شيهب عبدالحق :beladinews.ma
خلّدت المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني بمكناس، يوم الجمعة 23 ماي 2025، الذكرى الثامنة والستين لتأسيس مؤسسة التعاون الوطني، من خلال تنظيم حفل بهيج احتضنه المركز الثقافي والفني الرياض، بمشاركة وازنة من مختلف الفاعلين المحليين.
وقد شهد هذا الموعد الرمزي، الذي نظمه المركز الاجتماعي التابع للجمعية الإسماعيلية الكبرى، حضور عامل عمالة مكناس السيد عبد الغني الصبار، إلى جانب وفد رسمي وعدد من الفاعلين الجمعويين، الأطر التربوية، الأطفال المستفيدين من خدمات المؤسسة، وجمهور غفير من المواطنين.
تميزت انطلاقة الحفل بافتتاح معرض متنوع ضم نماذج من أنشطة ومنتوجات المراكز الاجتماعية ومراكز التربية والتكوين التابعة للتعاون الوطني، ما أبرز تنوع وتكامل الخدمات الاجتماعية التي تقدمها هذه المؤسسة العريقة.
وشمل البرنامج الرسمي للحفل فقرات غنية ومؤثرة، استهلت بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، والنشيد الوطني المغربي، قبل أن يتولى منشط الحفل السيد مولاي أمين النظيفي الإعلان عن انطلاق الأمسية الرسمية، والتي افتتحها المندوب الإقليمي للتعاون الوطني بمكناس، السيد ياسين عفراني، بكلمة ترحيبية أكد فيها على أهمية هذه المحطة السنوية في تثمين الجهود التنموية والاجتماعية للمؤسسة.
وقد تميز الحفل بعرض شريط وثائقي سلط الضوء على مسار مؤسسة التعاون الوطني، خاصة على مستوى إقليم مكناس، من خلال شهادات وصور توثق تدخلاتها الاجتماعية لفائدة الفئات الهشة.
ومن بين الفقرات التي لقيت تفاعلاً كبيراً، تقديم لوحات فنية وتعبيرية من إبداع أطفال مراكز التأهيل، خصوصاً الأطفال في وضعية إعاقة، من بينهم أطفال التوحد من مركز سيدي بوزكري، الذين أبدعوا في عروضهم، إلى جانب عرض مسرحي مؤثر بعنوان “باقي الأمل” من تقديم مستفيدي مؤسسة الفرصة الثانية.
كما تم عرض أزياء من تصميم مستفيدات مراكز التربية والتكوين، وعرض لوحة فنية حول المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، إلى جانب لحظات مؤثرة أخرى شملت توزيع دبلومات التخرج (2024)، وكذا شواهد التكوين، مما يعكس نجاح جهود التأهيل والإدماج الاجتماعي.
ولم يغفل الحفل الجانب التضامني، حيث تم توزيع كراسي متحركة كهربائية ومعينات تقنية على عدد من الأشخاص في وضعية إعاقة، فضلاً عن تكريم الفائزين في مسابقة رياضية لكرة السلة من دار الطالبة المهاية.
وفي لحظة وفاء واعتزاز، اختتم الحفل بتلاوة برقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى السدة العالية بالله، جلالة الملك محمد السادس نصره الله، تجديداً للعهد والولاء.
وعقب ذلك، أقيم حفل شاي على شرف الحاضرين، في أجواء تميزت بروح الاعتراف بالجميل وتقدير العمل الاجتماعي الهادف، الذي راكمت مؤسسة التعاون الوطني من خلاله تجربة رائدة في مجال دعم الفئات الهشة والنهوض بالتنمية البشرية.
تجدر الإشارة إلى أن الذكرى 68 لتأسيس التعاون الوطني تمثل محطةً رمزية لتجديد الالتزام بمواصلة المسار التنموي والاجتماعي، وتعزيز قيم المواطنة والتضامن بتراب إقليم مكناس، بما يكرّس دور المؤسسة كفاعل أساسي في خدمة المجتمع.
