BELADINEWS.MA
في سابقة تُجسِّد أسمى معاني التضامن المهني
والإنساني، وتُحوِّل الكارثة إلى فرصة لإظهار أواصر الأخوة التي تربط مكونات المجتمع الصيدلاني المغربي، انطلقت رحمة القوافل من مدينة مكناس العريقة نحو مدينة آسفي الساحلية، حاملةً معها بصمة أمل وعونًا عاجلاً لزملاء مزقت الفيضانات مُؤَسَّساتهم وهددت مصدر رزقهم وقدرتهم على خدمة المواطنين.
لم تكن هذه المبادرة مجرد شحنة مساعدات عابرة، بل كانت رسالة قوية مفادها أن الفيدرالية الوطنية لنقابات صيادلة المغرب و نقابة الصيادلة بمكناس ، إلى جانب شركائها في العمل الإنساني مثل نادي “ليونز مكناس فارما”، ليست مجرد أطر نقابية أو جمعوية، بل هي “عائلة كبيرة” تتحرك بفطرة القلب حين ينادي الواجب. لقد تجسدت هذه الروح عمليًا في “قافلة التضامن” التي وصلت محمّلة بالدعم إلى الصيدلانيات المتضررات في آسفي في 29 ديسمبر 2025، لتمسح بشيء من الدفء عن وجوههن وتحمل لهنّ العزيمة لإعادة بناء ما تهدم.
هذه القصة ليست فقط عن منح وتلقي، بل هي قصة عن كرامة المهنة، وعن التزام أخلاقي يتجاوز الحدود الجغرافية. إنها قصة تُروى بتفاصيلها الدقيقة: من تنظيم دقيق، وجرد محكم، وتوزيع عادل بنسب متساوية بين الصيدليتين المتضررتين، مما يضع نموذجًا فريدًا في الشفافية والإنصاف. السيدتان ن ص و أ و ، صاحبتا صيدليتي “المدينة” و”القدس”، لم يتلقيا الدعم الدوائي و المادي فحسب، بل تلقينا رسالة تطمين بأنهن لسن وحيدات في محنتهن.
من خلال السطور التالية، نسلط الضوء على هذه المبادرة النبيلة، من خلال خطاب شكر مفعم بالامتنان من المستفيدات، لنكشف عن نموذج ملموس للتضامن الذي يجب أن يُحتذى به، ولنُبرز كيف يمكن للمؤسسات المهنية أن تكون رافعة حقيقية للتنمية الاجتماعية والإنسانية عندما تضع إنسانيتها قبل أي اعتبار ٱخر .
