في مشهد يعكس تاريخا طويلا من الرحلات الروحية عبر الزمن ، حيث كان الحجاج يعتمدون في رحلاتهم إلى الديار المقدسة على وسائل نقل تقليدية مثل الخيول و الجمال ، حل ثلاث حجاج إسبان بمكة المكرمة على ظهور الخيل ، بعد رحلة طويلة امتدت لمسافة تقارب 8000 كيلومتر و مدة زمنية تجاوزت 7 أشهر ، بدأت منذ أكتوبر الماضي .
بدأ الحجاج الثلاث رحلتهم ، إنطلاقا من جنوب إسبانيا مرورا بفرنسا ثم إيطاليا و سلوفانيا و كرواتيا ، و البوسنة و صربيا و بلغاريا و تركيا و سوريا ثم الأردن وصولا إلى المملكة العربية السعودية .
وصل كل من عبد القادر حرقاسي عايدي و طارق رودريغيز و عبد الله رافائيل هيرنانديز مانشا في شهر ماي المنصرم إلى مكة المكرمة ، و بهذه المناسبة أدلى عبد القادر حرقاسي بتصريح من عرفات جنوب شرق مكة لوكالة أسوشيتد برس حول رحلتهم الطويلة ، حيث أكد على أن إيمانهم القوي دفعهم إلى عبور آلاف الكيلومترات بهدف الوقوف أمام الكعبة و لمسها إضافة إلى رغبتهم الكبيرة في استجابة دعائهم ، كما نوه حرقاسي في هذ الإطار بالتضامن الذي تلقوه في مختلف البلدان من طعام و مال في تعبير عن وحدة المسلمين .
لم تخلوا الرحلة من تحديات و مخاطر ، حيث فقد الحجاج الثلاث خيولهم في البوسنة ، قبل أن يجدوها لاحقا في منطقة مشبوهة بوجود ألغام أرضية ، كما أنه و على الرغم من تعطل سيارتهم المرافقة في عدة مراحل إلا أن الدعم الشعبي لم يتوقف .
يعكس وصول الحجاج الإسبان إلى مكة قوة التبادل الثقافي و الديني بين العالم الإسلامي و أوروبا ، كما أن وصولهم على ظهور الخيل يأتي كتذكير بأهمية الحج كفريضة دينية و تجربة ثقافية غنية .
دنيا البغدادي beladinews.ma