آخر الأخبار
احتفاءً بالذكرى السبعين لعيد الاستقلال المجيد، عامل عمالة إنزكان أيت ملول يعطي الانطلاقة الرسمية مشا... الحصان الناري ... الذي علمني.. صفرو ...إحتفالا بعيد الاستقلال عامل الإقليم يدشين مشاريع تربوية جديدة لتعزيز البنية التعليمية بالمدي... القنيطرة: احتفالات رسمية مهيبة بمناسبة الذكرى الـ70 لعيد الاستقلال المجيد عامل إقليم الخميسات السيد عبداللطيف النحلي يترأس مراسيم تحية العلم بمناسبة الذكرى 70 لعيد الإستقلال ... المغربية أمينة الدحاوي تتوج بذهبية التايكواندو في ألعاب التضامن الإسلامي بالسعودية مكناس تحتفي بعيد الاستقلال بتدشين مشاريع شبابية وتنموية جديدة بقيمة تفوق 6 ملايين درهم تنغير: مهرجان جديد يجمع الذكاء الاصطناعي بالفنون والتراث في أول تجربة من نوعها محسن الأكرمين: يحلل بنيات الذاكرة الحاضرة والنسيان بمدينة مكناس. ديو حي يشعل منصة مهرجان "عيطة بلادي": عبد الله الداودي ومنال بن شليخة يبهران الجمهور بأداء مشترك لأغ...

الحصان الناري … الذي علمني..

[بلادي نيوز.ma18 نوفمبر 2025
الحصان الناري … الذي علمني..

BELADINEWS.MA
محسن الأكرمين.

من مُسوغات مَفْسدةَ يومياتي والتي تزيدني ألما، حين سألتني ذاكرتي بصيغة الاستنكار ونبرة من الغباء الحكيم: في أي يوم نحن يا هذا؟ ابتسمت دون قهقهة من التنبيه باسم إشارة دال على العاقل. وأنا أقلب بالترتيب الحسابي عقارب موازين ذاكرتي المشوشة، والتي قد تكون بحق قد أتلفت بوصلة الاتجاهات الأربعة، وباتت بوابة السماء النافذة الباقية للدعاء والرضا بالأمن والأمان.
لم أفكر بذات التخمين عند محاولات الإجابات المنمقة والمُرصعة ببيان وتبيين الجاحظ (كتاب الحيوان)، بل بقيت عند رحبة الارتجال العشوائي، أتناول كلامي بالعفوية والطلاقة اللفظية (المحاسن والأضداد/ الجاحظ)، وحتى بلا مكملات من علم الكلام البليغ. كنت حينها لا أرغب في أن أتقيد بحدود شائكة في عدم العودة لذاتي الطيعة بالعرفان!!! لم تكن إجابتي عن ذاك السؤال (في أي يوم نحن يا هذا؟ ) موضع إفادة تامة ونحن في زمن الذكاء الاصطناعي، بل قلت بنباهة الأحمق الغافل عن الأمكنة والأزمنة: نحن في يوم البداية، وكفانا خيرا من شر السفسطة المريبة في الغيبيات!!!
منطق طغاة الوقت لا حدود له شائكة لجرجرتك نحو مهالك التفكير، قبل تنشيط ذاتك العليا بالبرهان، لكني كنت لحظتها قد تعلمت مقاييس الفوز بحسابات مسافات التأني والتروي، عندما كنت قد كسبت خبرة فيزيائية: كيف أَخْبِرُ ثنايا تفكير عدوي بالاستقصاء قبل النيل منه بالرد العقلاني؟ كيف أقاوم تلك النفس الأمارة بالسوء؟ فقد كنت أؤمن أن العدو الذي يعرف خبايا المستقبل (المهدي المنجرة) لا يمكن أن يخسر الحرب، رغم خسرانه للمعركة الأولى !!!
مرات عديدة في حلمي الواقف أركب صهوة الحصان الناري طيرانا، والذي علمني أسس الثقة والحماس والعناد، وعند نهاية حلمي مع صديقي الحصان الناري يخاطبني دائما:” امض بثقة صوب أحلامك !!! لا تضع من أزمات الماضي عقبات تصدم حاضرك ومستقبلك !!!
أبتسم عند تذكري هويتي المتفحمة من كثرة الأحداث، و أفزع بشراهة موغلة في نارية سنة من حياتي، ولما لا التشفي من داء ذاكرتي اليقظة من بؤرة البلاهة المستديمة. كنت حينها لا أزال أُرتق العلاقة بين ذكرياتي الماضية، وذاكرتي في الحاضر المُشكل بالارتباك والتدني الموضوعي، لكي يتسنى لي التذكر ولو بصدق حين أُمسي عنيدا وأنانيا (من أنا؟). و من شدة التعب قد آوي إلى فراشي الممتد أرضا، وأنا أحتسب أنِّي أضعت يوما من حياتي الفانية والمنهكة.
في حديث مُنعش، وبالمنبهات التنشيطية مع الأنا (العليا)، قالت ذاكرتي: “لا تسرع (يا أنا) في خطى الهرولة والجري نحو خط النهايات، فالنهاية السعيدة لا تكون إلا عند قصص الحكايات الشعبية (ألف ليلة وليلة). نعم، وبحق فبئس يومي وكتاباتي !!! فقد يؤلمني أننا نعيش حياة منفصلة بالتمام عن الحياة الحقيقة المعتدلة، ونحن دائما نبدأ في التفكير المريح في النهايات، أكثر مما نوثق أسس وزينة للبدايات. تذكرت اليوم ولأول مرة، أن الحصان الناري قد علمي حكمة طيعة : ” بأن الخروج من دائرة تفكير الصندوق، أصعب بكثير من العودة نحو نفس الهوة، فلا يمكن أن تسبح في النهر مرتين !!!”
في فيلم فتى الأدغال (ماوكلي الكارتوني)، تعلمت البساطة من حياة الغابة وقوة الغاب، والفتك المتكرر الباحث عن الحياة لا الموت. تعلمت أن كل ما في الغابة يسقط فريسة الموت نتيجة السرعة المفرطة في الخوف والفزع المتردي. تعلمت كذلك أن التسرع في اتخاذ القرارات المربكة يحتمل الخطأ المزدوج والموت الحتمي !!! من شدة المضادات غير السوية بالاعتراف، حين رفعت قبعتي للذئاب، والتي أحسنت تربية (ماوكلي) رغم أنها ذئاب من الغابة التي لا تؤمن بالخير !!! حينها قلت: “لا يمكنك (يا أنا) إيقاف عقارب الساعة في الماضي، والبكاء على الأطلال المهشمة، والحبيبة التي تسللت ليلا من فراشك هروبا، تاركة على لوح المرآة بأحمر الشفاه عبارة (أحبك وجعي) !!!ورحلت في صبح النفعية والانتهازية بعيدا عن مجابهة الحياة كما هي… ”
ليلتها رأيت القمر يُشكل إبداعا فنيا مع الغيوم الداكنة المتقطعة. فرحت من تلك الأشكال المتموجة بالتغيير، وحتى المخيفة منها، ومن نوعية رسومات حيوانات الظل البيضاء والتي لا تؤدي. وآلمني رؤية إنس التحكم في رقاب العباد بالنياشين المرتخية، يزبد رعدا وبرقا بحرق المعارضين ويحمي الفاسدين!!!
ليلتها كنت في كل مرة أُحس بالخوف، وأتراجع الخطى وراء من رسم الدب الأسود، لكني أبيتُ أن أسقط أرضا للتمويه والتخفي في عدة مرات، مادام الغول الفتاك يربح النزال عند الفرار الواقفة بالصراعات، و يزيد حتى هو من سرعته في ركض الصيد التغذي اليومي، ونيل الغنيمة غير المتخفية، وهذا ما تعلم كثيف من فطرة (ماوكلي الكارتوني) فتى الأدغال في العيش والمقاومة.
في ليلة القمر القريب من الأرض السفلية، يموت الشر ليلتها وراء السد العتيد (الإسكندر الأكبر)، ولم يقدر لا (يَاجُوجُ) ولا (مَاجُوجُ) من نقب قطرة حديد ذي القرنين. فقد كانت لعنة الحقيقة ليلتها قد بات بادية، وبلا ماكياجات، إنه يوم نهاية التخمين والتفكير في أي يوم نحن فيه ؟ مادامت الأيام تتناسخ بالثبات، ونحن بالتحول المنطقي مع سنن الحياة نتغير بالإلزامية. يوم البداية كنت أؤمن فيه بالقطعية المطلقة، أن من كان يضع الأقنعة البلهاء ليلتها، قد يماثل في الأسطورة الوُحوش الآدمية من أكلة لحوم البشر في يوم الاستيقاظ الثاني.

الاخبار العاجلة