متابعة للشأن العام المحلي بمكناس محسن الأكرمين.
مكناس مدينة يطيب فيها الصمت، ويتوالد فيها النسيان السريع بمتوالية ادفع، فبعد ضجة المقاطعة لجلسات مجلس الجماعة، يسود الصمت القاتل لكل حلحة شفافة وعادلة (للبوكاج) غير العويص بالمدينة. صمت كسر جليده مهرجان سيدي عبد الرحمان المجذوب، والذي قد يتلهى القوم في (محراب صمت الهداوي) عن السياسية المقيتة (شد لي نقطع ليك).
تشيع أخبار الاستقالة بالقصف والقصف المضاد، وباستعمال كل الأسلحة الرديئة في عالم السياسية، والآتية من مدخرات زمن (حفر لي نحفر ليك). لكن (طبخة) الحلول ستأتي حتما من حطابي سياسي الليل بالمدينة، فالحلول تعيش في الصمت قبل فوضى الزوبعة، وتُطْهى على نار مهيلة وبلا دخان. اليوم مكناس باتت من مدن أصحاب الأعراف (لا هي مطلقة ولا هي مزوجة). في حين أن (البلوكاج) قد يبقى ساريا، إذا لم تكن هنالك حلول إجرائية عادلة ومستديمة، ولن ينفك يتفكك (البلوكاج) بالسهولة التي يفتي بها سياسيو المركز !! وسياسيو منطقة الظل.
مشكلات مكناس ليس في الفعل السياسي المتردي، بل في نزوح مكونات الفاعلين السياسيين بالمدينة عن ماهية الفكر السياسي، وأهداف التمثيلية بمجلس الجماعة. فبين بروز النفعية والوصولية يتم ارتهان زمن مكناس (على شفا جرف هار/ قرآن كريم) قابل للانهيار في أي لحظة ممكنة. ففي غياب الشفافية التامة، والتواصل الفعال التبادلي، وتحكيم نص القانون، ستبقى مكناس تَسْتَغُرفُ حُلُولَها من العُرف الشعبي (قضي وعدي) حتى يحن الله !! ومن منطقة سياسة المرجئة السلبية التي لا تقدر على مناولة نداء فعل التغيير، وتكسير جليد الجمود التنموي بالمدينة.
لنفترض أن رئيس مجلس جماعة مكناس (ما فيه ما يَصْلاَحْ !!). بالمقابل، هل مكونات وتشكيلة مجلس جماعة مكناس فيها ما (يَصْلاَحْ )؟ هل مشاكل عينة من مكونات المجلس تعوم (البوكاج) نحو الكلية، أم هنالك استثناءات ناجية من التدافع الانتحاري؟ قد يتساءل الجميع بسؤال ماكر: من له المصلحة العليا في استقالة الرئيس بأمان؟ من له الدفع بتحييد الرئيس عنوة وكرها؟ وما هي المشاكل الكبرى التي تستوجب الوصول إلى حد الاستقالة، وترك رئاسة المجلس؟ ما هي المناوشات الخفية، والتي تحاك ومناوشة فعل تطييح رئاسة المجلس؟
بحق هي أسئلة استفزازية واستنكارية، وحين تُقلبها تسقط حتما في فخ الانحياز أو الانزياح عن المعيار. لكنا، نُعْرب أمانة، ونكرر نحن لسنا ضد زيد في الكر، ولا ضد عمرو عند الفر !! بل نحن نستوثق الحقيقة بالتفكيك، ونترك للقارئ استخلاص النتائج وبناء الرأي السديد فيما يدور من أحداث بمجلس الجماعة، ولما لا حتى فهم (اطْبيقَة الخبز الغامل !!) داخل مجلس جماعة مكناس.
من الحياد التام، أن الزمن السياسي يضيع بمكناس بتنامي الخلاف والاختلاف، وتزداد قسوة اللعنة على سياسي المدينة. تزيد المدينة نكوصا عن الثقة في الفعل السياسي وحلم التغيير. فحين يضيع الزمن السياسي حتما تضيع معه (بالعرام) تنمية التمكين والتخطيط للمستقبل.
مكناس ليس بحاجة إلى (شد الحبل) وتفصيل الحلول السياسية من طرف حطابي الليل الأشداء. مكناس في حاجة تامة إلى نوع من شرف الاحتكاك والتدافع الذي يُغيب الغرور، والأنانية ، والإقصاء والاستئصال. مكناس في حاجة إلى الحكامة والمساءلة والمحاسبة (ولي فرط يكرط).
مكناس، لا ولن تسمو بالرئيس زينة وبروازا فضيا بمجلسها الموقر، ولا بكل مكونات مجلسها في ظل هذا التباعد القاتل للفعل التواصلي الشفاف. فالمدينة في حاجة ماسة إلى نفض غبار سياسة التقادم والمكائد. في حاجة إلى استيفاء هندسة (توافقية/ مثل زمن اتفقنا على قضايا مكناس الكبرى !!). في حاجة إلى حلة جديدة تُمثل فيها التشاركية الفعل الركيز في الديمقراطية. مكناس تقول للجميع: باركا عييت، بغيت