بقلم: عمر اعكيريش
اشاوش، صناديد، بلباسهم الصحراوي المميز، وبتقاسيم وجوه مرسومة عليها ابتسامات صادقة نابعة من ثنايا الفؤاد، وألسنة تتثر جميل عبارات الترحاب للوافدين لزيارة وحضور مراسيم الحفل الديني المنظم من قبل فرسان القبائل الصحراوية ابناء ايت يوسي بمدينة اولاد تايمة اقليم تارودانت..
يكفيهم فخرا تشريف وفد رسمي هام برئاسة عامل اقليم تارودانت السيد الحسين امزال والسيد الكاتب العام للعمالة ورئيس المجلس الاقليمي، ورئيسة المجلس البلدي لاولاد تايمة وشخصيات هامة مدينة و عسكرية، الذين انسوا في مثل هكذا نشاط تلك الروابط المتينة التي عادة ما تجمع بين ابناء هذا الوطن، شماله وجنوبه بالعرش العلوي المجيد، تلك اللحمة التي تمت ترجمتها خلال هذا الحفل البهيح ابتداء من تلقائية الترحاب وانطلاق الزغاريد مع اطلالة الوفد الرسمي، وكلمات الترحيب الحاملة لكل معاني الحب والولاء للسدة العالية بالله ، وهي لعمري سمة ينفرد بها ابناء القبائل الصحراوية وايت يوسي على وجه الخصوص..
يمينا لنعم الرجال وجدتم.. كرمكم لا يضاهى، جودكم ليس له ضفاف، حبكم لوطنكم وتشبتكم بأهذاب العرش العلوي المجيد لا ينازعكم فيه منازع، فطوبى لكم هذا الحب الجارف لوطنكم، لقد ضربتم فعلا مثالا ولا أروع في عشق المواطن للتربة التي احتضنته وارضعته من ثدي ثقافتها واصالتها وعراقتها، فكنتم خير بررة بها.. فهنيئا لكم بركم بامكم الارض..
احسنتم اختيار شعار الدورة” تعزيز الانتماء الجغرافي، وتمتين الوحدة الوطنية” هو فعلا هاجس كل غيور على وطنه، الذي لا يرضى بغير استكمال وحدته الترابية بديلا، بهذا الشعار، أحيت جمعية ايت يوسي للتنمية والتعاون بحي الشنينات اولاد تايمة، مراسيم موسمها السنوي الذي يخلد الاحتفاء بذكرى مولد سيد الأنام محمد عليه افضل الصلوات والتسليم، فعلى مدى ايام 27 و 28 اكتوبر الجاري، خلدت الجمعية هذه الذكرى العطرة، وتكريسا لعادات وتقاليد الاسلاف الذين دأبوا على الاحتفاء بهذه السنة الحميدة ما يقارب ثلاثون سنة مضت قبل 2006 منذ ان دخلت الجمعية في الاطار القانوني..
بساحة فسيحة تعود ملكيتها لاحد اعضاء الجمعية، نصبت الخيام لاستقبال الضيوف، اثنتان منهم تعود للطراز الصحراوي، يتوسطهم مجسم بئر.. احداهن للاعيان الذين اتخذوا من ظلها الوارف مقعدا لهم، يتسامرون ويتجاذبون اطراف الحديث، في صورة تحكي تلك الجلسات الخالدة لابناء الصحراء على ايقاع كؤوس شاي وجمر متقد يشع حرارة، حرارة افئدتهم الرافضة للخنوغ والخضوع للمستعمر الاسباني، والتواقة للانعتاق والحرية والالتحاق بالوطن.. فيما ضمت خيمة اخرى فتيات بزيهن الصحراوي البديع في صورة ترمز لعادات وتقاليد المنطقة، منهن من تعد الخبز، فيما انخرطت الاخرى في اعداد الطعام، وجارتها منهمكة في غزل الصوف، وواحدة تحيك العلم الوطني بانامل ذهبية، فيما انغمست اخرى في دق الحناء.. بانوروما رائعة زادتها جمالا صورة لصاحب المهابة والجلالة محمد السادس نصره الله..
في تلك الساحة وامام حشود كبيرة من الزوار، والوفد الرسمي للسيد العامل، كانت شعيرة النحيرة، التي لا يستقيم اي نشاط صحراوي دونها، لما لها من رمزية ودلالة على الجود والكرم والسخاء..
بكلمة رائعة، ضمت جميل البيان وصدق مشاعر اعضاء الجمعية اتجاه كل الحضور، معربين فيها عن تشبتهم الدائم والابدي بالوحدة الوطنية، ولن يحيدوا عنها قيد انملة، شاكرين السيد العامل على تشريفه لهم بالحضور كل سنة، ما يعكس تلك الروابط التي تجمعه بالجمعيات الفاعلة ذات الاهداف الانسانية والوطنية..
نهاية الحفل، عرفت تلاوة برقية ولاء واخلاص للسدة العالية بالله ليسدل الستار على نشاط غني وحافل، ودافئ دفئ قلوب منظميه..