متابعة للشأن المحلي بمكناس محسن الأكرمين.
في تفعيل لآليات المراقبة الإدارية والمؤسساتية، يعقد عامل عمالة مكناس السيد عبد الغني الصبار اجتماعا مع رئيس وأعضاء مكتب مجلس جماعة مكناس يوم الثلاثاء 09 غشت2022 ، تحت جدول عمل متنوع بالمعطيات، ومضبوط من حيث القضايا الكبرى الآنية. هذا الاجتماع دعا إليه السيد عامل العمالة، بعد تسجيل مناوشات بينة داخل مكونات الأغلبية، وكذا غياب مؤشرات التقدم في تنزيل النموذج التنموي للمدينة. ويمكن اعتبار هذا الاجتماع الطارئ الأول من نوعه بالغاية المفيدة الضرورية للوقوف على حصيلة تدبير الشأن العام بمجلس جماعة مكناس لمدة تقارب السنة، وبدون بيان أوجه تنموية دقيقة ومتجلية في الواقع، وغياب جودة الحكامة في تسيير وتدبير الملفات الكبرى (البنيات الطرقية والأجنحة المحورية…) والمستعجلة (سوق الخضر الجديد) والعالقة (الباقي استخلاصه وديون الجماعة المستحقة…).
فبعد مرور ما يقارب السنة من عمر مجلس جماعة مكناس، والمجلس يعيش في خلافات تنظيمية أربكت التسيير العادي للمرفق الجماعي العام، وأن المجلس بات يشتغل على الخلاف والبوليميك، والصراعات الداخلية والخارجية، بدل تكثيف الجهود للعمل على تدبير الشأن العام للمدينة وفق آليات تنظيمية تشاركية، ووفق رؤية تنموية دقيقة، وبأبعاد ومؤشرات حسابية.
قيمة الاجتماع برئاسة السيج العامل تكمن في أهميته الاعتبارية، وفي تتبع حصلية المشاريع والبرامج التنموية أولا، وفي آليات تدبير المرافق العمومية ثانيا ، وفي التدبير المالي لجماعة مكناس ثالثا، وفي التسيير المؤسساتي للمصالح الإدارية بالجماعة رابعا. هي مجالات كبرى تضم في طياتها عدة نُقَط متعددة، وتستوجب المساءلة والإجابة من رئيس وأعضاء مكتب مجلس جماعة مكناس.
اجتماع عامل العمالة مع رئيس وأعضاء مكتب مجلس جماعة مكناس رسالة واضحة، على اعتبار أن تدبير المرفق الجماعي بمدينة مكناس ليس بخير، وما على السلطات الترابية إلا أن تسائل المكتب في شخص الرئيس عن أسباب الاخفاقات المسجلة لمدة توازي السنة، وعن برنامج عمل الجماعة (2027/2022) الغائب عن المصادقة قبل (20 شتنبر)، وعن الارتجالية في التسيير وغياب الحكامة وجودة الأداء المؤسساتي، وعن غياب التواصل الفعال مع مكونات المجلس وساكنة المدينة، وعن تلك الخلافات السياسية التي أفقدت الرئيس بالإجماع الثقة فيه، وغيابه بمبرر في دورتين، وعن غياب الرؤية في تدبير قضايا (الاستثمار/ سوق الخضر/ المجال البيئي/ جمالية المدينة/ الإنارة/ البنيات الطرفية/ الشرطة الإدارية / تحرير الملك العام المحتل بطرق غير قانونية/ التنظيم المؤسساتي للقطب الإداري…)، وعن فقدان المواطنين الثقة في عمل مجلس جماعة مكناس، وعن فشل مكتب المجلس في تدبير مهام القرب والأولويات بالجودة والاستمرارية، وعن التراجع المستمر في البنيات التحتية والبيئية والجمالية، وعن توغل بعض المستشارين في فرض توجهات المجلس الكبرى، وتحويل مقررات جماعية نحو أحياء بعينها.
اجتماع السيد عامل مكناس مع رئاسة وأعضاء مكتب مجلس جماعة مؤشر عام أن المكتب والمجلس (مادايرينش خدمتوهم…). نعم، سنة تمت بقرب الاستيفاء ومصالح مكناس الكبرى مغيبة بالتمام، سنة والمدينة منشغلة بالخلافات الداخلية للمجلس منذ النشأة الأولى. فحين نتصفح مجموعة النقاط التي دعا إليها عامل عمالة مكناس، نقف على حقيقة تامة بأن السيد العامل غير راض على مخرجات عمل المجلس ( فالمجلس لم يقدر حتى على إنتاج برنامج عمل الجماعة)، وبقي يشتغل بالارتجالية وتدبير المشاكل المستجدة، والورق اليومي. نجد أن عامل مكناس يدق ناقوس تحذير أمام رئاسة ومكتب مجلس جماعة مكناس. نقف أن مساءلة السيد العامل ستتخذ شكل المحاسبة والمراقبة والتدقيق في الأسباب والأعراض، وبناء توجهات جديدة (الجودة/ الحكامة/ المسؤولية/ المحاسبة/ الاندماج مع قضايا المدينة الكبرى).
غدا الثلاثاء 09 غشت 2022، ستكون جلسة استماع لرئاسة ومكتب مجلس جماعة مكناس أمام عامل العمالة، ستكون المكاشفة التامة وتعرية الأوراق بدون تسويف ولا مماطلة، ستكون نقطة البداية، أو نقطة الرجوع إلى السطر، ومن ينطلق التعيير !!