في إطار تجسيد سياسة الانفتاح على مختلف المبادرات الإنسانية الرامية إلى تسهيل إعادة إدماج النزيلات والنزلاء السابقين في المجتمع، نظم مركز المصاحبة وإعادة الإدماج بمكناس، لقاءً تواصليًا مميزًا جمع بين نخبة من الفنانات والفنانين المشاركين في الدورة الرابعة عشرة لمهرجان مكناس للدراما التلفزية، وذلك بتنسيق مع مدير المهرجان ورئيس جمعية العرض الحر.
وقد شكّل هذا اللقاء مناسبة لتسليط الضوء على الدور الريادي الذي تضطلع به مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، من خلال عرض شريط وثائقي تعريفي أبرز نشأة المؤسسة، وأهدافها، واستراتيجيتها المعتمدة في مراكز المصاحبة المنتشرة عبر مختلف جهات المملكة.
وفي كلمة له بالمناسبة، أكد مدير مهرجان مكناس للدراما التلفزية على الانخراط الكامل للمهرجان وفريقه الفني في دعم المبادرات الاجتماعية الهادفة، مشددًا على أهمية العمل المشترك من أجل إنجاح مسار إدماج النزلاء والمفرج عنهم، وتعزيز حضورهم الفعّال في الحياة العامة.
وشهد اللقاء لحظات مؤثرة من خلال الشهادات الحية التي قدمها عدد من النزيلات والنزلاء السابقين، الذين يخضعون لتتبع ومواكبة مركز المصاحبة بمكناس، حيث عبّروا عن امتنانهم للدعم النفسي والاجتماعي والمهني الذي تلقوه، والذي مكنهم من تجاوز العقبات والانخراط في مسارات حياة جديدة بعيدة عن مظاهر الانحراف والانزلاق نحو العود.
كما شدد المشاركون في اللقاء على ضرورة محاربة الوصم الاجتماعي الذي يطال هذه الفئة، مؤكدين على أن الإبداع والفن يشكلان جسراً حقيقياً نحو إعادة الإدماج، لما لهما من قدرة على فتح آفاق جديدة وتمكين الأفراد من التعبير عن ذواتهم واستعادة مكانتهم داخل المجتمع.
واختتم اللقاء بحفل شاي على شرف الحاضرين، في أجواء سادتها روح الانفتاح والتضامن، ورسائل قوية تؤكد على أن الإدماج مسؤولية جماعية تتطلب انخراط الجميع، من مؤسسات وفنانين ومجتمع مدني.