BELADINEWS.MA
انطلقت بمدينة تازة، مساء الثلاثاء، فعاليات الدورة الرابعة والعشرين من المهرجان الدولي لمسرح الطفل، في افتتاح احتفالي مميز عزز موقع المدينة كفضاء راسخ للإبداع الطفولي ضمن الخريطة الثقافية الوطنية.
وجرى الحفل بقصر المعرض وسط حضور فني وثقافي واسع، وبمشاركة فرق دولية من الصين والبرازيل وإسبانيا ومصر وتونس والأردن، إلى جانب فرق مغربية، ما منح الافتتاح طابعا دوليا غنيا ومتنوعا عكس شعار الدورة: “أطفال اليوم… صناع مسرح المستقبل”.
وتميز الافتتاح بعرض فني لفرقة صينية، أعقبه تقديم الفِرق المشاركة واستعراض البرنامج العام، في مشهد احتفالي يُجسد طموح المنظمين إلى دمقرطة الثقافة وتقريب العروض الفنية من محيط الطفل، خصوصاً في المناطق غير الحضرية.
وفي هذا الصدد، أكد حمزة أحادي، المدير الإقليمي لوزارة الثقافة بتازة، أن دورة هذه السنة جاءت “بطموح أكبر وانفتاح أوسع على التجارب الدولية”، مضيفا أن انطلاقها في أجواء احتفالية يعكس “التراكم الإيجابي الذي حققه المهرجان خلال أكثر من عقدين”.
وأوضح أن الدورة لا تكتفي بالعروض المسرحية، بل تربط بين الترفيه والتكوين عبر ورش بيداغوجية متنوعة تشمل السلامة الطرقية، الروبوتيك، حقوق الطفل، الصحفي الصغير، والإسعافات الأولية، في إطار صقل مهارات الجيل الصاعد وفتح آفاق إبداعية جديدة أمامه.
ومن جهتها، عبرت يالي هو، المديرة التنفيذية للمركز الثقافي الصيني بالرباط، عن اعتزازها بمشاركة فرقة “باندا” في التظاهرة، مؤكدة أن الفن “يشكّل أرضية مشتركة بين الشعوب مهما اختلفت ثقافاتها”، ومعتبرة المهرجان جسرا لتعزيز التعاون الثقافي بين المغرب والصين.
كما عبر الصغيري الزوبير، عضو الوفد المصري، عن سعادته بالمشاركة، موضحاً أن عرضه “القناعة كنز لا يفنى” يمثل امتداداً لحضور المسرح المصري في هذا الموعد الثقافي الذي “ترك بصمة واضحة داخل المغرب وخارجه”.
وحنل الافتتاح بصمة تنظيمية مميزة أشرف عليها فريق فني بقيادة عبد اللطيف نحيلة، المدير الفني للمهرجان، حيث صيغت فقراته في قالب سينوغرافي متكامل انطلق من الساحة الخارجية بقصر المعرض بعروض سيرك ولوحات فلكلورية مغربية، قبل الانتقال إلى ممرات القصر التي احتضنت لوحات فنية تجسد ملوك الدولة العلوية، وصولا إلى لوحة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، احتفاء بعيد الاستقلال المجيد. وقدمت داخل القاعة عروض وكلمات رسمية في تركيبة فنية منسجمة رغم محدودية الإمكانيات.
ويقام المهرجان تحت إشراف المديرية الإقليمية للثقافة بتازة، وبدعم من جماعة تازة وجهة فاس مكناس ومؤسسات تربوية وثقافية مختلفة، مما يجعل منه حدثا سنويا راسخا في الأجندة الثقافية الوطنية، وفرصة لتبادل التجارب المسرحية بين فرق مغربية ودولية.
كما تشمل الدورة برنامج “عالم المعرفة” بشراكة مع اليونيسيف والمجلس الجهوي لحقوق الإنسان، ويتضمن ورشات في الكتابة المسرحية وصناعة الأقنعة وماستر كلاس وتوقيع كتب الأطفال، إضافة إلى فضاءات تفاعلية مفتوحة أمام الناشئة.
ويأتي تنظيم هذا الموعد الفني في إطار تفعيل التوجيهات الملكية الداعية إلى النهوض بأوضاع الطفولة وجعل الثقافة رافعة للتنمية، عبر توسيع المشاركة الثقافية وإتاحة فضاءات الإبداع للأطفال.
وسيستمر المهرجان إلى غاية 21 نونبر 2025، عبر عروض مسرحية وورشات تربوية وفنية موجهة للأطفال وعشاق المسرح، في دورة تعزز مكانة تازة كعاصمة وطنية لمسرح الطفل.





