محسن الأكرمين.
بين التناقض الصارخ باستمرار الفداحة. يعيش حي سيدي بابا تمام الإهمال البارز. يعيش جرعات متتالية من التهميش الواضح. حي سيدي بابا لم يتعرف منذ الزمن الماضي عن سبل التنمية التفاعلية (المعهودة) في برامج عمل الجماعة، ولا عن برامج التمكين والتجديد والترتيب المديني بالحي، ولو بأضعف الإيمان النظافة، والإنارة العمومية، والتطبيب، والتشغيل، والنقل، والأمن …
فالتنوع السكاني والمعماري المقحم بالضغط في حي سيدي بابا، يخلق تنافرا بين الحداثة من صنف الفيلات، و ذاك البناء المتواضع غير المتناسق لماما، و الذي لا يحمل أي رمز للعدالة الاجتماعية، ولا بهاء عيش الكرامة. هنا القول بحق أن حي سيدي بابا كغيره من أحياء مدينة الفقر والبطالة والهشاشة، يعيش خارج منطقة خارطة التغطية لمجلس جماعة مكناس (القديم والجديد)، يعيش على الأمل المتدني، والحلم الرخو في تحقيق الكرامة الشمولية، والوفاء بالعهود الانتخابية.
المشكلة الكاملة ليست في الساكنة التي تعاني الأمرين، ولا في بنية حي سيدي بابا المتهالكة بالتمام. المشكلة في السياسي الذي يعتبر الحي خزانا هائلا من الأصوات الانتخابية (وانتهى كلام) الحملات الانتخابية !!! يعتبره السياسي رصيدا مليحا للنجاح بلا عتبة حسابية. المشكلة تكمن في عمليات التغرير المستطيلة من طرف ذاك وغيره من سياسي الانتهازية وتسلق المراتب. يعتبره السياسي حقلا خصبا للتسويف في الحملات الانتخابية، والذي يمارس فيها دغدغة أحلام ساكنة حي سيدي بابا بالوعود : في بنيات تحتية متكاملة، وجمالية بيئية. في مؤسسات تعليمية ذات رونق جمالي، وأداء بتكافؤ الفرص. في صحة القرب، ومستشفيات، وتطبيب يؤمن الصحة. في شغل شريف ينقد شباب الحي من التسكع والفراغ المميت.
سيدي بابا الخزان الانتخابي الكبير بامتياز المدينة، والذي لا توازيه عمليات التطوير التنموي. سيدي بابا الخزان الانتخابي الكبير الذي لم يستفد البتة من ذاك السياسي الوصولي/ النفعي. لم يسلم من اقتناص الفرص والأصوات (بطرق ملتوية)، والتغرير بالساكنة والحي بالنفاق السياسي الرديء.
اليوم حي سيدي بابا لا يطلب الإحسان، والفضل من مجلس جماعة مكناس، لا يطلب غير حق العناية وتجويد خدمات القرب من باب الأولويات الضرورية، لا يطلب غير الإنصاف والعدالة الاجتماعية. سيدي بابا/ وجه عروس/ الزرهونية… وما جاورهم من الساكنة والمساكن المهمشة في البراريك… في حاجة إلى أخلاق الرعاية الايجابية المستعجلة بالانتظام.