هيئة التحرير :beladinews.ma
فاس – 16 ماي 2025
وسط أجواء موسيقية مبهرة تنبض بالتنوع الثقافي والانفتاح الروحي، ترأست صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، مساء يوم الجمعة بساحة باب الماكينة التاريخية، حفل افتتاح الدورة الثامنة والعشرين لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تحت شعار “انبعاثات: من الطبيعة إلى المقدس”.
وقد حظيت صاحبة السمو الملكي لدى وصولها باستعراض رسمي قدمته عناصر من القوات المساعدة، قبل أن تتقدم شخصيات دبلوماسية ووطنية للسلام على سموها، من بينهم وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد، وعدد من سفراء الدول المشاركة، على رأسهم سفراء الإمارات، إيطاليا (ضيفة شرف الدورة)، السنغال، أذربيجان، تركيا، سلطنة عمان وإسبانيا. كما كان في الاستقبال والي جهة فاس-مكناس معاذ الجامعي، ورئيس الجهة عبد الواحد الأنصاري، إلى جانب مسؤولين محليين ومنتخبين وشخصيات من المجتمع المدني.
وعلى المنصة الرسمية، تابعت سمو الأميرة فقرات فنية استثنائية صاغتها السينوغرافيا في قالب حكائي بصري وموسيقي مستوحى من جماليات العالم، مع إبراز الألوان الزاهية لإفريقيا وتنوعها الثقافي. وشكل الحفل فسيفساء فنية فريدة شارك فيها فنانون ومجموعات موسيقية من مختلف البلدان، من بينها مجموعة نساء مايوت بجزر القمر، وفرقة “أريج” الصوفية من سلطنة عمان،
ومجموعة “ميهانزيو” من الكوت ديفوار، إلى جانب مشاركات إفريقية أخرى مثل طبول بوروندي، وإنشاد “قصائد” مريدي السنغال، و”السماع” الصوفي من مكناس، والغناء المقدس الذي أدته الفنانة باتيستا أكوافيفا.
ولم تخلُ الأمسية من لحظات احتفاء بالمواهب الصاعدة، حيث أشرفت صاحبة السمو الملكي على تسليم “جائزة المواهب الشابة – روح فاس”، لفائدة خريجي المعهد الموسيقي بفاس، تكريماً لإبداعاتهم في العزف على البيان، القانون، الكمان، والعود، والتي نالها على التوالي كل من إيمان برادة، هبة ازكار، زكرياء المبكر، وسعد غنامي.
واختتم الحفل بصورة تذكارية جمعت الأميرة بالفنانين المشاركين، في لحظة رمزية تعكس روح التواصل الثقافي التي يتميز بها هذا المهرجان السنوي العريق، الذي يضع في نسخته الحالية القارة الإفريقية في صلب اهتماماته، احتفاءً بتراثها العميق وإبداعات شبابها الطامح إلى نهضة ثقافية مستدامة.