اختتمت مساء الجمعة بقلعة السراغنة، فعاليات الدورة الثامنة لملتقى “سماع تساوت” للثقافة والفنون الصوفية والذي يشكل مناسبة لإبراز الأهمية البالغة لفن المديح والسماع، باعتباره أحد التعبيرات الفنية التي تعكس العمق الروحي للمجتمع المغربي.
وتميز الحفل الختامي لهذا الملتقى السنوي الذي حضره على الخصوص، عامل إقليم قلعة السراغنة، سمير اليزيدي، بإحياء أمسية في فن السماع والمديح احتفاء بذكرى مرور 15 قرنا على ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، إلى جانب تكريم مجموعة من المسمعين والمادحين وشخصيات ساهمت في إنجاح واستمرارية تنظيم الملتقى.
وتهدف هذه التظاهرة المنظمة من قبل جمعية الكوثر للمديح والسماع والمحافظة على التراث، إلى المساهمة في إبراز التنوع الثقافي والروحي للمغرب، وتعزيز مكانة مدينة قلعة السراغنة كفضاء للإحتفاء بالتراث اللامادي ونشر قيم التسامح والتعايش، وتحسيس الساكنة بأهمية المديح والسماع الصوفي والحفاظ على الموروث الروحي والثقافي بالمملكة ونقله للأجيال القادمة.
وأوضح رئيس الملتقى، جواد الشاري، أن هذه التظاهرة جمعت ما بين التأمل الصوفي والإبداع الفني من خلال تنظيم مجموعة من الندوات الفكرية والأكاديمية التي تعنى بمواضيع الخطاب الصوفي وكل فنونه من شعر وآداب وبلاغات صوفية.
وأبرز في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أهمية حضور الجانب الروحي والإبداعي لدى المبدعين المغاربة من خلال إقامة سهرات وأمسيات روحية تجمع ما بين السماع الصوفي المغربي الأصيل وفن السماع من خارج المغرب، مما يسهم في ترسيخ الثقافة الروحية لدى الناشئة في إطار الجهود المبذولة للحفاظ على التراث اللامادي للمملكة.
من جانبه، أكد شيخ الطريقة الحبيبية بقلعة مكونة، محمد المرتضى البومسهولي، في تصريح مماثل، على أهمية هذه الدورة التي شهدت أنشطة متنوعة ركزت على دور التصوف والقيم التي تنشرها الزوايا والداعية إلى التحلي بأخلاق من تكلموا وأبدعوا في السماع الصوفي، مبرزا دور مثل هذه الملتقيات في الحفاظ على هذا الموروث الروحي ونقله إلى الناشئة.
وعرف اليوم الختامي كذلك، تنظيم ندوة دراسية حول مشروع المفكر الصوفي محمد التهامي الحراق الذي أغنى المكتبة الوطنية بمجموعة من المؤلفات والكتب، وكذا مداخلات لعدد من الباحثين والمفكرين وشيوخ الزوايا.
وتضمن برنامج ملتقى “سماع تساوت” المنظم بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة) ومجلس جهة مراكش آسفي وعمالة إقليم قلعة السراغنة، على مدى أربعة أيام، تحت شعار “مديح الزوايا .. تراث لامادي يمتد في الزمن ويصون الهوية”، تنظيم ليال سماعية، وعقد ندوات فكرية وعلمية ناقشت مكانة الزوايا في صون الهوية الثقافية المغربية، إلى جانب تنظيم أنشطة موازية موجهة للشباب والمهتمين بالموروث الثقافي.
در/map