آخر الأخبار

طنجة التي في البال

[بلادي نيوز]14 يوليو 2025
طنجة التي في البال

أسعد الوزاني
حان موسم القطاف والحصاد،هكذا تبدو صورة الانجازات الأولى، التي ترصدها عين أهالي مدينة طنجة في كل الحواري والشوارع، وهي تستعيد بهاء وهجها، الذي كاد يخفت بالاخفاقات السياسة وعلل السمسرة والنفعية والجشع في تنفيذ البرامج التنموية والمشاريع التأهيلية بمعادلات انتخابية ليس إلا..
بل وخمنت حملات مسعورة مدفوعة الأجر من داخل المدينة أن تنال من أماني الساكنة وانتظاراتها، غير أن خطط المسؤول الترابي في مكتبه بالطابق الرابع بولاية طنجة، خالفت الظنون والشكوك في صيغة التنزيل والتنفيذ ، الذي يؤمن بالفعل الميداني والأجرأة الفورية المسنودة بالمراس والخبرة.
يونس التازي، يعرفه المقربون بالمهندس الهادئ الفوار بالافكار، الضاج بتفاصيل السؤال، المتريث في حل المعادلات ، المنصت قبل القرار ،والمنتسب لمدرسة المفهوم الجديد لرجل السلطة ،درسها الأساس اللين في الحوار، الصراحة في كشف العلل والعيوب، والصرامة في إنفاذ القانون.
بهذه الصفات وبما ان الرجل هو الأسلوب، افتحص والي جهة طنجة تطوان الحسيمة جملة العيوب ،واستقرأ النواقص وشخص البدائل الممكنة ،قبل ان يشرع وبعزيمة في تنفيذ بدايات اصلاحات جذرية، وابتكار أفكار مبدعة في إعادة مصالحة الانسان مع المجال ،إنه شعار المرحلة.
والرأي العام المحلي أدرك بعد سجالات تبتغي مصلحة مدينة البوغاز، ان يونس التازي سخرت ضده تدوينات مخدومة في الكواليس ومقالات الزيف والتدليس حركتها ومولتها جهات عدة صدت في وجهها أبواب الانتهازية والمصالح الشخصية. وأصبح النقاش المسؤول اليوم هو الأثر يتجلى في الميدان.
والبداية كانت في اعادة ترميم وتصميم لأركان ساحة الثيران، والتي اضحت معلمة انسانية فريدة، سيشرع في تسويقها سياحيا واقتصاديا وثقافيا بداية من خريف الموسم المقبل.
إنجاز شارع مولاي رشيد حققته مدينة طنجة في زمن قياسي بكفاءات مغربية ،يعتبر بحق أرفع توقيع في البرمجة البنيوية الراهنة، ثمانية كليموتر، من القنصلية الاسبانية وحتى مدينة العرفان اصبحت الانسيابية في السير والجولان، بشوارع رحيبة وفسيحة وتسر الناظرين، بل هي ما يمكن ان نعتبره الآن القلب النابض بعد اختناقات سنوات واعوام مضت. وهو الشارع المفضي إلى ملعب ابن بطوطة، المشروع الهندسي الفريد، الذي سيضع المغرب على خارطة الابتكار الرياضي وبسقف عالي في الخيال من داخله وخارجه.
وفي سلوك متمدن وجد متحضر يختصر شخصية يونس التازي واسلوبه كرجل دولة، غير التصاميم والهندسة الأولية لسور المعكازين لافتقارها الانسجام مع تاريخها والذوق العام، ونزل باشراف شخصي لإعادة الاعتبار لذاكرة مدينة طنجة في تناغم مع النقاش العمومي الذي انخرط في استجلاء منفعتة العامة، وهذا ما سجلته باستحسان كبير هيئات ومنظمات وجمعيات متتبعة للشأن المحلي.
ولم يقتصر الأمر على الساحة لوحدها، بل الحواري والازقة المجانبة وكل الفضاءات، التي تشكل بالكون او شرفة المغرب البحرية على مضيق جبل طارق والضفة المتوسطية الشمالية ، ولا تخطئ العين طبيعة الإضاءة النوعية والراقية في عديد المباني التاريخية، المختصرة لحضارات عالمية وثقافات متنوعة في العمران .
الاستحقاقات والمواعيد كثيرة المرتقبة بمدينة طنجة، جعلت من الادارة الترابية تستعجل إنهاء الأشغال في الساحات العمومية، والكورنيش والحدائق وملاعب الخير، والمزارات التاريخية والأسواق العصرية ،وأخرى تتعلق بفضاءت حاضنة للإبداع والثقافة لأنها التعبير الصريح عن هويتنا وتراثنا وحضارتنا الإنسانية، والبداية كانت بافتتاح قصر الثقافة والفنون بمالابطا منذ شهر ابريل من العام الماضي، الذي ينعت اليوم بمحج الابداعات والفنون المحلية والعالمية، وعنوان المغرب الثقافي الجديد.

الاخبار العاجلة