شهدت زيارة السيد كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، يوم الخميس 17 أبريل 2025، دينامية جديدة في مسار تحديث قطاع الصناعة التقليدية، من خلال توقيع مجموعة من الاتفاقيات المهمة التي تؤسس لتحول نوعي في منظومة التكوين، البحث والابتكار.
وفي هذا السياق، تم التوقيع على اتفاقية إطار للشراكة جمعت بين كتابة الدولة والجامعة الأورومتوسطية بفاس وغرفة الصناعة التقليدية لجهة فاس-مكناس. وتهدف هذه الاتفاقية إلى خلق جسر تعاون أكاديمي وبحثي يربط الجامعة بواقع الحرف التقليدية، من خلال محاور استراتيجية تشمل إحداث مسارات جامعية متخصصة في الحرف، وإنجاز دراسات سوسيو-اقتصادية دقيقة حول القطاع، إلى جانب دعم المشاريع المبتكرة، توثيق التراث الحرفي، وتشجيع الرقمنة في تسويق المنتجات التقليدية.
وفي خطوة أخرى تهدف إلى النهوض بالتكوين المهني المتخصص، تم توقيع اتفاقية شراكة بين كتابة الدولة وفدرالية مقاولات الصناعة التقليدية بالمغرب، تهم تطوير التكوين البيداغوجي في تقنيات الزجاج لفائدة أطر المعهد. وقد تضمن هذا الاتفاق تعديلًا في الشروط المالية وتمديدًا في مدة التنفيذ إلى 64 شهرًا، بقيمة إجمالية تقدر بـ 6,5 مليون درهم، ساهمت فيها كتابة الدولة بـ 6,26 مليون درهم. ويُشرف على هذا التكوين المركز الأوروبي للبحث والتكوين في فنون الزجاج بفرنسا (CERFAV)، أحد أبرز المراكز المتخصصة عالميًا في هذا المجال.
كما تم التوقيع على اتفاقية ثالثة بين الفدرالية والمركز الأوروبي CERFAV، تتعلق بتغطية التكاليف الإضافية المرتبطة بتوسيع نطاق التكوينين التقني والبيداغوجي، من خلال تكوين متخصص في تقنيات نفخ الزجاج، بناء الأفران، المهارات الدقيقة، ونقل المعرفة إلى الكفاءات المغربية بطريقة تدريجية ومستدامة.
وتعكس هذه الشراكات إرادة حقيقية للنهوض بالصناعة التقليدية المغربية، عبر تمكين الحرفيين من أدوات التحديث والابتكار، وضمان نقل المعارف وفق مقاربات علمية وشراكات دولية تفتح آفاقًا جديدة لهذا القطاع العريق.