مراسلة:
أشرف خدوش/ beladinews.ma
في سياق الدينامية الوطنية الرامية إلى مكافحة العنف ضد النساء، وفي إطار الحملة الوطنية الثالثة والعشرين، احتضنت مدرسة الفرصة الثانية – الجيل الجديد، مركز ابن عباد بمكناس، صباح الثلاثاء 2 دجنبر 2025، ندوة علمية نظمتها جمعية جبير للتنمية القروية والبيئة بشراكة مع مندوبية التعاون الوطني والمديرية الإقليمية للتعليم بمكناس. وجاءت الندوة تحت عنوان: “من أجل تجويد الممارسات الوطنية بما يرسخ مبادئ المساواة والكرامة: مقاربات قانونية ونفسية وبيئية واجتماعية لوقف العنف ضد النساء”.
وقد تميّز هذا اللقاء بحضور ثلة من المتخصصين والفاعلين الذين ناقشوا موضوع العنف ضد النساء من زوايا متعددة، بهدف الإسهام في تجديد التصورات وتحسين آليات التدخل والحماية. وفي هذا الإطار، تناولت الأستاذة للاحسناء علوي، المحامية بهيئة المحامين بمكناس، الإطار القانوني المنظم لحماية النساء، مبرزة أهمية تعزيز الوعي القانوني لدى النساء وأيضا الفتيات وتمكينهن من معرفة حقوقهن وآليات التبليغ والدعم.
ومن جانبه، أكد الأستاذ محمد الحمدوشي، الإعلامي والمستشار الأسري، على الدور الحيوي الذي يلعبه الإعلام في تشكيل الوعي الجمعي، موضحاً أن الخطاب الإعلامي يمكن أن يكون أداة قوية في نشر ثقافة المساواة ومحاربة الصور النمطية التي تؤسس للعنف داخل المجتمع. أما الدكتور عبد الإله شعيبي، مدرب وخبير في التنمية الذاتية، فقد ركز على الجانب النفسي للضحايا، مشيراً إلى ضرورة توفير الدعم النفسي الكافي للنساء لتمكينهن من تجاوز الآثار العميقة التي يخلفها العنف بجميع أشكاله.
كما تطرقت الدكتورة آسية أبو الذهب، المستشارة الأسرية وعضو مركز السراج للبحوث والدراسات، إلى تأثير العنف على البنية الأسرية، مؤكدة أن تعزيز الحوار والتواصل داخل الأسرة يعد من أبرز سبل الوقاية من السلوكيات العنيفة، وأن المسؤولية مشتركة بين المؤسسات والأسر والمجتمع. وقد أدارت هذا اللقاء الأستاذة سناء ياسين، التي ساهمت في خلق انسجام بين المتدخلين وتيسير النقاش والتفاعل مع الحضور.
وعرفت الندوة حواراً مفتوحاً بين المتدخلين والجمهور، تم خلاله طرح مجموعة من الإشكالات المرتبطة بظاهرة العنف ضد النساء، سواء على مستوى التطبيق القانوني أو الدعم النفسي أو دور المؤسسات التربوية والاجتماعية. وانتهى اللقاء بالتأكيد على أهمية تعزيز العمل المشترك بين مختلف المتدخلين، من خلال تطوير برامج تربوية ووقائية داخل المؤسسات التعليمية، وتوفير مواكبة نفسية وقانونية للنساء، إضافة إلى تشجيع الإعلام على نشر خطاب يعزز ثقافة المساواة والاحترام.
وقد شكلت هذه الندوة محطة مهمة ضمن الجهود المبذولة على مستوى مدينة مكناس للحد من ظاهرة العنف ضد النساء، حيث عكست الحضور الوازن والمداخلات الغنية وعياً متزايداً لدى الفاعلين بأهمية معالجة هذه الإشكالية وفق مقاربة شمولية تدمج القانوني والنفسي والاجتماعي والتربوي، بما يسهم في إرساء مجتمع يسوده العدل والكرامة والمساواة.






