محسن الأكرمين .
نعم، حين تناولت هذا العنوان، وجدت أنني اقتنصته من المثال الشعبي (علامات الدار من العتبة تَتْبَانْ). نعم، بوابة التنمية من بوابة المدخل المليح أو سوء التقدير (الترميم والصباغة). هي المحطة الطرقية القريبة من ضريح سيدي سعيد، التي تعيش أسوأ حالاتها المعمارية والجمالية. محطة من الجيل الحجري الأول، تهالكت معالمها وزينتها، وأضحت تُشكل بناية نشَاز على الصعيد الوطني، ولحد الآن لا بديل مرتقب لها، غير تخصيص مبلغ مالي هزيل للترميم والترقيع، فما أسوأ التخطيط والرأي !!
سيدي سعيد كان هو مدخل المدينة الرئيسي المنتشي برفعة تموقع المدينة، و به كان التبرك بطالع مدينة مكناس العالية والولوج إليها من (باب الريح)، سيدي سعيد الذي كان إن ذكرت صبحا اسمه لسائقي سيارات الأجرة الصغيرة، يقرأ المعودتين، ويتعود يمنة ويسارا، لأنه كان يضم أشد السجون المغربية حراسة وضبطا، وكان به أكبر مستشفى لأمراض (الصدر) بالمغرب.
سيدي سعيد هو مدخل المدينة من جهة الغرب، وهو الموزع الطرقي على محاور الشرق والشمال والجنوب، سيدي سعيد به محطة طرقية بئيسة تمثل وجه مدينة مظلم وهامشي!! محطة استهلكت حديث القيل والقال غير ما مرة، استهلكت وقفات احتجاجية، استهلكت وعودا غير محققة لا في الزمان ولا في المكان.
كل المدن تتقدم قدما وتحتفي بإنشاء مرافق عمومية كبرى، وشاهدة على التطور التنموي، إلا مكناس فإنها لازالت تستهلك عمليات(قدي واعدي) والصباغة والجير على الردم والتشققات !! فحين نقارن محطة المسافرين عبر الحافلات أو عبر القطار فإننا نصطدم بتأخر مدينة مكناس في المعالجة الفورية لوجه المدينة القادم والمسافر للتسويق الجمالي والبيئي والاقتصادي، نصطدم حين يتم التفنن في إنشاء تحف فنية لمحطات طرقية (الرباط) ونحن بمكناس لازلنا نخطط للترميم والتأهيل وكأن المحطة الطرقية بمكناس تحفة أثرية من تاريخ المدينة العريق، وتدخل ضمن برنامج تثمين المدينة العتيقة، أو الدور الآيلة للسقوط !! نصطدم حين أصبحت محطة القطار بمدينة طنجة والقنطرة… من المزارات التي يمكن أن تغريك بأخذ صورة تذكارية بمحاذاتها، ونحن نعيش بؤس ترميم الترميم بمكناس بلا نهاية !!
نعم، (علامات الدار باينة) هو المثل الشعبي الذي ينطبق على مكناس (ما لو طاح من المحطة الطرقية خرج مايل). نعم هي الدعوة إلى المسؤولين على تغيير متجه التخطيط وفك نحس ( مكناس) حين قرأ (مول الطاكسي) المعودتين بالسلامة من ذكر سيدي سعيد ولو بالتسمية، فبالأحرى بوجود محطة طرقية مثل الأضرحة والمزارات المتهالكة بمكناس. نعم دعوة صادقة نحو التجديد والتخطيط بمتتالية مكناس (باغية محطة طرقية جديدة) و (راه الترميم قتل المدينة وخنقها) !!