آخر الأخبار

مشاركة المغرب في المؤتمر العالمي لمحميات المحيط الحيوي (الصين)

[بلادي نيوز]25 سبتمبر 2025
مشاركة المغرب في المؤتمر العالمي لمحميات المحيط الحيوي (الصين)

BELADINEWS.MA

 هانغتشو (الصين)، 23 شتنبر 2025
الريادة المغربية في صلب الحكامة البيئية العالمية بالصين
صوت المملكة يرفع مستوى الطموح البيئي في الدورة الخامسة للمؤتمر العالمي لمحميات المحيط الحيوي، المنعقد في مدينة هانغتشو
من جديد، تثبت المملكة المغربية، الحاملة لرؤية طموحة في مجال التنمية المستدامة والحفاظ على التنوع البيولوجي، دورها المركزي والريادي في مجال الحكامة البيئية العالمية، خلال انعقاد الدورة الخامسة للمؤتمر العالمي لمحميات المحيط الحيوي، المنعقدة في الفترة الممتدة بين 22 و26 شتمبر 2025، بمدينة هانغتشو في جمهورية الصين الشعبية.
وتجسد الرئاسة المغربية لمجلس التنسيق الدولي لبرنامج “الإنسان والمحيط الحيوي” (CIC-MAB)، التي تضطلع بها الوكالة الوطنية لتنمية المناطق الواحات وشجر الأركان منذ صيف 2024، التزام المملكة -تحت الرعاية الكريمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله- بالنهوض بنماذج تنموية ترابية قادرة على الجمع بين حماية التنوع البيولوجي، تدعيم الأنشطة الاقتصادية المحلية والمرونة المناخية.
وتمثل السيدة لطيفة يعقوبي، المديرة العامة للوكالة الوطنية لتنمية المناطق الواحات وشجر الأركان، المملكة المغربية في أعمال المؤتمر كفاعل رئيسي في المشاورات الدولية حول حماية وتثمين محميات المحيط الحيوي، بينما تشكل الرئاسة المغربية لمجلس التنسيق الدولي لبرنامج “الإنسان والمحيط الحيوي”، رؤية عملية تهدف إلى ترجمة الالتزامات الدولية إلى أعمال ميدانية قابلة للقياس والتعميم.
وقد شهد حفل الافتتاح حضور أكثر من 4 آلاف مشارك من 150 دولة، بينهم وزراء ودبلوماسيون وعلماء مرموقون ومديرو ومحافظو المواقع والمحميات الطبيعية، إضافة إلى ممثلي المجتمع المدني، وهو ما يعكس مدى الاهتمام بالدور المتنامي للشبكة العالمية لمحميات المحيط الحيوي كرافعة للعمل أمام أزمات المناخ وتراجع التنوع البيولوجي.
ونبهت السيدة لطيفة يعقوبي في كلمتها الافتتاحية، بصفتهـا رئيسـة المجلس التنسيق الدولي لبرنامج “الإنسان والمحيط الحيوي” (CIC-MAB)، إلى خطورة الوضع العالمي قائلة: “إن التأثيرات المترابطة للأزمة العالمية صارت جلية بأبعادها الثلاثية المتمثلة في تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي والتلوث”، مضيفة أن “هذه التأثيرات تشهد وتيرة تصاعدية وتهدد الأسس الاجتماعية والاقتصادية لمجتمعاتنا”.
وأكدت لطيفة اليعقوبي على الدور المهم الذي لعبه ويلعبه برنامج الإنسان والمحيط الحيوي (MAB) الذي أطلقته اليونسكو عام 1971، إلى جانب 750 محمية محيط حيوي مكونة لشبكة البرنامج، موضحة أنه يتمتع بقدرة فريدة على الجمع بين الحماية والابتكار والتنمية المحلية؛ “فالمحميات هي مجالات حيوية اجمع بين الفلاحة والصيد والدراسة والابتكار، وأيضا حماية التراث والتقاليد، وداخلها يُبنى الحلم بمستقبل مستدام للإنسان والطبيعة. إن اختيار هذه المحميات ضمن الشبكة ليس اعتباطيا بل هو بداية التزام مختلف الأطراف على المدى الطويل”.
وتكتسي المشاركة المغربية في هذه المحطة الدولية رمزية خاصة بالنسبة للمغرب، لكونه ممثلا من خلال الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، المؤسسة المكلفة بحماية وتنمية منظومتين بيئيتين فريدتين معترف بهما لدى اليونسكو: غابة الأركان (محمية محيط حيوي منذ 1998) وواحات جنوب المغرب (محمية محيط حيوي منذ 2000). وتنفذ الوكالة داخل المحميتين برمج تنموية متكاملة تُجسّد فلسفة برنامج الإنسان والمحيط الحيوي (MAB)، جاعلة من المجالات الترابية المغربية، مختبرات مفتوحة على الصمود والتأقلم والابتكار، وفي خدمة الساكنة والكوكب.
الإرث الاستراتيجي للمؤتمر
وشكل تقديم خطة عمل هانغتشو رسمياً الحدث الأبرز خلال هذا المؤتمر العالمي. هذه الخطة صيغت بعد مشاورات واسعة قادها فريق من 14 خبيراً، وأثريت بمساهمات الشباب والنساء والمجتمعات المحلية من بلدان عدة. وتمثل هذه الوثيقة خارطة طريق عملية للشبكة العالمية لتنفيذ الإطار العالمي للتنوع البيولوجي (كونمينغ–مونتريال) وأهداف التنمية المستدامة 2030.
بهذا الصدد قالت لطيفة يعقوبي: “ستُرسّخ خطة هانغتشو مساهمتنا في الالتزامات الدولية الأساسية. وبانتهاء هذا المؤتمر ستُفتح مرحلة جديدة. إنها فرصة تاريخية لترسيخ دور محميات المحيط الحيوي في ديناميات التحول الترابية، خدمةً للكوكب ولأجيال الغد”.
وتدعو اليونسكو كل تشر سنوات تقريباً، إلى عقد المؤتمر العالمي لمحميات المحيط الحيوي لمراجعة التقدمات المحققة، وتبادل الخبرات، وتحديد التوجهات المستقبلية لبرنامج الإنسان والمحيط الحيوي. وقد انعقد آخر مؤتمر في عام 2016 في ليما (البيرو)، حيث تم اعتماد خطة عمل ليما (2016–2025) التي غذّت بدورها التراكمين المعرفي المؤسساتي، الذين مهدا لإطلاق خطة هانغتشو.
شبكة عالمية من أجل حلول محلية
ويشكل مؤتمر هانغتشو منصة لتعزيز أثر الشبكة العالمية. فقد ذكّرت الرئاسة المغربية لمجلس التنسيق الدولي بأن قوة محميات المحيط الحيوي “تكمن في قدرتها على ربط المبادئ العالمية بالإجراءات المحلية والإقليمية، وتقريب المجتمعات من السلطات الوطنية والبرامج الدولية. فالشبكة هي مختبرنا للاستدامة، حيث تُعايش وتُختبر يومياً أهداف برنامج الإنسان والمحيط الحيوي”.
خارج إطار الجلسات العامة للمؤتمر، سيعقد الوفد المغربي الذي يقوده السيد سمير الظهر، السفير والمندوب الدائم للمملكة المغربية لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، سلسلة اجتماعات ثنائية رفيعة المستوى لتبادل الخبرات المغربية في تدبير النظم البيئية الهشة وتعزيز التعاون جنوب–جنوب، وهو ركيزة من ركائز السياسة الخارجية للمملكة.
واختتمت السيدة يعقوبي كلمتها بشكر حار للحكومة الصينية ومدينة هانغتشو على حسن الاستقبال والتنظيم المتميز لهذا الحدث العالمي، كما عبّرت عن تقديرها لالتزام السيدة أودري أزولاي، المديرة العامة لليونسكو، ولكافة الأطراف الفاعلة في شبكة الإنسان والمحيط الحيوي.
ملاحظات للمحررين:
• تضم المملكة المغربية أربع محميات محيط حيوي معترَف بها من طرف اليونسكو: غابة الأركان (1998)، واحات جنوب المغرب (2000)، غابة الأرز الأطلسية (2016)، بحر البوران (2023).
• برنامج الإنسان والمحيط الحيوي التابع لليونسكو يتجاوز هذا العام خمسة عقود من العمل (أكثر من 50 سنة).
• النص الكامل لكلمة لطيفة يعقوبي وصور عالية الدقة مرفقان بهذا البيان وجاهزان للتوزيع.
• لمزيد من المعلومات عن المؤتمر: صفحة اليونسكو المخصصة للمؤتمر العالمي للمحميات.

نبذة عن حول الوكالة الوطنية لتنمية المناطق الواحية وشجر الأركان
تُعدّ الوكالة الوطنية لتنمية المناطق الواحية وشجر الأركان (ANDZOA) مؤسسة عمومية استراتيجية مغربية تُجسّد الرؤية الملكية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في حماية وتثمين المجالات الواحية وغابة الأركان. وتكمن مهمة الوكالة في تصميم وتنفيذ استراتيجية تنموية متكاملة ومستدامة وشاملة لهذه المجالات الترابية، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة والالتزامات الدولية للمملكة.

الاخبار العاجلة