متابعة للشأن المحلي بمكناس محس الأكرمين.
نفتخر بمكانة الملتقى الدولي الفلاحي بالمغرب ( الدورة 16). نفتخر بمدى الرعاية السامية المولوية لهذا الملتقى منذ التعيين والتخطيط الملكي لغاياته وجدوى منافعه على المدينة. نفتخر بأن مكناس تبيت تُذكر لزاما في الإعلام العمومي، وتستقطب قنوات عالمية تُسوق لمخزونها التراثي العمراني ومجالاتها الإنمائية، وتَطلع مكناس في (الطندوس) الوطني ولو مرة واحدة في كل حَوْل فلاحي. قد ننتظر نتائج ما أكده وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، يوم الأربعاء بالرباط، أن الدورة 16 من الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب (من 22 إلى 28 أبريل 2024 بمكناس)، “يشكل مناسبة هامة لاكتشاف أحدث التكنولوجيات في مجال التكيف مع التغير المناخي”، ونُبقي من حقينة سد التفاؤل صفاء.
من حسنات الملتقى الدولي الفلاحي بالمغرب تتزين مدينة مكناس على بُكرة أبيها، وتكشف عن مفاتنها الكامنة في زمن النسيان واستدامة الإهمال. من حسنات الملتقى الفلاحي بمكناس، تُصلح أعمدة الإنارة في جل طرق المؤدية إليه. من مكارم الملتقى، تُزهر الأزاهير المتفتحة بقدرة السميع العليم على المدارات الطرقية!! من خفض الاحتقان (البوليميكي) بالمدينة، تتوحد كُلُّ شُعَبِ المدينة لكي تنجح أيام الملتقى ولو بالحد الأدنى والأمثل. من الملكات الحميدة، إنشاء وتوزيع علامات التشوير والمنع المتكرر، وتخطيط أرضية الطرقات وتشوير ممرات الراجلين، وكأن المدينة تغيب عن اهتمامات مدبري شأنها الجماعي المحلي طيلة السنة، ولا تستنهض تلك الهمم الخاملة إلا بتحفيز من السلطات الترابية بالمدينة الراعية بامتياز لهذا الحدث الفلاحي الدولي.
تَبدلتْ رأسية هرمية تدبير وتسيير الملتقى الدولي الفلاحي بالمغرب في الدورة (16)، ودخلت عدة أطراف مرات متباينة وأخرى متوافقة لأجل صناعة التغيير، واللعب على تحقيق رمزية النوعية لا التراكم الكمي !! لا علينا، الأهم هي مكناس بالبينة والأثر، وما تستفيد المدينة عند نهاية هذا الملتقى الدولي؟ فالملتقى بات من وجه المدينة المليح، ولا يمكننا أن نراهن على الفشل بتاتا. قد لا نكون من مستعجلي خطابات التيئيس في مخارج ونتائج الملتقى النهائية (د16)، ولكنا نقف عند خرجة رئيس مجلس جماعة مكناس، والتي جاءت لتنوير الساكنة والزوار بأهمية الملتقى الفلاحي، والمتغيرات التي دخل فيها رئيس مجلس جماعة مكناس كطرف ريادي فيها بالصناعة والتخطيط والتنزيل!! وكأن الملتقى ليس له موجه إخباري وإعلامي !! ومكناس لا يمتلك مواقع إعلامية جادة تبحث وتستقصي خبر الملتقى!!
لتفرح المدينة بشكل ديمقراطيتها التمثيلية في مجلسها الجماعي !! لتفرح وتَنْشط الساكنة بمهرجان (أنغام مكناس) في ثلاث ليال طوال وعند دورته الأولى !! فالمدينة دائما تترك أولوياتها الضرورية واللازمة، وتتجه نحو مواقع النشاط الفني والتنشيط الموازي وصناعة (البهرجة) المفبركة. لتفرح المدينة، وتتغنى بخيمة (رواق المدينة) والذي يُمكنُ من تسويق مدينة الأعاجيب، والمعالم، والمآثر العمرانية بالطريقة التقليدية القديمة !! في حين أن الذكاء الاصطناعي بات يسوق مدن العالم بلا مواسم ملتقيات وبلا خيمات واقفة!!
نعم، المدينة تتزين للضيوف الكرام الملاح، وتُدير ظهرها طيلة السنة لناسها الطيبين الطيعين. المدينة تقف عاجزة عن خلق الحدث الدولي التفاعلي بالذكاء والتجديد. المدينة لم تقدر على توسعة فضاءات مواقع الملتقى الفلاحي كما تم التسويق لذلك بكلفة (الهضاضرية) الكبار في آخر جلسة لمجلسها الموقر !! المدينة تنتظر التغيير الجذري الذي يوازي التنمية الذكية، فمواسم (الباكور) والتنشيط (الفولكلوري) لا استدامة في أثرها على تنفيذ الحاجيات والمتطلبات الراهنية للساكنة بمكناس.