شهدت فعاليات مؤتمر الأطراف حول التغيرات المناخية (كوب 29) في باكو عاصمة أذربيجان بروز المغرب كنموذج عالمي في مجال الزراعة المستدامة، حيث نظم المعهد الوطني للبحث الزراعي بالتعاون مع المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا) ورشة عمل هامة سلطت الضوء على التجربة المغربية الرائدة في الزراعة الحافظة. وقد جمعت الورشة ممثلين عن مؤسسات عمومية ووطنية كوكالة التنمية الفلاحية والمكتب الشريف للفوسفاط و كذلك مؤسسات تنموية دولية، في خطوة تعكس التزام المملكة الراسخ بمواجهة التحديات المناخية عبر تعزيز الزراعة المستدامة.
الزراعة الحافظة: ركيزة لمستقبل زراعي مستدام…
الزراعة الحافظة، التي تعتمد على تقنيات الحفاظ على التربة وتقليل التآكل المائي وتحسين الإنتاجية الزراعية، أصبحت حجر الزاوية في استراتيجية المغرب لمكافحة آثار التغير المناخي. وتهدف المملكة إلى توسيع نطاق هذه الممارسة إلى مليون هكتار بحلول عام 2030، وهي خطوة طموحة تعكس رؤية المغرب نحو تحقيق تنمية زراعية مستدامة تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة.مخرجات الورشة: تبادل الخبرات وتعزيز التعاون…
ناقش المشاركون خلال الورشة العديد من القضايا، من بينها دور الزراعة الحافظة في تحسين خصوبة صحة التربة، وتقليل استهلاك المياه والطاقة، وزيادة قدرة الأنظمة الزراعية على الصمود أمام التغيرات المناخية. كما تم استعراض التجربة المغربية التي أثبتت نجاحها في تحقيق التوازن بين الإنتاجية الزراعية والحفاظ على الموارد الطبيعية. وقد أشاد الخبراء الدوليون بهذا النموذج، مؤكدين أنه يمكن أن يلهم دولًا أخرى لمواجهة تحديات الأمن الغذائي والبيئي.رؤية استراتيجية لمستقبل الزراعة المغربية…
يأتي هذا الإنجاز في إطار رؤية المغرب الشاملة التي تجمع بين الابتكار والالتزام البيئي. فمن خلال مبادرات مثل مخطط المغرب الأخضر سابقا واستراتيجية “الجيل الأخضر” حاليا ، يسعى المغرب إلى تعزيز التحول نحو أنظمة زراعية أكثر استدامة وشمولية. وتمثل الزراعة الحافظة إحدى الركائز الأساسية لتحقيق هذه الرؤية، حيث توفر حلولًا مبتكرة تساهم في تحسين الأمن الغذائي وتقليل التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية.
مشاركة فعالة في كوب29…
من خلال مشاركته الفعالة في كوب 29، يعزز المغرب مكانته كقوة إقليمية ودولية في مجال الزراعة المستدامة. ويبعث برسالة واضحة إلى العالم مفادها أن التحول نحو ممارسات زراعية مستدامة ليس خيارًا، بل ضرورة ملحة لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
يظل المغرب ملتزمًا بتقاسم خبراته ومعارفه مع الدول الأخرى، وخاصة في القارة الإفريقية جنوب – جنوب، لتعزيز الجهود المشتركة لمواجهة التحديات المناخية وتحقيق الأمن الغذائي العالمي.