آخر الأخبار

معرض “الفن المستلهم من البركان” يحتفل، في طنجة، بمرور 2500 سنة على تأسيس نابولي

[بلادي نيوز.ma9 ديسمبر 2025
معرض “الفن المستلهم من البركان” يحتفل، في طنجة، بمرور 2500 سنة على تأسيس نابولي

BELADINEWS.MA
جسر ثقافي يصل بين نابولي، المتوسط والمغرب

افتتح معرض “الفن المستلهم من البركان” (Arte dal Vulcano)، أبوابه رسميا يوم الـ8 من دجنبر 2025، في رحاب القصر العريق للمؤسسات الإيطالية بطنجة (قصر مولاي حفيظ سابقاً)، ليكون نافذة تطل منها الحداثة الفنية النابوليتانية على الجمهور المغربي. يقدم المعرض كوكبة من الأعمال المعاصرة لفنانين من نابولي وإقليم كامبانيا، مُستقاة بعناية من المجموعات الدائمة لمُتْحَفَيْ “مادري” و”نوفيتشينتو” الشهيرين. وتأتي هذه المبادرة الفنية في سياق الاحتفالات الكبرى بالذكرى الـ2500 لتأسيس مدينة نابولي، تحت إشراف اللجنة الوطنية “نيابوليس-2500″، مجسدةً تعاوناً مؤسساتياً رفيع المستوى بين سفارة إيطاليا بالمغرب والمعهد الثقافي الإيطالي بالرباط، وبدعم مباشر من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإيطالية.

يُعد هذا الحدث الثقافي الدولي تتويجاً لانخراط فعّال من جانب السلطات المحلية والوطنية في إيطاليا. وفي كلمة له بالمناسبة، أكد السيد ميشيل دي باري، عميد نابولي ورئيس اللجنة الوطنية “نيابوليس-2500″، على الأهمية التي يكتسيها هذا التعاون: “نحن فخورون للغاية بالتعاون مع وزارة الخارجية، من أجل إشعاع نابولي عالميا. قوتنا تكمن في الإبداع الفني والخيال المتجدد لساكنة مدينة لطالما كانت منارة للجمال والاندماج والتضامن. إن رمزية البركان، التي نستحضرها من خلال هذا المعرض، تختزل الطاقة الكامنة والدينامية المتجددة التي طبعت دوماً ساكنة هذه الأرض الساحرة والفريدة”.

رحلة نابوليتانية في قلب عروس الشمال طنجة

يستقبل المعرض زواره حتى الـ11 من يناير 2026، ويجعلهم يغوصون فنيا في الحيوية الإبداعية التي تفتقت في كنف جبل فيزوف، في حوار بصري رصين مع الثقافة المغربية الأصيلة. ينسج المعرض خيوط استمرارية التقاليد الفنية النابوليتانية والكامبانية، خلال مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية ووصولا إلى يومنا هذا. ويعكس العنوان “الفن المستلهم من البركان” القوة الدافعة الكامنة في البركان كرمز للطاقة الخلاقة والتجدد المستمر، وهي صفات متجذرة في الإنتاجات الفنية لمدينة نابولي.
يضم المسار الفني 29 عملاً إبداعياً — تتنوع بين اللوحات والمنحوتات والصور الفوتوغرافية والمنشآت الفنية — وهي كنوز فنية من مجموعات متحفي “مادري” و”نوفيتشينتو”. تحمل هذه الأعمال تواقيع نخبة من أبرز الفنانين المعاصرين على الساحتين المحلية والدولية، في قائمة تضم أسماء لامعة نذكر منها على سبيل المثال: ماريسا ألبانيزي، فرانشيسكو كليمنتي، ميمو يوديتشي، نينو لونغوباردي، ميمو بالادينو، وغيرهم من الأسماء الوازنة.

يضم المسار الفني لهذا المعرض، 29 عملاً إبداعياً يتنوع بين: اللوحات، المنحوتات، الصور الفوتوغرافية والأعمال الفنية التركيبية، وهي كنوز فنية منتقاة من المجموعات العامة لمتحفي “مادري” للفن المعاصر و”نوفيتشنتو” بنابولي. تحمل هذه الأعمال تواقيع نخبة من أبرز الفنانين المعاصرين، على الساحتين المحلية والدولية نذكر منهم: نذكر منهم: ماريزا ألبانيز، كارلو ألفانو، أنطونيو بياسوتشي، باولو بيني، توماسو بينغا، دييغو تشيبيلي، أليساندرا تشيانيلي، فرانشيسكو كليمينتي، جوليو ديلفي، ماريا أديل ديل فيكيو، سيرجيو فيرمارييلو، أوجينيو جيليبيرتي، ميمو يوديتشي، نينو لونغوباردي، لويجي ماينولفي، دومينيكو أنطونيو مانشيني، جوزيبي مارانييلو، رافائيلا مارينييلو، أومبيرتو مانزو، رافائيلا نالدي روسانو، ميمو بالادينو، جوليا بيشيتيللي، باولو بودو، لوتشيانو رومانو، روسي روكس، مارينيلا سيناتوري، لورينزو سكوتو دي لوتسيو، وإرنستو تاتافيوري.

وقد شهد حفل افتتاح هذا المعرض الفني حضورا جماهيريا لافتا، ضم مسؤولين منتخبين، ودبلوماسيين، وفاعلين ثقافيين، وعموم المهتمين بالفن، الذين اكتشفوا بانوراما فنية متكاملة تعكس حيوية المشهد الفني النابوليتاني.

أشرفت على المحافظة العامة للمعرض، الدكتورة أنجيلا تيتشي، رئيسة مؤسسة دوناريجينا للفنون المعاصرة (متحف مادري)، المعروفة بجهودها الحثيثة في مجال دعم الفن النابوليتاني، بمعية السيدة كلوديا بوريلي، المسؤولة عن مجموعة متحف نوفيتشينتو التاريخي. وقد نجحتا معاً في تقديم قراءة متماسكة تجمع بين الرؤى التاريخية والمعاصرة.

كما تخللت الأمسية الافتتاحية لحظة موسيقية ساحرة، حيث قدمت المغنية إميليا زامونير أداء مميزا لأغانٍ نابوليتانية كلاسيكية، رفقة عازف الغيتار أليساندرو مورلاندو. هذا العرض، الذي جاء بالتعاون مع اللجنة الوطنية الإيطالية للموسيقى (CIDIM) وبدعم من وزارة الثقافة الإيطالية، أضفى بعداً حسياً إضافياً، مؤكداً على ثراء وتنوع التراث النابوليتاني العريق.

حوار ثقافي متجذر ورؤى مستقبلية مشتركة
وفي كلمة له، أكد سعادة السيد باسكوالي سالزانو، سفير إيطاليا بالمغرب، أنه: “من خلال معرض ‘الفن المستلهم من البركان’، لا نحتفي فقط بمرور 25 قرناً على تأسيس نابولي، بل نحتفي أيضاً بالروح المتجددة لمشهدها الفني المعاصر، القادر على الابتكار دون أن ينفصل عن جذوره الضاربة في عمق التاريخ. إنه تكريم للإبداع الإيطالي النابع من أرض قوية ومنفتحة على العالم. إن اختيار طنجة، بوابة المتوسط وملتقى الحضارات، لاحتضان هذا المعرض، يتزامن مع الذكرى المئوية الثانية للعلاقات الدبلوماسية بين بلدينا، ويؤكد على عمق الحوار الثقافي المشترك ورؤيتنا الموحدة للمستقبل”.

من جانبها، شددت السيدة كارميلا كاليا، مديرة المعهد الثقافي الإيطالي بالرباط، على أهمية هذا اللقاء الفني: “يسعدنا في المعهد أن نستضيف هذا المعرض الاستثنائي، في إطار فعاليات الاحتفالات بذكرى مرور 2500 سنة على تأسيس نابولي، والتي تشرف عليها اللجنة الوطنية ‘نيابوليس-2500’. يشكل هذا المعرض، المخصص برمته للإبداع الفني المعاصر، شهادة حية على قدرة الفن الإيطالي على التطور والنمو، بالتوازي مع حواره الدائم مع تقاليده العريقة. يهدف المعرض إلى أن يكون لحظة للتأمل العميق في الفن بمنطقة كامبانيا ونابولي، والذي تسمح طاقته، المتسمة بالدينامية، بالتفاعل الخلاق مع الأشكال الفنية التي تتجاوز الحدود الجغرافية والزمنية”.
وستبقى أبواب معرض “الفن المستلهم من البركان” مفتوحة أمام الجمهور مجاناً حتى الـ11 من يناير 2026، ليشكل بذلك فرصة فريدة للاحتفاء بالجسور الفنية والثقافية التي توحد نابولي والمغرب في قلب مدينة طنجة، ملتقى الحضارات

الاخبار العاجلة