متابعة للشأن المحلي بمكناس محسن الأكرمين.
نفس البوليميك السياسي وبنقصان، كان حاضرا ضمن مناقشات الميزانية السنوية (2025) مرة ثانية للتصويب، إلا أنه لم يعرف تلك الحدة التي كان يُنعشها الرئيس السابق جواد باحجي بالتنطع وتكريس سياسة تكسير العظام !!! غيابات بالجملة طالت سواء صنف المعارضة، ومن صنف ذوي الأعراف !!! أو من فئة أحزاب تسربت منها الرئاسة في آخر الأنفاس جلسة التصويت (حزب التجمع الوطني للأحرار)، وكذا كانت هنالك غيابات ضمن حتى الفريق المتحكم بالرئاسة، ولا ندري السبب، ولا تلك الحيثيات الموضوعية الداخلية لحزب الحصان.
اليوم انتهى عهد جواد باحجي بالتصويت الثاني على الميزانية (والتي نخمن أنه سيعاد مناقشتها غير ما مرة !!!)، بينما الأصوات المصادقة عليها بلغت (28 عضوا)، وامتناع (03 أعضاء) من التصويت!!! الأهم أن سلاسة تمرير الميزانية، تم وفق تخوفات من قتل الميزانية مرة ثانية!!! كما تم استحضار تلك الديون القضائية المتراكمة على عاتق جماعة مكناس، حيث نبهت مؤسسة العامل في مراسلة رسمية إلى ضرورة تطبيق الأحكام القانونية، و توفير مالية الجزاءات المترتبة عن مجموعة من القضايا التي كانت فيها جماعة مكناس الخاسر الأول بامتياز.
فإذا كانت التقديرات التوقعية المنتظرة لميزانية (2025)، تتسم بالحلم وتمطيط أبواب المصاريف المالية بالفخفخة (ملاحظات المعارضة) !!! فإن الإكراه الأول في معالجة ملف الباقي استخلاصه، يجب أن يتم وفق نهج سياسة توافقية وتصالحية (عفا الله عن ما سلف) والبحث عن تدعيم مالية المجلس بمداخيل إضافية مرفقة. اليوم يتضح شح المداخيل والموارد المالية القارة، و (زاد الطين بلة) فتح ملفات الجزاءات المالية القضائية، مما سيجعل من الميزانية السنوية (2025) عائقا وسدا عنيدا أمام طموح الرئيس عباس لومغاري في تنزيل برنامجه الهيكلي، وإنقاذ ما يجب إنقاذه.
جلسة 10 دجنبر 2024، كانت بحق بروتوكيلية بضوابط معينة، مادامت القاعة والصدى الصوتي المزعج قد أفشل دورها تماما في السماع والكلام وأخذ المعلومة الدقيقة !!! جلسة حضرها فريق اشتغال من موظفي الجماعة وغيرها، قد يفوق عددا ممن حضر من مرشحي المدينة !!! جلسة كانت خارجة عن السياق الأدبي حيث لا أحد يستمع للآخر، وكأن المداخلات رغم جديتها ومسؤولياتها لا تغني ولا تسمن من ضرورة المصادقة والتصويت على الميزانية في حلتها الثانية الاستثنائية !!!
ومن اللقطات الطريفة، حين أقر الرئيس وبالتلميح الذكي استحضار وجوب :” ترميم البيت الداخلي للمجلس…”، وذلك من خلال استحضار بعض القضايا القضائية القطعية، والمشمولة بالنفاذ المستعجل بالمطالبة بإسقاط العضوية لمجموعة من ممثلي الحزب الوطني للأحرار(03 أعضاء) وما يترتب عن ذلك من آثار قانونية لاحقة بالأغلبية والمكتب !!!
ومن ذكاء الرئيس، والذي خبر امتصاص التدفق الكلامي والحماسة في التدخلات، حين اقترح إنشاء لجنة موضوعاتية ذات الملف المنفرد بالتحقيق والافتحاص، واستعراض النتائج حول ملف قطاع النقل العمومي أمام المجلس، مرفوقا بالحلول وبما يثيره من مناقشات في غياب الجودة والمسؤوليات التعاقدية. هذا الذكاء السياسي زاد من سهمه علوا حين اقترح رئاسة هذه اللجنة الموضوعاتية للمستشار الدكتور عبد الوهاب البقالي !!!
في الجلسة الاستثنائية ليوم الثلاثاء 10 دجنبر 2024، افتقدنا مداخلات جريئة كانت تعارض وتترافع باستحقاق، واليوم تقع في صف الرئيس، وتدعمه على طول الخط وبما أوتيت من قوة. افتقدنا، توابل ومستملحات الرئيس السابق ومدى تلقيه للضربات الموجعة من أقرب مكون سياسي له. افتقدنا معارضة تُنَظر للحلول، وتترافع عنها بالبدائل المسؤولة والواقعية. افتقدنا إلى مداخلة عناصر متمرسة في السياسة السيد عبد الله بوانو (معلم الصبيان العمل السياسي). غابت مداخلة الأستاذ عبد الصمد الإدريسي الدقيقة بالأرقام والمعاملات القانونية. افتقدنا إلى حكامة السيد هشام القايد ومدى تفكيكه الإجرائي والغني لكل دواليب مجلس جماعة مكناس. افتقدنا مستملحات المجلس في مداخلة صاحب مقولة (زعلوك مكناس الحار)…