أقلام حرة

قراءة في مسلسل : مجلس جماعة مكناس والفوضى الخلاقة.


محسن الأكرمين.

مُشاهدة أحداث مسلسل لمائة مَرَّة يُحيل قطعا إلى أخذ العبر فقط، خير من عيش حدث منه مرة واحدة. على مستوى قاموس التخطيط قد تعيش مكناس أزمة التشخيص، ولا تستبق المخاطر بذكاء، وطالما تبحث عن حلول ارتجالية للظرفية المعاكسة. على مستوى الرؤية الإستراتيجية لتحديات المستقبل، تتكيف المدينة مع عوز البدائل، والبحث عن الصمود اللحظي. وتُفكر حد طول الظل في الظهيرة الصيفية، لتتجنب المسننات العمودية، والصدمات المتتالية والمتراكمة لأزمة مدينة.
أقسم بواجب الوجود، والذي أورد اسمه في استهلال بسملة الكتاب، أن كل من عينه لم تكن بصيرة بالحكمة والسياسة، فإن يده لن تكون سوى قصيرة، أو مغلولة في ابتكار البدائل !!! ولا تقدر حتى على استيعاب الصدمة !!! والتقلبات المتنامية (في بنية تقلب الحليف والمعارض) !!! من اليوم الحاضر وبعده المستقبل الآتي، نبوءات على أن تُنزلَ الأيدي الراية البيضاء، ويتم الإعلان عن كساد الأحلام الطموحة للمدينة، في مجابهة أخطار منعرجات الطرق الغائرة (تدبير الفوضى الخلاقة).

كساد.
كساد الأحلام، تَلْحق بالمدينة من نوعيات تراكمات الإخفاقات التي تُبحر بها مكناس نحو مجهول المتغيرات، ويُمكن أن يكون التغيير دون وقوف ربان متمرس على مواجهة شداد الأمواج. كساد أحلام مدينة، هو إخفاق في نيل شهد حياة التنمية، التي تتعثر مكناس عن نيلها عند أول مخفضات للسرعة، وتدقيقا عند علامة تشوير(قف) خلافات مستديمة !!! كساد الأحلام، هو أثر راجع من سياسة متهورة، والتي تزداد تباعا مع سياسة اليأس والتيئيس، وتوثيق عقد اتفاق سري على استسلام المدينة، وعيش تفكير رطوبة داخل صندوق الخلافات !!!

سياسة التحدي.
من سلبيات الواقع يُمْكن صناعة الانتصار على كل العراقيل بعزيمة التحدي. على اعتبار تهديدات المشكلة قد تحمل فرصا جديدة للإقلاع المريح. يمكن تحقيق المصالحة التامة مع المدينة والساكنة بالشفافية والتنمية. خير التحدي حين تُقاتل المدينة الانهزامية من البداية حتى النهاية، وتربح معركة التمكين لا حرب الكساد السياسي داخل مجلسها الجماعي. حين تصنع المدينة مركبا ورقيا (برنامج عمل المدينة)، وتحلم أن ربانه لن يتقاعس عن ركوب تيار الموج. حين لا يجد ربان المجلس متسعا من تخمينات التبرير، ويقعد القرفصاء ينتظر ذلك اليوم الذي سيغدو فيه بحر المجلس ساكنا.
خير التحدي ما فعله عباس بن فرناس حين طار من العلو وسقط باكتشاف جاذبية إسحاق نيوتن ( أرضا فاقدا لوعيه، ثم استفاق !!!)، لكنه عَلَّمَ الأجيال القادمة (أن من العلم ما نفع). علمهم أن الوضعيات المشكلة هي مسالك لكسب موارد النجاح. علمهم أن الإنسان في الماضي ، كان قادرا على الحلم بمستقبل فضائي أفضل.

خيالة مكناس.
بين ركض الخيالة و(الباردية)، يُشتم حتما رائحة البارود المحترق، حتى ولو كان بلا توحيد في صوت الطلقة النهائية !!! في هذا الرُكُود بمكناس، نطالب الدولة باستعادة دورها في التنمية المستدامة والمستقلة، في تحصين المناعة الداخلية بمكناس بحُسْن التنظيم العادل، خاصة داخل مكونات مجلس المدينة المدبر لسياسة القرب.
هنالك تشابه مطابق بين (سرب) تدبير مجلس (الشتات)، و(صربة) الخيول التي تجري بنهاية قرع البارودي الناري و(التفرقيع). تراجيديا الجري غير المنتظم خارج (الكادر) المؤطر للصورة يتشابه، وقد يوحي بالفساد وتواجد سياسة الريع (حلال). فانتازيا (الباردية) من فنون الفروسية التقليدية، والتي نتفرج فيها عشقا حتى مع توافد (الغبرة ودخان البارود). فانتازيا (الباندية) من تاريخ أفلام الويسترن (Le Bon ;La Brute ;Et Le Truand / الطيب والشرس والقبيح)، والتي قد تنتهي بالبطل الطيب في نيل دوام البطولة في مسلسل (مجلس جماعة مكناس والفوضى الخلاقة).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 × ثلاثة =

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار