حوادث و قضايا

تارودانت: العلاقة المشبوهة وراء ارتكاب جريمة قتل بشعة


بقلم: دنان الضاوية
علاقتهما كانت مبنية على أسس من المودة والألفة، لا يعكر صفوها ما ينغصها، عدا تكاليف ومتطلبات الحياة التي لا يسلم منها كل من يمشي ويدب على هذه البسيطة، حمل الشاب العشريني أحلامه الوردية، وشاركها مع قرينة روحه التي اتخذها زوجة له، تسارعت الأيام على نحو جيد، إلى أن بدت غيمة شابت تفاصيل حياتهما، وعصفت بها نحو هاوية سحيقة، من حيث لا تدري الزوجة، قصدتها إحداهن مدعية علاقتها بزوجها، وأن تلك العلاقة بلغت مداها، ووصلت حد المعاشرة الزوجية، هز الخبر أوصال الزوجة الشابة، وفقدت معه بوصلة التركيز، قصدت رأسا منزلها لمواجهة زوجها العشريني بما تناهى إلى علمها من خبر لا يمكن البتة استساغته، الصدمة أخرست لسان الزوج حينها، ليستجمع قواه وينتفض مدافعا عن نفسه، مقسما بأغلظ الإيمان أن لا علاقة تربطه بالمدعية، وكل ما باحت به مجرد افتراء وضرب من الأكاذيب ليس إلا، طبيعة المرأة في مثل هكذا حالات يصعب إقناعها مهما توفرت لديك من أدلة تباعد بينك وبين الشبهة، في محاولة منه لقطع الشك باليقين، رافقها بحثا عمن ألقت القنبلة وانسحبت بهدوء، التقياها بالشارع العام، بيد أنها أصرت أن العلاقة بينها وبينه قائمة، انسل من الجمع، قاصدا بيته، قفل عائدا وبيده مدية صوبها نحو المرأة ذات الرابعة والثلاثون ربيعا التي بدت له حينها سببا في نسف كل تفاصيل حياته الجميلة، مجندلة جثتها ومدرجة بدماء خالطت إسفلت درب من دروب تارودانت، فكانت جريمة شنيعة اهتز لها الشارع الروداني بحر هذا الأسبوع ، قلما تحدث وسط بيئة محافظة تشكل غالبية أبناء المدينة الأبية..
وقف بجانب زوجته مشدوها، غير مستوعبا لما حدث، وبيده أداة جريمته التي ستباعد بينه وبين كل أحلامه وطموحاته لسنوات طوال، سيقضيها خلف القضبان جراء ما اقترفته يداه من جريمة، كان من الممكن تفاديها بضبط النفس واستحضار لغة العقل..
السلطة المحلية والأمن الوطني كانوا في مسرح الجريمة، دقائق بعد وقوعها، ليتم ضبط الجاني واعتقاله وإجراء المعاينة، مع نقل جثة الهالكة صوب مستودع الأموات، وفتح تحقيق للوقوف على ملابسات وحيثيات الواقعة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 × 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار