أبعادًا إستراتيجية تمتد لتدعم الإستقرار الإقليمي وتعزز صورة المغرب وإسبانيا كشريكين نموذجيين في التعاون الثقافي والدبلوماسي وحسن الجوار.
بدوره، قدم السيد عبد الواحد بولعيش رئيس المؤسسة، نبذة موجزة عن برامج وأهداف مؤسسة طنجة الكبرى التي تنسجم مع برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أبدعها جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ؛ معبرا في كلمته التي حملت في طياتها تأكيدًا للعلاقات الأخوية المغربية الإسبانية، التي ليست مجرد تقارب جغرافي، بل هي “تحالف حضاري” يمتد جذوره في عمق التاريخ ويتجدد بفضل مبادرات خلاقة تخدم المصالح المشتركة للطرفين. مؤكدا كذلك على “الانفتاح التام ” للمؤسسة كفاعل بالمجتمع المدني على كل المبادرات التي تصب في مصلحة الطرفين، مشددًا على أن قوة العلاقات تكمن في استثمارها لتعزيز القيم الإنسانية المشتركة. وقد اتفق الطرفان على وضع برامج مشتركة لتنزيل برامج تربوية ، فنية رياضية وثقافية ذات الأهداف الاجتماعية على أرض الواقع.
للإشارة فإن هذا اللقاء لم يكن مجرد محطة عابرة في جدول العلاقات الثنائية، بل رسالة رمزية تعكس الإيمان الراسخ بأن الدبلوماسية الثقافية هي أداة المستقبل لبناء عالم أكثر تواصلًا وتفاهمًا. وقد غادر الجانبان اللقاء بإرادة مشتركة لتعزيز التعاون عبر مشاريع طموحة تضع الثقافة والعمل الاجتماعي في صدارة الأولويات.