متابعة محسن الأكرمين.
حماية الرصيد التاريخي للنادي الرياضي المكناسي لكرة القدم، لن يتم بالزجِّ به في متاهات تجديد الانخراط، وتدويل الأزمة بالصفات والتقادم. قد تتكرر نفس الأخطاء التقديرية منذ عودة الكوديم إلى القسم الاحترافي الأول، ولن يتمكن النادي من ترميم تلك الفجوات في مجال الرؤية والتخطيط للمستقبل، وخاصة تلك التي تتعلق بالنتائج (مرحلة الإياب).
أزمة الكوديم ليس في التسيير، ولا في من تبقى من المكتب المسير، فلهم من الكفاءة والتجربة التامة. أزمة الكوديم الكلية في الملعب الرياضي وتلك المرفقات اللاحقة به من لاعبين وفريق تقني ومدير رياضي. نعم، حين تسأل الجميع بالمتنوع والصفات والمهام فإنهم يضعون كامل ثقتهم في النائب الأول الرئيس التنفيذي السيد عز الدين اليعقوبي، وفي ما تبقى من المكتب المسير (وهذه أمانة من الله). الكل يقول: أن الكوديم في أياد آمنة. هنا لا نختلف البتة، ولن ندفع بتعويم مشكلة النتائج بإضافة مشكلات أخرى لاحقة من خلال ابتكار جمع غير عادي، قد يحمل متغيرات من ماضي النادي البئيس، وقد يُفسد القضية أكثر ممَّا يُصوبها !!!
رؤية الإصلاح اليوم لا تتطلب (تغيير هيكل معبد النادي العلوي التدبيري)، فالمشكلة تتعلق بإصلاحات جذرية تتجه نحو بناءات الفريق الأول. إصلاحات تتعلق بالمسؤوليات التي أسفرت عن تلك النتائج غير المرضية. إصلاحات تستوجب قرارات جريئة بدل استبدال مسار (المشكلة الأساس) نحو دفة تغيير هياكل المكتب المسير وما تبقى منه !!!
لن ندخل في بوليميك (فارغ) حول شرعية الجمع العام غير العادي، وتلك النقاط التي قد تحمل فتح (باب جهنم) مرة ثانية على النادي !!! لن ندخل في مشروعية تحول الجمع العام غير العادي إلى جمع عادي، ومبادرة تجديد هياكل المكتب المسير، في مرحلة أرحم ما نقول عنها: أنها جاءت في الوقت البدل الضائع !!! فالحكامة في التأني، وفي سرعة تنزيل البلاغ صناعة للمتاهات المميتة !!!
ممارسة الفتاوي من خلال فقه علماء الكرة، تتوزع وتنقسم عبر الشبكات المتشعبة، وإلى تلك الدوائر التوهيمية والتي يدار نسج خيوطها من بعيد، وفي خانة الظل القاتم والتحكم. مشكلة الكوديم يا سادتي الكرام، وأكررها في الملعب الرياضي والنتائج والأداء (17 ن) حصيلة الذهاب، وفي التمويلات المالية الداعمة الغائبة والمغيبة عن الحديث الجوهري. فالبلاغ الأخير للنادي يحمل شدة من تخوفات المستقبل، ويستبق الزمن لإخلاء المسؤوليات والابتعاد عن مكامن الخطر !!! يحمل قضايا من نوعية الخلاف الأول قرار (إنشاء /إلغاء الشركة الرياضية)، يحمل الارتباك في كيفية تدبير عمليات تجديد الانخراط، وتلك الإسقاطات الآتية بالكولسة (مرة ثانية) وبالتكرار المميت، والعودة بالنادي إلى مركز القرار الأول بقوة القانون والتقادم (عودة حليمة ومُرفقاتها لعادتها القديمة) !!!
قد تكون المهمة بسيطة في تنزيل قرارات حاسمة مثل ما تم في تغيير المدرب بضغط من (إعلام الشارع). فالمهمة لا تحتاج إلى تشاور ولا إلى حوارات مع المنخرطين وجمع عام غير عادي، فالمسؤوليات القانونية والتاريخية تتعلق بعنق المكتب وما تبقى منه (إتمام المهمة إلى غاية الجمع العام العادي الانتخابي)، وفي تلك الثقة
المتجددة والكاملة في الرئيس التنفيذي بالنيابة الأولى السيد عز الدين اليعقوبي ومن معه. إنها رؤية الحكامة المتبصرة يا سادتي الكرام (رَاهْ لِي احْسَبْ بُوحْدُو تَايْشِيطْ لِيهْ) غير الفتنة النائمة !!!
حماية الكوديم يا سادتي الكرام، تستوجب استعلاء البحث عن المشجب وتعليق الإخفاقات (من قام بالاختيارات والانتدابات…) !!! تستوجب يا سادتي الفضلاء الانتهاء من تبادل تهم الأصابع، وتجييش فئة على أخرى. تستوجب الإبقاء على الهيكل المسير للنادي (كما هو الآن) واستغلال موضع الثقة الكاملة فيهم على إنشاء تغييرات مستعجلة في الملعب الرياضي وملحقات (الستاف) التقني. تستوجب يا سادتي الفضلاء استغلال ثقة السلطات الترابية في رأس هرمية المكتب المسير (عز الدين اليعقوبي)، وفتح قنوات الدعم المالي والمعنوي، وببعث رسالة شفافة (أن الكوديم في أياد آمنة ولا خوف عليها). تستوجب يا سادتي الكرام التقليل من هوامش الخلاف والفجوات والأبواق، وإنتاج البلاغات المتسرعة بلا روية. تستوجب يا سادتي الكرام خلق قنوات التواصل الشفاف والفعال بلا تسريبات معلومات لا تجدي النادي نفعا غير زيادة احتقان مزدوج بين الفصائل. حماية الكوديم في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ عودتها للاحتراف الأول، يكمن في تجويد النتائج فقط، والبحث عن البدائل الممكنة (الانتدابات الشتوية)، وحلحلة (ستاف النادي).
