بلادي نيوز: عمر أعكيريش
مثل عملة عريقة من معدن أصيل، أصالة ساكنيها، ترقد مدينة إنزكان في الجنوب المغربي ” 7 كيلومترًا جنوب مدينة أكادير”، تستمع بوجهين لا يتناقضان، فيهما لغة الأصالة والحداثة، تمد قدميها في مياه مجرى وادي سوس يصلها بالمحيط الأطلسي، وتعانق أسواقا متناثرة عبر ترابها من ضمنها سوق الجملة الذي يلبي حاجيات الشمال والجنوب من الخضر والفواكه، وتعتز بقنينات زيت الأركان وزيت الزيتون و أملو وكل أصناف العسل وأنواعه، ولها غير ذلك كله ولع بأن تجمع على وجهيها كافة الأجناس من كل بقاع المغرب، شماله، جنوبه، شرقه، غربه ووسطه، وفنون وعادات وتقاليد بكل أبجدياتها.
إذا كانت كل الطرق تؤدي إلى روما، فهي تقودك أيضا إلى إنزكان، وإذا سلمنا أن خريطة جهة سوس ماسة جسدا، فشرايين فؤاده إنزكان، هي واسطة العقد، وهي نقطة الربط بين الشمال والجنوب، وكلما أوغلت في عمقها لسبر أغوارها أحسست أنك تمضي في قراءة صفحات رواية كلاسيكية، لا تقفز فيها المفاجآت، لكنها ملآنة بالحركات الموسيقية كسيمفونية تنتظر من يعزفها، وغزل ينتظر من ينسجه..
عرفته إنزكان رئيسا لقسم الشؤون العامة، غادرها معانقا مناصب أخرى بأقاليم شتى، ما لبث أن قفل عائدا من حيث غادر، لتحتضنه إنزكان عاملا عليها، فاتحة له ذراعيها، ثبته أنينها وشكواها، ومتاعبها وآلامها وأحزانها، استوعب الوضع، إيمانا منه أنه ما جاء إلا ليضحي في سبيل تنميتها ورقيها، ليصير ” بفتح الصاد، وتشديد الياء مع كسرها” نسيجها كتانا، ويعزف أروع ألحانها، عاد إليها من شفشاون مثقلا بالتجارب، زادته تربة أصوله المبنية على الاستقامة، نزعا إلى العمل والمثابرة والكد، دمه الباعمراني محركه في ذلك، فضلا أنه لم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب، حقيقة تربى وسط أسرة أبو الحقوق المشهود لها بالوجاهة والعلم، لكنه كافح وتعب وتألم، وتلكم تربة تنبت فيها بذور الرجولة والشهامة، وما تفتقت مواهب العظماء إلا وسط ركام المشقات والجهود.
فإذا جاز لنا توصيف الأوضاع بإقليم انزكان _ “وحتى نكون منطقيين مع أنفسنا”، فنحن لا نعيش داخل المدينة الفاضلة التي نادى بها الفارابي_ فهي باتفاق الآراء أننا نعيش فترة زاهية بكل المقاييس، بالرغم من كون إنزكان كان إلى وقت قريب معذبا مثخنا بالمشاكل،
حتى أضحى مسؤولية جسيمة، لو طلبت حينها من شخص توليها، لقال “السجن أحب إلي مما يدعونني إليه”
إسماعيل ابو الحقوق، ثروة لنا ولهذا الإقليم، ولنا قي حب وولع كافة الساكنة وفعاليات المجتمع المدني لهذه الشخصية الفذة أصدق مثال، ولنا في كرولونوجيا تحركاته ومشاريعه التنموية الرائدة الضامنة لمستقبل رائع ومريح للإقليم المثال الأروع، سأحاول بسط بعضها في هذه العجالة لأهميتها، و غافلا بعضها الآخر، ليس سهوا مني، بل تجنبا للسقوط في فخ الإطالة ليس إلا..
بمناسبة ذكرى عيد الشباب المجيد الذي يصادف الذكرى 57 لميلاد صاحب الجلالة ترأس السيد العامل وضع حجر أساس بناء معلمة ثقافية بمدينة القليعة، ويضم المركز فضاءات متعددة منها ما هو مخصص للتكوين والمطالعة وتنظيم الدورات إلى غير ذلك من المرافق، كما أشرف السيد العامل بعين المكان وبنفس المناسبة على توزيع ستة شاحنات لجمع النفايات، وصيانة الكهرباء، فضلا على أربعة سيارات لفائدة جماعة القليعة، من بينها سيارة إسعاف مجهزة بالأوكسجين وكافة مستلزمات الطوارئ والإسعافات الأولية، وسيارات للمصلحة وجرافة..
إشراف السيد العامل يوم 08 نونبر على عملية انطلاقة الأشغال بالمشروع الطرقي الجديد الذي سيربط بين الطريق السيار اكادير مراكش والدشيرة عبر سيدي فارس ودوار بوعشرة، ثم حي الوفاق ومدار محكمة الاستئناف أكادير، علما أن هذا المشروع الطرقي سيخفف من حدة الاكتضاض الذي يعرفه شارع محمد الخامس..
كما تفضل بإعطاء انطلاق أشغال بناء حضانة جماعية وإحداث ملحقة جماعية بتاسيلا..
بتاريخ 30 ماي 2022 قيامه بزيارة لتقدم أشغال بناء المنطقة الخاصة بالأنشطة التقليدية والحرفية ” باب سوس”
تسليمه لمعدات ومستلزمات وتجهيزات مهنية لفائدة نزيلات ونزلاء المؤسسة السجنية آيت ملولب، وذلك في إطار الاتفاقية التي تربط مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء وعمالة انزكان ايت ملول..
وتخليدا لذكرى إطلاق جلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، أشرف السيد إسماعيل أبوالحقوق عامل عمالة انزكان أيت ملول على تنظيم احتفال بالذكرى السابعة عشرة لهذا الورش الكبير يوم الأربعاء 18 ماي 2022 بمقر العمالة تحت شعار ” المبادرة الوطنية للتنمية البشرية: مقاربة متجددة للإدماج الاقتصادي للشباب”
نوبر 2022 بجماعة اولاد داحو، وبمناسبة الذكرى 47 للمسيرة الخضراء المظفرة أشرف السيد العامل على إطلاق مشاريع همت بناء مركز صحي من الدرجة الثانية بمركز الجماعة الممول من طرف صندوق التنمية القروية، فضلا عن تدشين مشروعين لتزويد الساكنة بالماء الشروب بالعديد من الدواوير المجاورة للمركز، ومشروع آخر بدوار السحابات، وتندرج هذه المشاريع الهامة في إطار تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية، خاصة الشق المتعلق بالنبيات التحتية وفك العزلة والولوج إلى الخدمات الأساسية بالعالم القروي..
هي مشاريع لا تعد ولا تحصى، وسنحاول مستقبلا تعدادها بالتفصيل الممل في أحد أعدادنا القادمة، أو تخصيص مجلة لها إن استطعنا إلى ذلك سبيلا..
.