آخر الأخبار

مأساة جديدة تُعيد طرح سؤال الأمل… شاب يفقد حياته على شاطئ كرانوطيل ومأساة الهجرة تتواصل

[بلادي نيوز.ma27 أكتوبر 2025
مأساة جديدة تُعيد طرح سؤال الأمل… شاب يفقد حياته على شاطئ كرانوطيل ومأساة الهجرة تتواصل

BELADINEWS.MA
🖋️ انوار العسري
مساء اليوم، لفظت أمواج شاطئ كرانوطيل بعمالة المضيق الفنيدق جثة شاب في مقتبل العمر، في حادث مأساوي عمّق جراح أسرته وزاد من حالة الصدمة والحزن بين مرتادي الشاطئ. وقد سارعت السلطات المحلية ومصالح الوقاية المدنية إلى عين المكان، حيث تم انتشال الجثة وفتح تحقيق لمعرفة ملابسات الحادث،

هذه الحادثة ليست سوى حلقة جديدة في مسلسل طويل من المآسي، أبطاله شباب ضاقت بهم سبل الحياة، فاختاروا طريق البحر بحثًا عن أمل ضائع، أو مستقبَل بدا بعيد المنال. حلم الوصول إلى الضفة الأخرى من المتوسط، إلى مدينة سبتة المحتلة أو غيرها من المدن الأوروبية، يتحول في كثير من الأحيان إلى كابوس ينتهي بفقدان الأرواح ودموع العائلات.

شباب بين مطرقة البطالة وسندان اليأس

تُجمع شهادات كثيرة على أن الأسباب العميقة لهذه الظاهرة تعود إلى غياب فرص الشغل الكريمة، وضعف السياسات الموجهة للشباب، وانسداد الأفق أمام أحلامهم. آلاف من الشباب في مدن الشمال يراودهم حلم “الهجرة”، غير أنهم لا يجدون سوى قوارب الموت وسيلة لتحقيقه.

الحلم الأوروبي، كما يصفه البعض، لم يعد مجرد رغبة في تحسين الوضع المعيشي، بل صار مخرجًا للهروب من واقع اجتماعي واقتصادي ضاغط، حيث البطالة، التهميش، غياب الفضاءات الثقافية والرياضية، وانعدام الثقة في المؤسسات.
أسر تعيش على أمل العودة… أو خبر الرحيل الأخير , وراء كل محاولة هجرة غير نظامية، تقف أسرة أسيرة الانتظار أمهات يحترقن قلقًا بين الأمل والخوف، وآباء يخفون دموعهم خلف صمت موجع. وعندما يأتي الخبر، إما يكون اتصالًا يخبرهم بالوصول إلى “سبتة” أو “مليلية”، أو نبأ مأساوي يُعلن العثور على جثة، أو اختفاء لا يعرف له أثر.

تعيش هذه الأسر صراعًا يوميًا: بين الفخر بأبنائها الذين تحدوا الواقع، والخوف من مصير مجهول أو موت بلا وداع.

إلى متى يستمر نزيف الشباب؟

ألم يحن الوقت لتلتفت السياسات العمومية بجدية إلى فئة الشباب؟ ألم يحن الوقت لتوفير فرص شغل تحفظ الكرامة، ومشاريع تنموية تستجيب لطموحاتهم بدل أن يتركهم البحر يبتلع أحلامهم؟

إن استمرار هذه المآسي يُشكل نداء عاجلًا لتجديد الرؤية في التعامل مع قضايا الشباب، من خلال:

خلق فرص عمل حقيقية ومستدامة.

دعم المشاريع الشبابية والمبادرات الذاتية.

توفير مراكز التكوين، التأطير، والترفيه.

تعزيز الثقة بين الشباب والمؤسسات.

دعم الأسر المكلومة نفسيًا واجتماعيًا.

تبقى أرواح هؤلاء الشباب أمانة في أعناق الجميع. فهم لم يبحثوا عن الموت، بل عن حياة لم يجدوها هنا. فهل يتحول الحزن اليوم إلى بداية وعي ومسؤولية جماعية تنقذ ما تبقى من أحلامهم؟

رحم الله الفقيد، وألهم أسرته الصبر والسلوان.
وما يزال البحر شاهدًا على أملٍ غرق… وواقع ينتظر التغيير.

 

الاخبار العاجلة