بلادي نيوز: الضاوية دنان
تصوير: خولة شباك
جارية في انسسابية تامة فعاليات مهرجان تيوغزة ثقافة وفنون في دورته الأولى، المنظم من طرف مؤسسة تيوغزة ثقافة وفنون بتنسيق مع عمالة إقليم سيدي إفني، والسلطة المحلية بقيادة تيوغزة، والمجلس الجماعي المحلي، والتي انطلقت أولى فقراتها يوم 21 يونيو بافتتاح معرض المنتوجات التقليدية والفلاحية، في الوقت الذي عرفت فيه قاعة الخزانة الجمعاتية مختبرا كيميائيا تنمويا لنقاشات وآراء وتفاعلات من خلال ندوة علمية شيقة، أطر فعالياتها نخبة من الأساتذة الأفذاذ، أخرجوا ما في جعبتهم من إبداعات وأفكار لامست موضوع الندوة الذي يهم” الديموقراطية التشاركية بين النص والتنزيل” حيث غاص الأساتذة الباحثين في عدة محاور منها: ” الديموقراطية التشاركية الإطار النظري والتاريخي” ” هيئات التشاور العمومي في القوانين التنظيمية للجماعات الترابية” ” تكامل أدوار الفاعلين في صناعة القرار العمومي”
الحضور المكثف الذي حج لقاعة الخزانة الجمعاتية، دل على الاهتمام الثقافي الكبير لأبناء هذه المنطقة، حضور أبان على تعطشه لمثل هكذا مبادرات من شأنها ترسيخ قيم المعرفة والإبداع والتوعية، بيد أن المشكل الذي لاح في أفق انعقاد الندوة هو ضيق القاعة مقارنة مع حجم الجمهور المتعطش، ما يفرض “التفكير مليا” في خلق فضاء رحب لاستقبال مثل هذه الأنشطة الثقافية الهامة..
وأنت تتجول عبر دروب تيوغزة ” رغم محدوديتها” المليئة بالمحلات التجارية، تشعر أنك بين أهلك وذويك، فالمكان يبدو لك مألوفا بألفة وطيبوبة أهاليه، ولا تشعر بالغربة على الإطلاق، وهذه الألفة ولدت من الجذور، ومن يولد من الجذور، له تواصل أعمق وأشمل على الدوام، فرحيل جيل أبطال ملاحم معارك آيت باعمران، لم يؤثر البتة في المشهد البطولي لهذه المنطقة، فقد تلقف الأبناء مشعل التحدي والبناء والتشييد، وآلوا على أنفسهم إلا أن يعيدوا الاعتبار لجماعة تيوغزة ومنها لكل ربوع إقليم سيدي إفني، عبر ركوب موج التحدي بتنظيمهم المحكم لفعاليات مهرجان حمل تلك الجماعة الصغيرة كعبق قرنفل فواح إلى كل أنحاء المغرب الواسع، فكان مرآة عكست حقيقة ملامح التراث الباعمراني الأصيل، واختزلته في صورة مثيرة مليئة بالتجارب التاريخية والإنسانية المتراكمة منذ القدم..
هدف المنظمين، من مشرفين على المهرجان، سلطة محلية ومصالح الجماعة وفعاليات المجتمع المدني بتيوغزة هو تنفيذ استراتيجية تروم إبراز الموروث الثقافي والفني الباعمراني الأصيل، الذي يعد شكلا من الأشكال الفنية والتراثية المعبرة عن الهوية الثقافية المغربية الضاربة في عمق التاريخ.. وقد شكل المهرجان من خلال تنوع فقراته الفنية أداة للرقي بالذوق، وفسحة جمالية فرجوية تعبر عن التنوع الثقافي الذي تزخر به منطقة تيوغزة الحاضنة لشاطئ ” الكزيرة” الشهير عالميا..
أهم ما يميز المهرجان، حضور ثقافة العمل التضامني، عبر تنظيم حملة للتبرع بالدم، شهدت إقبالا لا بأس به من المتطوعين، إلى جانب ثقافة الاعتراف، وذلك من خلال تكريم جملة من الأطر التربوية بالمنطقة وبعض الفنانة الأمازيغ..
خلال اليوم الأول من فعاليات المهرجان، بدت بعض الوجوه وقد أضحت مألوفة لكثرة ظهورها أينما حللت وارتحلت، أحذيتهم علتها أتربة الأمكنة التي يترددون عليها ذهابا وإيابا، من أمام مقر الجماعة، إلى الخزانة الجمعاتية، رأسا نحو دار الطالبة لتفقد أحوال المدعوين والاستفسار على ظروف إقامتهم، ثم إلى ساحة عرض المنتوجات الفلاحية ومنها إلى ساحة الفرجة… فتحية عالية لقائد قيادة تيوغزة، وكل التقدير لرئيس الجماعة الترابية لتيوغزة ومدير المهرجان، و نرفع القبعة لقائد المركز الترابي لمركز مير اللفت الذي أبان على علو كعبه بمعية عناصره في تنظيم عملية السير والجولان بالرغم من ضيق حيز الطريق، وكل جنود الخفاء المجندين خدمة لنجاح هذه التظاهرة الفنية والثقافية التي لا تزال ممتدة على مدى يومي 22 و 23 من شهر يونيو، وكل من موقعه يتمنى ويصبو أن تستمر هذه التظاهرة لسنوات أخرى.. فاللبنة قد تم إرساء دعاءمها،
والاستمرارية رهينة بمدى غيرة أبناء تيوغزة على منطقتهم، وما ذلك على صناديد أحفاد المجاهدين بعزيز..