آخر الأخبار

من بين تخوفات انتخابات 2026 بمغرب المونديال

[بلادي نيوز]24 أغسطس 2025
من بين تخوفات انتخابات 2026 بمغرب المونديال

Beladinews.ma
متابعة محسن الأكرمين.

كثيرا ما ننتقد زيادة منسوب التفاهة وغيرها من الرداءة الثقافية والفنية والسياسية، لكن الحقيقة القطعية والتي لا تستوجب تهريب النقاش عن أبعادها تقول:” أن هنالك فئات اجتماعية تعشق متابعة أشرطة التفاهة، وتتلذذ برؤية المآسي والفواجع والدلال (الفدلكة)… ورقص التهييج… !!!” هنا نقف أننا كنا من دعاة نقد تسطيح نقاشات التحولات الاجتماعية، ولم نتمكن حينها من معرفة الانزلاق الاجتماعي لمريدي ورواد التفاهة والسخافة، وتفكيك الأسباب الاستعراضية. إنه الغُول الصاعد نحو صناعة نموذج ثقافي وفني واجتماعي رخو ومتغول بذات الوقت. نموذج يتحصن بمنسوب الحرية افتراء، وتلك التغييرات الوظيفية للأسرة والمجتمع ومخرجات المدرسة.
قد تكون الأسرة والمدرسة والمجتمع سِيَّان (متماثلان) في ترك التفاهة والسخافة تسطو على أجزاء من عقليات الجيل الصاعد، وجزءا كبيرا ممن افتتن بالذكاء الاصطناعي من جيل (أحمد بوكماخ) وما بعد الاستقلال. نعم، بات التزييف الفني والثقافي وأخبار السخافة من بين الموارد المستهلكة بالإفراط لا التفريط، بل بات الأمر بوضعيات قائمة الذات بالانحياز المعرفي والسلوكي (تَهَادَوِيَتْ الجديدة). وتروم نحو تحدي ترويض المجتمع نحو محفزات الإلهاء عن القضايا الكبرى، وعن مناقشة قضايا (مغرب الغد، وما نحن فاعلون!!!).
حقيقة تامة فقد بات الخوف المزدوج من “الفوضى التي تتضمن جزء من النظام !!!” ينتعش حدة في نفوس المجتمع، وجيل ما بعد (2025/ نهاية أُفق تقرير الخمسينية الوطني ). فغياب رزمة قوانين وتربية لعزل شُعلة حريق التفاهة عن رمزية الحرية المستنيرة والصلبة بالحقوق والواجبات، لمن المفاسد التي قد تزيد طين الرداءة والسخافة قوة.
من ناقوس المخاطر الإعلامية كذلك، والتي تصكُّ السَّمع نقرا مفرطا، حين باتت منصات (المهرجانات والمواسم…) محجا يستقطب اللهو وعشق مشاهد التفاهة والسخط على السياسات العمومية (اللاشعبية). لنتحرك الآن وليس غدا” فالمغرب يتجه نحو صناعة نمطية من فساد أخلاق جزء مليح من شباب الوطن / المستقبلي!!! اليوم القضية باتت جوهرية ومصيرية، وعلى الدولة حتمية التدخل للحد من السيولة المفرطة للتفاهة، والتمييع السلوكي والاجتماعي الخارج عن ضبط شغب السيطرة .
من الصعب تعميم مقاصد مداركنا بأن ” التافهين قد أمسكوا بمفاصل السلطة، ووضعوا أيديهم على مواقع القرار، وصار لهم القول الفصل والكلمة الأخيرة…/ الفيلسوف الكندي ألان دونو). من الصعب أن نحتفي عند مواسم التصييف بالتافهين وصناع التفاهة و البلاهة والسخافة، من باب (ما يطلبه المشاهدون !!!). من الصعب تحميل المسؤولية للدولة كليا، والتي بحق ترعى قسطا من الحقوق الدستورية، وتتخلى عن تبع الواجبات الاجتماعية بالضبط ” كقضايا تحولات القيم من الرؤية المعيارية نحو الصلاح والمعاملات النظيفة…”.
من السبق أن نقول:” بأن انتخابات 2026 قد تحمل معها ممثلين عن التفاهة والتافهين (ات)… إن لم يتم تحديد معايير لمن يمثل الشعب في مجالسه التشريعية والتمثيلية المحلية والجهوية…”. لن نبخس الكتلة الناخبة من رواد الرفض والسخط على مآلات المجتمع المقهور، فلو ترشح (الكراندي طوطو مثلا) لوجدناه في مجلسنا الموقر يرتدي قميصا يحمل عبارة من القاموس اللغوي المغربي المسكوت عنه…” !!!
اليوم، باتت التفاهة أكثر من ظاهرة خطيرة ولا تمت للحرية بصلة تعاقدية. والمشكلة الأكيدة بأننا نحن أصبحنا من (بُو وَدِينَاتْ) نتقاسم المتابعة البصرية عبر المواقع الاليكترونية الاجتماعية بالسمع والتصديق، وحتى النميمة الكيدية، والحروب التافهة (نموذج حمزة مون بيبي)!!!
قد نتساءل ما العمل؟ وهو السؤال الماكر الذي لا إجابة نهائية له، غير تجديد حقينة القيم والأخلاق ومناهج التربية والتعليم، والخروج عن الخطاب المستهلك الذي لا يسمن من جوع الإصلاح الرزين (نموذج خطاب فقهاء الجمعة:” المؤمن يخاطب الكافرين أمامه…” !!!). الحل بيد الدولة أولا، بتلجيم التفاهة والرداءة ومحاصرتها إعلاميا. الحل بيد الأسرة والمجتمع والتتبع النظيف للتنشئة الاجتماعية. الحل عند المدرسة والجامعة في التكوين والتأطير على التفكير النظيف وإبداء وصناعة السؤال، وترك مساحات الاختيار للخير الصائب. الحل عند مثقفي الوطن في الرجوع نحو الواجهة الحقيقية لا الاستهلاكية الاعلامية، واللهث وراء شاشات الكاميرات (خبراء/ محللي الأحداث والقضايا…). الحل عندنا جميعا (فكم من حاجة قضيناها بتركها) !!!

الاخبار العاجلة