BELADINEWS.MA
مراسلة : عبد العزيز مضمون
أعادت الفاجعة الأليمة التي شهدتها مدينة الفنيدق، والتي خلفت 8 قتلى، إلى الواجهة موضوع مرور الشاحنات الثقيلة داخل المراكز الحضرية، وهو ملف طالما أثار مخاوف المواطنين في عدد من المدن المغربية. وتبرز مدينة صفرو كنموذج واضح لهذا الإشكال، حيث تعرف منذ سنوات مرور شاحنات محملة بصخور ضخمة من الرخام تزن عشرات الأطنان، عبر شوارع ضيقة وغير مهيأة لتحمل هذا النوع من الحمولة.
هذا المشهد اليومي يكاد يتحول إلى قنبلة موقوتة تهدد سلامة السكان، خاصة عندما تمر هذه الشاحنات قرب المؤسسات التعليمية، الأسواق، والمناطق السكنية الكثيفة، في وقت يعيش فيه مستعملوا الطريق حالة خوف دائم من احتمال وقوع حادث مأساوي لا قدر الله.
ويرى متتبعون للشأن المحلي أن استمرار عبور هذه الشاحنات العملاقة وسط صفرو لم يعد مجرد مشكل مروري، بل أصبح خطرا حقيقيا على الأرواح، واعتداء على البنية التحتية الهشة للمدينة، التي تتضرر بشكل واضح نتيجة الوزن الثقيل للشاحنات وما تخلفه من اهتزازات وتشقق الطرقات.
وفي ظل هذه الوضعية، يبرز مطلب إنشاء الطريق الدائرية (Route Périphérique) كضرورة ملحة لا تقبل التأجيل، باعتبارها الحل الوحيد الكفيل بإبعاد الشاحنات عن قلب المدينة وتوجيهها نحو مسار خارجي آمن، يحمي السكان ويضمن انسيابية حركة السير.
الساكنة المحلية تؤكد أن إنجاز هذه الطريق أصبح اليوم مشروعا ذا طابع استعجالي، وليس مجرد خيار تنموي، خاصة مع تزايد نشاط المقالع ومصانع الرخام القريبة، وما يرافقه من ارتفاع في عدد الشاحنات التي تعبر المدينة يوميا محملة بكتل صخرية هائلة وحمولات هائلة .
كما يطالب مواطنون وفاعلون مدنيون بتدخل عاجل من عامل إقليم صفرو وللمجلس الجماعي لإعادة النظر في تنظيم حركة الشاحنات داخل المدينة، وتشديد المراقبة، ولما لا فرض رسوم على مرور هذه الشاحنات داخل المدينة تعويضات للخسائر التي تسببها الطرقات وتحديد فترات زمنية خاصة بمرورها — عند الضرورة — إلى حين إخراج الطريق الدائرية إلى الوجود.
فاجعة الفنيدق كانت جرس إنذار مؤلم، وصفرو اليوم أمام اختبار حقيقي: إما التحرك قبل وقوع الكارثة، أو انتظار حادث قد يتسبب في خسائر بشرية لا قدر الله ، ليبقى الأمل معقودا على الإسراع في إنجاز الطريق الدائرية، حماية للأرواح، وصيانة لحق السكان في فضاء حضري آمن.





