آخر الأخبار
الدار البيضاء تعزز موقعها كمنصة عالمية للنسيج مع اختتام الدورة 22 من معرض (إم.إي.إم) 2025 نحن في حاجة إلى مدينة تنافسية... مكناس. المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني يتقل د وسام الصليب الأكبر للاستحقاق للحرس المدني ال... توقيع اتفاقية شراكة في مجال التكوين بين اتحاد طنجة وأولمبيك ليون. انطلاق لقاءات التشاور حول الجيل الجديد من برامج التنمية الترابية المندمجة بولاية طنجة الملك محمد السادس يوجه الأحزاب السياسية لإبداء تصوراتها حول تحيين مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء الم... الرباط: عبد اللطيف حموشي يستقبل سفيرة الصين لتعزيز التعاون الأمني استعداداً لاجتماع الإنتربول بمراكش الفنان محمد لعريف يبدع في أغنية احتفاءً بالصحراء والمسيرة الخضراء ، في ظل الانتصار الدبلوماسي للمغرب... دراجات/ جمع عام : محمد بن الماحي " الرهانات المستقبلية كبيرة والطموحات متعددة". احتفاء بالمسيرة الخضراء.. جمعية الأمل تُرسخ قيم المواطنة في نفوس نزلاء مركز حماية الطفولة بمكناس

نحن في حاجة إلى مدينة تنافسية… مكناس.

[بلادي نيوز.ma11 نوفمبر 2025
نحن في حاجة إلى مدينة تنافسية… مكناس.

BELADINEWS.MA

متابعة للشأن المحلي بمكناس محسن الأكرمين.

نحن في حاجة إلى مدينة تسع الجميع رأفة وبلا مناوشات جانبية أو خرجات حارقة تلحق حرق العباد والأرض. نحتاج إلى مدينة نصرخ عندها بالصوت العالي والمتواضع لزاما ولا نلاقي لوم الحمق العميق. نحتاج طبعا إلى ممثلين سياسيين من طينة الأبطال الزعماء في الأزمات والمواقف السديدة في سيادة رؤى التغيير. نحتاج إلى مجتمع مدني متطور، وناقد ومبتكر للحلول (لا البكاء على الأطلال)… مجتمع مدني ليس بالطيع والمنبطح، ولا بالمنافق الشديد في مطالب الترافع عن المدينة لشيء في نفس يعقوب !!!
نحتاج إلى مدينة نتفق بأنها الأم ومنها الحياة تبدأ، ولا نُجافيها مهما كان خبزها حافيا (وفطيرا)، ولا ننتقص من قيمتها المعيارية التاريخية مهما اختلفنا سياسيا أو ثقافيا أو إثنيا. نحتاج إلى مدينة تنال ساكنتها النجاح في (كاستينغ) التنمية المندمجة، وربح قسط وفير من العيش الكريم. نحتاج إلى مدينة تعصر اختلافاتنا بتذويب الجليد الجارح والماكر. نحتاج إلى مدينة لا ينال منها الإعياء في التنمية الجيدة، ولا ينال منا الإعياء في ممارسة المعاملة الفضلى لناسها، والسجود على تربتها الطاهرة صلاة بالإيمان القوي أنها المنشأ والمرجع وشبيهة (بمكة وناس).
نحتاج جميعا إلى مدينة نعيش فيها وبدون مزايدات ولا إقصاء في الهويات المشتركة. نحتاج جميعا إلى مدينة نؤمن فيها بالمؤسسات الدستورية لا بالوجوه المتلبدة والمتحورة، مدينة لا تحمل سوء أحاديث ألوان عقود الازدياد ، بل صناعة العيش المشترك (الهوية المؤسساتية المشتركة )، وغايات العيش السعيد. من هنا، نقول: بئس معادلة التفاضل والتمييز بمرجعة مكان الولادة !!!
قد نبحث عن هذه المدينة بمعايير لا تساوي حتما المدن المثالية الفلسفية، ولا حتى في تلك المدينة الفاضلة التي ينال ناسها كل أسباب الراحة والسعادة الأفلاطونية بالحظ والخير. لكنا حقا، نبحث عن هذه المدينة التي لا نحتسبها من مدن الخرافة الطوباوية، ولا من عجائب تاريخ الدنيا التي وقف التدوين عندها في الماضي فقط (كانت مكناس …)، بل مدينة تتحرك نحو الأمام بالتنمية والاستثمار المنتج لفرص الشغل، والترقي التصاعدي بدل التهليل للاستثمار الاستهلاكي والرفاهية الرخوة.
قد نكون حقا نبحث عن مدينة افتراضية في أحلامنا، وفي تطلعات المفكرين المنظرين بالمعيارية. قد نكون حقا نبحث عنها في برامج الأحزاب السياسية، وبرامج عمل مجلس الجماعة. قد نكون حقا نبحث عن مدينة تحتفي بالإنسان أولا، وتجعله عنصرا صانعا للتغييرات المفاجئة ولو بمعادلة البناء (المدني) التصاعدي.
قد نكون حقا نبحث عن مدينة تكون مرجعا أمينا في توزيع عوائد أثر مشروعات الإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي بالتساوي (العدالة المجالية). قد نكون حقا نبحث عن مدينة لا تُنتقد بطريقة لاذعة، ولا تُجرح بالشفط الدامي على ممرات تاريخ نكبته. نبحث بحق عن مدينة تقوم على الاختلاف المنتج لا إحباط الطواحين الهوائية (الهضاضرية في مواقع إعلام الشارع)، مدينة لا عنوان عندها للسخرية مهما كانت الدلالة الوصفية قصدية أو كناية.
نحتاج إلى مدينة تؤمن بالرأي المقدس، وتنأى بعدا عن كل استخفاف يدنس الأرض والفكر. نحتاج إلى مدينة نكتشف فيها السعادة لا المعيقات المتكتلة بالحواجز ومخفضات سرعة التنمية . نحتاج إلى مدينة لا تحمل تلك الهوامش القصية في الهشاشة والتصنيف والتوزيع (ناقصة التجهيز)، مدينة تعرف الحياة الجماعية المليئة بوفرة التآزر والتضامن، مدينة تفيض أرضها بالثروات البنانية لا الفوضوية.
نحتاج إلى مدينة يفكر فيها السياسي بمنطق التغيير لا الهروب إلى أمكنة الخروقات المتراكمة بلا تعيين ولا مساءلة للفساد. نحتاج إلى مدينة لن يكون فيها السياسي مثل الحكم يحصي الأخطاء ويصفر فقط على الخشونة بأوراق الإنذارات الحمراء بلا محاسبة بعدية ولا مراقبة سبقية. نحتاج إلى مدينة من طينة المسؤول السياسي الذي يناقش الاستراتيجيات التنموية، ولا يعتاد على تقليم أظافر الأصوات المناوئة. نحتاج إلى مدينة الحق والأيادي النظيفة والألسن الرزينة الحسيبة الرقيبة، نحتاج فقط إلى مكناس بشموليتها وكل من ضمه العيش تحت سمائها، وأكل من غلتها وشرب من مائها.

الاخبار العاجلة