آخر الأخبار

سلطة النقد والرأي.

[بلادي نيوز]9 أغسطس 2025
سلطة النقد والرأي.

Beladinews.ma
محسن الأكرمين/ مقال رأي.

من بين مظاهر النكسة الكبرى والتي تمر منها مدينة مكناس حديثا، والتي تتمثل في أصل محاولات فَبْرِكَةِ النمطية السطحية، في أفق خلق الرأي الأحادي (العام زين…!!!)، والعمل على صهر التباينات الفردية في الرأي والرأي المضاد داخل عقلية خفية (كُولْشِي مَزْيَانْ !!!)، والذهاب بالأمر قُدما في أفق قتل رأي الاختلاف المُحَايث (وجود الشيء في ذاته) !!!
هذا التوجه بالطبع الأكيد غير صحي وغير عادل تماما، ويُعتبر نوعا من (غائية تاريخ الاستشراف)، وتسطيحا للنقاشات في مدينة قد تنتج غير سياسة (المتناقضات)، والتي ألفت قسطا وفيرا من حرية الرأي، لا الارتكان إلى طوائف الأحلاف، وخدمة بعض الوجوه وممارسة سياسة التبجيل والانبطاح والهرولة نحو المنافع !!! ومن البديهي أن نثير هذا الموضوع كقوة جديدة تكشف لنا عن الوجه الخفي في خلق انزلاق المكونات العامة في هندسة مدينة بلا معارضة ولا رأي مضاد.
إن هذا الشكل من بين المقاطع الصعبة بمكناس، حين يتم تهريب النقاش حول قضايا جوهرية ومصيرية بالمدينة، نحو خلق تمويهات ثانوية معاكسة للحقيقة والحكامة الدستورية، وتعمل بجد على الطمس الحقائق وبمبررات واهية (خَلِيوْ النَّاسْ تَخْدم !!!) ويتكرر الأمر في جميع الأقطاب والرافعات التنموية، وكأن من انتقد أمرا ما !!! أو عارضه يبيت من العراقيل المضادة !!!
بحق نركب سلطة الموضوعية، ونتحرى الصدق والخير في مدينة ذكية بالحداثة، ولسنا من دعاة الاستئصال للرأي المعارض أو الرأي المؤيد، ولا يمكن أن نكون أوصياء على الاختيارات والأفضل منها، ولا ممن يصنع نقاش التفاعل بسوء فهم. لكن أسوء الحالات التي نشير إليها بالحذر، هو التصنيف هذا الحالي هذا (زيد النافع (المنبطح)… وذاك عمرو الطالح (المعارض)) !!!
هذا التوجه الجديد بالمدينة يعمل بجد متنامي في محاولات صناعة (الرأي الأحادي) في أفق انتخابات 2026 !!! وبدأ يتشدد نحو خنق الأصوات المنتقدة لمظاهر الاختلال في التدبير أو التسيير وفي جميع القطاعات، حتى ذكر البعض من أوجه الفساد والريع (حلال) الذي كابدته المدينة في زمن التراخي من الماضي القريب.
حقيقة لا مناص من ذكرها بالتأكيد، فحين يتم تكميم الأفواه عن الكلام المباح بأقفال حديدية، فإن الأمر لا يعدو إلا أن يكون نوعا من السطو على المجتمع والمدينة والثقافة السلمية، وتكريس الأمر الواقع وبلا تفاضلات في رأي العقلانية (الخفية).
من المظاهر الجديدة، وبلا حمولة أو سياق قولهم: (خليوهم يخدموا…!!!) وكأن هنالك من يحب المدينة حد الثمالة، والآخر المشاكس هو من لا حب لديه !!! حب المدينة ليس تعويذة لخلق الانتساب وممارسة الحظوة الرخوة، فقد يكون هذا نوعا من التمويه والتوسل الذاتي الذي يتأسس على خواء وضعف الخطاب في اختزال المنافع (الريع حلال) الذاتية. حب المدينة فالكثير منَّا من يختبئ من خلفه (وقاض حاجة !!! )، لذا نقول: اتركوا لحب مكناس حرمة طاهرة نقية، فما يُلفظ باللسان ولا تحمله القلوب والمشاعر، فإنه يوازي خبر كان (الكوفية) التقديري!!!
نعم، حب المدينة هو جزء منَّا وبلا تمايزات التفاضل، ولن يكون بحثا عن التصفيق والشهرة، بل حب المدينة يتمثل في النضال لأجل تعديل سياقات الكرامة والعدالة الاجتماعية بالمدينة والتأسيس الفعلي للتنمية، وفي رؤية مدينة تصنع الحداثة والتجديد والتغيير. قد لا نُخفي الحقائق عن عيون شمس الحكامة بالغربال، بل يجب أن نرى جمال مكناس ونتمتع طيبة به، كما يجب أن ننبه برفق إلى كل اختلال قائم، أو قد يمكن أن يكون لاحقا!!!
إن سلطة النقد الرفيعة تقوم على تقييم وتفسير وتحليل الأداء بالمدينة لا تكريس سياسة الشخصنة التمجيدية، والتسويقات (الهجينة)، وهذا في الغالب ما ينقلنا من بداية السؤال بــ (ما الموصولة !!!) إلى الصياغة بــ (كيف الحالية !!!) وكل (واحد يدير عمله بإتقان…). فردم الهوة وتعمير الفجوة الفارغة، لن يكون إلا بسد الشفافية والحكامة، والسماع للرأي الآخر بامتياز التأني ومنع سوء الفهم. قد لا نقدر على ممارسة التطبيل والتمسح بالأعتاب، ولكنا نقدر على وصف الحقيقة بما أمكن من تجريد وموضوعية.

الاخبار العاجلة