بلادي نيوز: عمر أعكيريش
في إطار سنوات من التخطيط، وجيل من الاحلام، خصص خالد العيوض مساحة تربو على 1000 متر “لزاوية تاوسنا” بمنطقة اولاد ميمون، اقليم اشتوكة ايت باها، تلك الزاوية التي كانت في الأصل منزل تقطنه العائلة أبا عن جد، ليطاله التهميش، ويصبح مع مرور وتوالي السنوات عبارة عن أطلال تحكي جنباتها روايات وقصص عاشتها أجيال، عمد الدكتور خالد العيوض على بعث الروح فيها، وضخ الدماء عبر شرايينها لتقوم من جديد مستقبلة الحياة بهمة ونشاط..
نتجول داخل الزاوية، التي صممت لتكون معرضا دائما للحضارة والثقافة الأمازيغية، منصتين لشروحات الدكتور خالد العيوض، الذي بدأها من حيث استقبلنا، أمام الباب الخشبي العتيق لمدخل ” الزاوية الثقافية” الذي يعود لسنة 1880 م، حيث عمل على ترميمه بعدما توالت عليه سنوات طويلة من الاهمال، فننتقل بين معرض ذي أقسام عديدة لأساليب الحياة ووجوه الفنون ونماذج الآداب، ونتوقف عند الآت الرباب، و “بو حبة” وفوانيس شاهدة على حقب ومراحل تطور الإضاءة بالبيوت المغربية، من الفتيلة، للكربون، إلى الغاز، ساعة حائطية قديمة معلقة بالحائط إلى جانب مقتنيات نادرة تزخر بها الزاوية، وكير ” نافوخ” يصدر صوت صفير الباخرة، شرح لنا الدكتور العيوض أنه هدية من قبطان باخرة محب للزاوية الثقافية، على غرار هدايا أخرى تزخر بها الزاوية من روادها وعشاقها.. نتوقف عند رفوف المكتبة التي ضمت كتبا ومؤلفات قيمة في شتى المجالات والاختصاصات، بجانب المكتبة غرفة لاستقبال الضيوف، والدارسين، ومحلا رحبا معدا لجلوس الوافدين المستمتعين بالندوات والمحاضرات والأمسيات الفنية الهادفة.. وبالمجمل كنا داخل فضاء لحوار حضاري يغوص بك في تاريخ الثقافة الأمازيغية بكل تجلياتها..
في “زاوية تاوسنا” صادفتنا أحلام تحققت، واستمعنا إلى أحلام بصدد المستقبل ستتحول إلى واقع بفضل تكاثف جهود من أسس في الأصل هذا الصرح الثقافي، حيث كانت في البدء فكرة سعى جاهدا إلى تحقيقها من لاشيء، لتخرج ” زاوية تاوسنا” في أبهى حللها، وأضحت صرحا ومزارا ثقافيا يجذب الاف العشاق والمهتمين بالثقافة والفن الأمازيغي..
مثلما استقبلنا الدكتور خالد العيوض “بابتسامته العريضة التي لم تفارق محياه” ودعنا، واعدا إيانا بلقاء صحفي يبسط خلاله تعريفا مفصلا وشافيا عن ” زاوية تاوسنا” و الآفاق المستقبلية الواعدة المرسومة لها من خلال أفكار متجددة، ومبادراته الرامية للحفاظ على الموروث الثقافي الأمازيغي..