آخر الأخبار

مكناس تراث ثقافة وفنون: النتائج والتصويبات الممكنة.

[بلادي نيوز]16 مارس 2025
مكناس تراث ثقافة وفنون: النتائج والتصويبات الممكنة.

من تقدير الإنصاف، رفع القبعة أولا على الخطوة المبدئية التي أقدم عليها المدير الإقليمي للثقافة بمكناس بوسلهام الضعيف، حين استدعى متنوعا من الفعاليات الثقافية والفنية والمدنية لحضور مائدة رمضانية حول الثقافة والفن وأفق العمل/ 10مارس 2025. جَمْع حضرَ وبلا تمايزات ولا تفاضلات حول موضوع (مكناس تراث ثقافة وفنون/ لقاء تواصلي). قد نختلف مع القبة الخضراء للثقافة بمدينة مكناس غير ما مرة، لكنا نحمل دائما رؤية ناقدة ومنبهة بالإيجاب لسياسة التدبير والتسيير، لا الأشخاص والمهام والصفات.

اليوم، رأينا في تكليف الدكتور بوسلهام الضعيف على رأس هرمية المديرية الإقليمية للثقافة بمكناس، قيمة نوعية من حيث الخبرة والمعرفة والممارسة لابن الحقل الثقافي. اليوم، نتوسم فيه قيمة تراكمية كمية من حيث تفعيل المساهمة الرائدة في خلق نهضة ثقافية وفنية متينة بالمدينة، والعمل على إرساء دعائم العلامة الحصرية والرمزية لمدينة الثقافات مكناس.
نعم، قد تكون مجموعة من الممارسات القديمة الناكصة، والتي غيبت النخب الثقافية المتمرسة بالمدينة عن طُرق التفكير التشاركي،وإبداء الرأي ( والرأي المضاد)، والمساهمة في التخطيط لمجموعة من الأنشطة والمهرجانات الثقافية والفنية، وهي بالذات ما جعلت الفعل الثقافي والفني بمكناس يقوم على ثقافة (المواسم)، والبهرجة التي لا تنتج الأثر عند المتلقي بالقيم النظيفة.
اللقاء كان فرصة لامتصاص نوع من الغضب المركب والمزدوج عند مثقفي المدينة، بينما الإفصاح الجميل في إحاطة بوسلهام الضعيف، عن جواب: أي ثقافة نتحدث عنها بمكناس؟ نعم، لم أتمكن من حضور اللقاء نظرا لالتزامات أخرى كان مسبقة، لكن تابعت اللقاء بالكامل من خلال التوثيق الإليكتروني. فاليد الممدودة عبر عنها صراحة المدير(الجديد)، وألقى بالكرة (الحارقة) نحو ملعب متنوع مثقفي وفناني المدينة والمجتمع المدني/ الجمعوي.
قد لا نرهق أنفسنا في متاهات التشخيصات، وتعداد ذكر رخاوة المنتوج الثقافي والفني بالمدينة وبلا تعويم، قد لا نشتغل حتى على تلك التهديدات الكامنة في المنعرج المنغلق للثقافة والفن بالمدينة، وتعويم المشاكل والاختلافات بالتنوع والتحجر، بل لا بد من تفكير نقلة نوعية تتأسس على المحفزات الذاتية للمدينة ومؤهلاتها الواقعية، وعلى نقاط القوة والفرص الممكنة لاقتحامها بالتغيير والابتكار وصناعة (نهضة مكناس، باعتبار الثقافة والفن رافعة أساسية للتنمية التفاعلية).

قد يكون اللقاء التواصلي الثقافي شاملا وبلا تخصص، وقد تأتي لقاءات إجرائية أخرى بالتصنيف (فئات الفن والموسيقى/ فئات الأدب/ فئات المجتمع المدني/ فئات المؤسسات الرسمية بالمدينة/ فئات المؤسسات الداعمة…). كنت أُمني النفس بالخروج من هذا اللقاء الأولي بتوصيات وخلاصات الزوبعة الذهنية، وبذات القيمة للارتقاء بالفعل الثقافي والفني بالمدينة. كنت أُمني النفس بتوصيات تصنع التوافق وقتل (الاختلاف والخلاف) السابق، ومنها بالضبط ينبغي البدء لإقرار مشروع ثقافي وفني مندمج بمكناس. كنت أنتظر الخروج بلجان عملية تتجند لجمع المعطيات ورؤى التطوير والتغيير والتنشيط، ولكن هذا الأمر غير نهائي بالمرة، مادام المدير الإقليمي للثقافة يؤمن بالتشاركية، وبالفعل الثقافي والفني التصاعدي، وكذا باليد الممدودة لكل المساهمات الناضجة.
اليوم رسالة مكناس الثقافية والفنية، تروم نحو إعداد إستراتيجية ثقافية بالتشاور والتشاركية مع مختلف الفرقاء المؤسساتيين والمهنيين والكتاب والفنانين والمجتمع المدني، وخلق نظام (المشاورات الموسعة). رسالة مكناس (مدينة الثقافات)، ترغب بالتركيز على ضبط الاختيارات الأولى والكبرى للثقافة ذات القيم والجمالية، وتستهدف تعزيز التقائية السياسات والبرامج العمومية بالمدينة لخلق نهضة ثقافية في أفق (2030) بأداء وأثر نوعي وعوائد على محتوى قيم المتلقي في ظل المتغيرات الكامنة في التحولات الاجتماعية، وطغيان (التفاهة)، وبروز طاقة نووية من الذكاء الاصطناعي الثقافي والفني ( ملحوظة: تخوفات تخمينية بحدود سنة (2050) لن يتبقى هنالك أديب ولا شاعر ولا فنان ولا كاتب مقالات مُبدع متفرد في ظل جُرفِ الذكاء الاصطناعي المتغول !!!).
ففي تكاثف الأفكار برؤية إيجابية واستعراضية، وصناعة (الخطة الثقافية والفنية لمكناس/ ممتدة بحدود 2023) قد نكون قطعنا الشطر الأول من حيث التنسيق والضبط لآليات العمل (الحد من الفوضى الثقافية والفنية بالمدينة !!!)، والتي حتما يجب ألا تكون غارقة في مستنقع التشخيصات الموضعية والفرعية والشخصانية.

حينها قد تصبح الثقافة والفن بقدرة تامة على إنتاج الجودة بمكناس، وتنويع الفعل الثقافي الخلاق، وجعل السياسة الثقافية دعامة لتعزيز الحفاظ على الموروث الأدبي والفني والعلمي بالمدينة، وتأكيد إنشاء الذاكرة التاريخية لمكناس بمختلف الوسائل الإبداعية. حقيقة هي رهانات ثقافية وفنية كبرى بمدينة السلاطين، وإن استطاع المدير بوسلهام الضعيف القفز بها قُدما، قد تكون المدينة تخطت إكراهات الثقافية والفنية قبل القطاعات المؤسساتية الأخرى الرديفة… والتي تتوزع فيها الأزمات بنفس النوعيات والشكليات والتفاوت.

متابعة للشأن العام بمكناس محسن الأكرمين.

الاخبار العاجلة