بقلم عادل بن الحبيب
هي جملة قالها الناخب الوطني وليد الركراكي في ليلة تاريخية، بعد الفوز على المنتخب البرتغالي، والتأهل الى نصف نهاية كأس العالم بقطر . هي جملة عفوية بدلالات كبيرة توضح ان لا أحد يمكنه منعنا من الحلم ،و لا أحد يمكنه منعنا من تحقيقه.
جملة توضح أن الانجازات الكبرى تأتي بالعمل المتواصل، و بالتخطيط الجيد، و بإعطاء الفرصة للكفاءات الوطنية ،و ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، و الإبتعاد على المحسوبية و الزبونية و باك صاحبي عند اختيار المسؤولين. جملة تبين انه يجب الاستماع الى نبض الشارع ،جملة تبين ان لا شيئ مستحيل، و اننا لا ينقصنا شئ لنكون في مسار الدول المتقدمة في شتى المجالات.
يقول ماتشونا دليوايو: “اجتهد وستحصل على مكافآت جيدة، اعمل بذكاء وستحصل على مكافآت عظيمة، اجتهد واعمل بذكاء وستحصل على مكافآت استثنائية”.
لا أحد يصبح عظيما دون العمل الجاد، فالعمل الجاد هو دائما أساس الإنجازات العظيمة، ولا يأتي دون ذلك أي شيء مذهل، فالتنظيم جزء من العمل الجاد، و كذلك وضع الأهداف و التخطيط لها و الاستمرار على ذلك المسار يعد جزء من العمل الجاد.
العمل الجاد يعد تحديا قاسيا و مؤلما وغير مريح ولكنه الطريق الوحيد للقمة، في الواقع فإن المفتاح الرئيسي للنجاح هو تعلّم كيفية الاستمتاع بالعمل الشاق، وهذا مافعله وليد الركراكي و كل اللاعبين.واضح على أنهم يستمتعون بعملهم الشاق في جو عائلي اخوي ،دون غرور و بثقة عالية و طموح كبير.
يقول توماس أديسون: “الأساسيات الثلاث لتحقيق أي شيء ذي قيمة هي: أولا العمل الجاد، ثانيا المثابرة والإصرار، وثالثا الفطرة السليمة”. وهذا مااجتمع في المنتخب الوطني ،عمل جاد و مثابرة وفطرى نقية و سليمة . لاعبون (مرضيين الوالدين) يبذلون الغالي و النفيس من أجل اسعاد ملايين الجماهير المغربية ،ورفع عالم المغرب عاليا.
لطالما عشنا في الظل، لأننا لا نحسن اختيار مسؤولينا، لطالما عشنا في الظل لان المحسوبية و الزبونية أصبحت واقعا مرا، لطالما عشنا في الظل لان الفساد اصبح متغول و مستشري. لطالما عشنا في الظل لاننا نحارب كفاءاتنا الوطنية ،و لاننا لم نتخلص بعد من عقدة الغرب، لطالما عشنا في الظل لاننا نقتل أحلامنا قبل ان تبدأ .
مافعله المنتخب الوطني بمدرب وطني بعد إعطائه الفرصة ،يؤكد اننا نستطيع ان نحقق احلامنا نستطيع ان نقارع الكبار ،نعم نستطيع ان نكون افضل في الصحة و التعليم وغيرها من المجالات ،نعم نستطيع ان نصنع ،نستطيع ان نخترع،نستطيع ان نبتكر ،نعم نستطيع ان نتغير للافضل، لدينا جميع المؤهلات لنكون في مصاف الدول الكبيرة،لدينا ثروة بشرية مهمة يجب استغلالها و إعطائها الفرص.
المنتخب الوطني أكد لنا ان المستحيل ليس مغربي، رفع رأسنا عاليا و شرفنا و شرف كرة القدم المغربية.يستحق منا كل التقدير والاحترام و كل التشجيع.