محسن الأكرمين.
الشعب باغي يفرح، الشعب أعيته الأزمة المعيشية، ومشاكل الغلاء، والبطالة، وخرج فقط للفرح الوطني والعالمي مع الكرة المستديرة. هو عنوان الخروج الجماعي إلى الساحات العمومية، في كل مدينة وقرية وبادية لأجل الاحتفاء بفوز المنتخب الوطني على الجارة اسبانيا في مباراة الثمن المؤهلة للربع. خروج برمزية أعلام الوطن، وتقاسم الفرحة بين الجميع بلا متاريس مانعة.
خرج الملك محمد السادس ليشارك شعبه فرحتهم الكبيرة بإنجازات المنتخب المغربي كأول بلد عربي يصل إلى ربع النهاية ونادي الثمانية الكبار. خرج الملك نصره الله مبتسما فرحا مغتبطا بتلاحم الشعب القوي، وتلك الوطنية التي غيبتها إكراهات الحياة اليومية، وبات المشهد الملحمي شبيها بثورة الفخر والاعتزاز الآتي من منجزات كرة القدم.
الشعب باغي يفرح فقط، فالرياضة أفرحته بقدر أنه رمى جانبا كل المشاكل اليومية المعلقة من إخفاقات السياسي، وخرج يشارك الفرحة الاجتماعية بلا حدود وبلا طبقات فئوية. الشعب الطيب يفرح مع الانتصار ويتضامن مع الأزمات، الشعب تبقى مطالبه بسيطة في عيش فرح الكرامة وتحقيق فوز عدالة الدولة الاجتماعية.
الشعب يتضامن مع الرياضة ويفرح لانتصاراتها، ويناقش أزماتها وإخفاقاتها بكل حرية وأريحية. الشعب لم يعد يرغب في الخروج مع السياسي (المتنكر) فهو قد فقد الثقة في السياسة بتفريط نقط الحذف، ووضع السياسيين في سلة واحدة من مهملات زمن الكذب والتدليس. الشعب بات فاقدا للثقة في حلم مستقبل التغيير، حين وجد نفسه في أول صفوف غلاء الحرب الروسية الأوكرانية. الشعب بدا يكره السياسيين والروس والأوكرانيين، ولا يجد بدا غير التكيف مع حجم التضخم في الأثمان والمشاكل، وبلا حدود ممكنة بالتخفيف من ذات دعوات الدولة الاجتماعية.
خرج الشعب بمقولة (دير النية)، خرج الشعب من أرجل انتصار اللاعبين الأحرار، وليس من فكر السياسيين النفعيين. خرج الشعب طوائف وقبائل، وتجلت الفرحة بالسلمية والاحتفاء، واحترام رجالات الأمن الوطني ومكونات السلطات الترابية. خرج الشعب مع القمة في ثورة الكرة المستديرة العالمية والمنتصرة.
الشعب (داير النية) في كرة القدم، الشعب (فاقد النية) في السياسي (الماكر) والاقتصادي (الفاسد) وفي الوسطاء والانتهازيين. الشعب خرج للفرح وإن (تَسَنْطَحَ/ تقابل) مع الوزير السياسي، فقد ينادي في وجهه (ارحل) لا نريد مشاركة من سياسي غرر بأحلامنا الحاضرة والماضية. الشعب يريد فرحة عفوية من (مول النية) فقط، فالسياسي حتما نيته مبيتة بالمكر والخداع، والتمكن من الكرسي بالاستحواذ.
نزل الشعب فرحا نحو الساحات العمومية بمشاركة ملك البلاد نصره الله، ولا مطالب للشعب غير مطلب تقاسم الفرح و سيادة قوة الوطن. فالفرح ثمنه جد مرتفع مع جرة السياسي (المشقفة)، والذي لم يقدر على تحقيق مطالب الشعب في نيل حقوق دستورية (الصحة/ التعليم/ الشغل) والكرامة. الشعب خرج ليحتفي بالكرويين (المرضيين الوالدين) بلا تصنع ولا بيانات ولا مطالب غير النصر والتمكين. خرج حتما الشعب عفويا بلا تجييش من سياسي (الميكروفونات)، حين نال المنتخب الرياضي من خرافة عدم الانتصار على الفريق الاسباني العريق في كرة القدم العالمية. خرج الشعب من رحم فرح الانتصار (3-0)، وليس بدعوة من السياسيين عباد المناصب والكراسي والنفعيين. الشعب له أمل المزيد من الفرحة والانتصارات الواردة من قطر، وليس من سياسيي الاستفادة من الأزمات.