محسن الأكرمين.
بعد النقلة النوعية المؤسساتية (التراضي) من تكوين مكتب بطرق ديمقراطية، وبدون خشونة جانبية تُذْكر. يعمل المكتب المسير للنادي المكناسي فرع كرة القدم بصمت، وبدون بهرجة صور مسوقة بالتراكم الكمي. يعمل وفق إستراتيجية ترتيب الأولويات وخاصة البيت الداخلي للنادي. فبعد الإخفاق المريع للنادي في متم الدورات الأخيرة من البطولة الماضية (الرتبة 6 برصيد 43 نقطة) وغياب ضمان قدم في الاحتراف والخروج من بؤرة أقسام الهواة السحيقة. أقدم المكتب المسير الجديد على تغيير رؤية الصعود من حيث تحصين النادي داخليا، وترتيب الأولويات (الصحة الداخلية للنادي) أولا بأول. حيث تم التعاقد مع الإطار الوطني الحسين أوشلا بناء على خبرته وتجربته، ليشرف ليس على تدريب الفريق تقنيا، بل على إخراج النادي من قسم الهواة، وهو ما نصت عليه العقدة الموقعة بين رئاسة المكتب والمدرب.
قد يكون عمل المكتب المسير عقلاني لكنه رغم ذلك يحمل الإكراهات التمويلية. قد يكون عمل المكتب المسير يتأسس على رؤية تصاعدية لأجل الرقي بالنادي قدما وتصاعديا. قد يكون المكتب المسير توافقي الرأي ويضع الثقة في شخص رئيس المكتب، لكن العمل الصعب والذي بات من أولويات اشتغال كل أعضاء المكتب عليه، هو البحث عن داعمين ماليين بالاستعجال، هو البحث عن محتضن له الوزن المعياري وله الإمكانيات لدعم الفريق مؤسساتيا.
قد تكون التضحيات المالية لرئاسة المكتب من بين الحسنات التي كَفلتْ للنادي التعاقد مع المدرب واستقطاب لاعبين جدد، ولكن السؤال الصعب: إلى متى ستبقى التضحيات تُنْهك رئاسة المكتب؟ نعم فاليد الواحدة لا تكفي الفريق لأجل الصعود، لذا لا بد من تضافر النيات الحسنة لدعم الفريق معنويا وماديا. لا بد من فتح نقاش مع الداعمين الأوفياء للنادي مثل ما تم توفيره من مالية لخزينة نادي الكوكب المراكشي تحت إشراف السلطات الترابية. لا بد من تأمين بدايات البطولة بخزينة مالية تستوفي مسار الذهاب، وتكون محفزا لنيل الانتصارات، والعلامة الكاملة.
من أصعب البدايات تلك المباريات الأولى (15) الذهاب. تلك المباريات التي يجب على المكتب والفريق النجاح في تدبيرها، وتأمين الفوز فيها وجمع الرصيد المضاعف من النقط. من التفكير المنطقي والاستراتيجي الدق والاتصال برئاسة مجلس جماعة مكناس، ورئاسة مجلس العمالة، وعلى كل الجماعات المكونة للعمالة، لأن فريق النادي المكناسي فرع كرة القدم فريق المدينة بامتياز التاريخ والأفضلية. من السبق الاتصال برئيس الجهة (فاس مكناس) ونحن نعلم مدى غيرته على المدينة والتمييز الايجابي لمكناس، من العمل الجماعي للمكتب والتدبير التشاركي بحق فكل عضو بالمكتب يُسَاءل عمَّا قدمه للفريق من خدمات عينية، ومن قنوات البحث عن الدعم المالي. من الأسلم والتحكم في المعيقات (المستجدة) قبل بداية البطولة أن يكون المكتب المديري (العام) للنادي المكناسي هو الداعم الأول، ومن اليقين أن المكتب المديري لن يبخل البتة عن الدعم المستديم في ظل مكتب منظم ومهيكل.
بداية فريق النادي المكناسي فرع كرة القدم، باتت مُيسرة وقابلة لتحقيق إنجاز الصعود الذي يهرب بعدد السنوات العجاف(7س) من الفريق. بداية تفترض تحصيل ربح المباريات الأولى لفتح تصالح كلي مع الجماهير العاشقة للنادي، وبناء حلم الصعود الجماعي، وكذا توافر مالية حضور الجمهور للمباريات. من هنا فالدعوة صريحة للجميع، وبلا تفاضل أو إقصاء لا بد من دعم النادي المكناسي دعما ماليا ومعنويا وبلا شروط مسبقة قبل بداية موسم البطولة.
محسن الأكرمين.